وجهت المشيخة العامة للطرق الصوفية جزيل الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على اهتمامه وحرصه ومتابعته بقراره اليوم بترميم وتجديد مقامات وأضرحة آل البيت، خاصةً أضرحة السيدة نفيسة، والسيدة زينب، وسيدنا الحسين، وتوجيهاته بتطوير كافة الطرق والميادين والمرافق المحيطة والمؤدية لتلك المواقع صرح بذلك أحمد قنديل المستشار الإعلامي للمجلس الأعلى للطرق الصوفية.
موضوعات مقترحة
وأضاف قنديل، فى بيان له، أن رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية الدكتور عبد الهادي القصبي قدم الشكر للرئيس السيسي على دعم الدولة المصرية لمقامات أهل البيت، موضحا أن التصوف الحق سينعكس إيجابا عن العمل والحياة وسيكون مفتاح نجاح كل شيء بنشر الخير والفضيلة، لافتا إلى دعم الطرق الصوفية للقيادة السياسية الشريفة التي تحملت الكثير والكثير لما قدمه من جهد وتضحية في سبيل استعادة الوطن والإصلاح السياسي والاجتماعي
وأكد رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، دعم الدولة المصرية والقيادة السياسية فى مواجهة مخططات الهدم، موضحا أن استثمار التصوف وتنقيته مما قد يصيبه من شوائب سوف ينعكس إيجابيا فى كافة مجالات العمل والإنتاج والتقدم والحضارة، فلقد كان التصوف هو رأس مال المسلمين الأوائل من التجار فى علاقاتهم الاقتصادية مع الشعوب الأخرى.
وأكد القصبى، أن التصوف هو مفتاح نجاح الساسة فى علاقاتهم الدبلوماسية وكان سلاح النصر للقادة فى ميادين المعارك وكان أداة نشر الخير والفضيلة والسلم والسلام فى العالم ومبدأ كل تقدم علمي وبناء حضاري، متابعًا: "فلنتمسك بالقيم الأخلاقية ولنحافظ على أوطاننا ولنزرع الخير والأمن والاستقرار لصالح البلاد والعباد ولنحافظ على خير أجناد الأرض درع الوطن وسيفه ولنحافظ على رجال الداخلية ولنتقى الله فى القيادة السياسية الوطنية الشريفة التى تحملت عبء المسئولية فحققت الأمن والاستقرار والتنمية، ونعلن إننا رافضون بكل قوة أن ينال أحد أيا كان من مصر وشعبها وقيادتها وجيشها ورجال أمنها وندعو الله أن يجعل هذا البلد أمنا وبالله نعتصم".
وأشار رئيس الطرق الصوفية إلى أهمية دور التصوف فى نشر القيم الأخلاقية ودعمها، فالتصوف أخلاق فمن زاد عليك خلقا زاد عليه تصوفا، فبالأخلاق تبنى وتتقدم الشعوب وتقام الدول فى مراحل انتقال الدول وتتصارع الأفكار وتتضارب الآراء وتتعارض المصالح وقد تتهاوى القيم وقد تتدهور الأخلاق وقد تطفو على السطح الأفكار الضالة أو المنحرفة أو المنحلة أو الإرهابية أو الفاسدة أو الإلحادية مما نراه فى بعض مظاهر حياتنا والتى أصبحت لا تدل علينا ولا على تراثنا ولا على ديننا ولا أخلاقنا ولا هويتنا ولا ذاتيتنا".
وأوضح القصبى أن العالم يجتاز مرحلة دقيقة من الانتقال السريع ويشهد تغييرات مفاجئة عصيبة بفعل توظيف التقدم التكنولوجي فى غير محله وتوظيفه فى بث الشائعات والفتن وتضليل العقول تاركا من ورائه أزمة أخلاق تكاد تفتك بالبشرية بأسرها فكل ما يجرى فى المجتمعات من مظاهر الإلحاد والانحلال والإباحية والقتل والجريمة والإرهاب والعنف والفوضى والانتقام والخلاف والاختلاف فى الدين أو السياسة أو الاجتماع فإنما مرده هو غيبة الأخلاق.
وأضاف رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، أن ما يجرى من حروب أو صراعات فى ميادين السياسة وما يحدث من فتن وتقاطع وتباغض أو غدر أو نفاق أو خداع وشقاق بين الأفراد، لن تجد له سببا إلا نتيجة غياب الأخلاق، مشيرا إلى أن ما يحدث فى البيوت وفى دواوين العمل وفى المصانع والمواصلات والشوارع والمؤسسات بل حتى فى الهيئات الخيرية والعلمية من سلوك غير منضبط وما يحدث من خراب الذمم والضمائر بل بيع الأوطان وما يحدث من غش وتلاعب وخداع إنما مرده إلى غيبة القيم والأخلاق.
واستطرد القصبى: "أنا لا أجتهد فى رأى ولكن أصف واقعا محليا وعالميا لا ينكره منصف ومن هنا كانت قناعتنا بمنهج التصوف باعتباره منهج القيم الأخلاقية لحل كل هذه المشكلات الفردية أو الجماعية أو المحلية أو الدولية أو الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية لذلك فإني أؤكد بكل قناعة وعلم وثقة أن التصوف منهج رباني أصيل للإصلاح والبناء والتنمية والتقدم والرقى والحضارة".
وتابع: "أؤكد أن الأمة قد أصيبت فى مقتل يوم غفلت عن التصوف فى حياتها وواقعها لأن التصوف باعتباره قيما أخلاقية وصدقا وسماحة وحبا وقبولا للآخر، هو ثقافة راسخة فى ضمير الناس وسلوك متأصل فى حياة الجماهير وهو يعد بحق وصدق رأس مال الأمة الذى نحن أحوج ما نكون إلى استثماره دون عناء أو جهد، ليصبح فى ذاته صمام أمن وأمان وأداة لتطهير المجتمعات من جماعات الإرهاب والتشدد والتعصب ومحترفي التكفير والتشريك والتبديع إلى آخر ما هنالك من المهازل التى أجهدت الأمة".