Close ad

فقر وجهل وموت .. ثم "حياة كريمة"

15-7-2021 | 18:48

في حياة الأمم أيام فارقة، ومواقف تاريخية تمثل علامات في مسيرتها، ومصر اليوم تشهد مخاض دولة جديدة وميلاد جمهورية ثانية عبر ثورة تنموية حقيقية تضرب كل ربوعها، في مشهد سيقف عنده التاريخ كثيرًا ليسجل أكبر نهضة تنموية شهدتها مصر عبر تاريخها الممتد عبر القرون.

 ولعل مبادرة "حياة كريمة" الذي يشهد الرئيس عبدالفتاح السيسي احتفالية مؤتمرها الأول اليوم باستاد القاهرة تمثل واحدة من أهم مرتكزات هذه النهضة التنموية للجمهورية الثانية، إذ إن هذا المشروع القومي الرائد يعد بحق ثورة تطوير غير مسبوقة في القرية المصرية التي ظلت طوال عقود خارج دائرة اهتمام السلطة المركزية في البلاد فسكنها الجهل واستوطنتها الأمراض والأوبئة وضرب أهلها الفقر والبؤس، وتقطعت بهم السبل والطرق والمواصلات.

 كم من سيدة قروية ماتت أثناء الولادة؛ بسبب عدم وجود وسيلة مواصلات تنقلها إلى مستشفى بالمدينة، أو لعدم وجود وحدة صحية بالقرية، كم من منزل شب به حريق وأتى عليه وعلى أهله لعدم وجود نجدة أو سيارة إطفاء، كم شاب أو فتاة حرمت من التعليم لعدم وجود مدرسة، وكم من فقير جائع لم يجد قوت يومه؛ لأنه لم يجد عملًا في قرى تعاني ندرة في الموارد.. وكم من أسرة كان يقتلها برد الشتاء وحر الصيف؛ لأنها تعيش فى بيت بلا سقف ولا مرافق.

 هكذا كانت حياة المصريين في القرية المصرية والذين يمثلون نحو 60% من عدد السكان في مصر ما بين الجهل والفقر وضعف الخدمات وندرة الغذاء والدواء.

 هذا الوضع المأساوي كان أحد أسباب مشاكل مصر الاقتصادية، إذ إن كل الدراسات أكدت أن تدهور الأوضاع المعيشية في الريف المصري كان سببًا في الهجرة الداخلية إلى المدن، وسببًا أيضًا في انتشار العشوائيات ومهددًا للسلام الاجتماعي، ناهيك عن أن هذه المجتمعات أصبحت في ظل الفقر والجهل مصدرًا للزيادة السكانية المهددة للدولة، وتربة خصبة لنشر التطرف وصناعة الإرهاب والعنف، كل هذه الأعراض ساهمت في إحداث تحولات جذرية في تركيبة المجتمع المصري؛ بل أحدثت خلالًا جسيمًا في ديموجرافية مصر، والتوزيع العمراني للمجتمع؛ مما ساهم في حدوث اختلالات واسعة بين الريف والحضر، وأيضًا في التوزيع العادل للثروة.

 من هنا جاء قرار "حياة كريمة" ليعيد الأمور إلى نصابها، ويستعيد القرية المصرية من براثن الجهل والتخلف عبر مخطط عمراني جديد وخدمات صحية وتعليمية سكنية حضارية تواكب معطيات العصر وتساير ما تشهده مصر من تطوير في كل المدن والمجتمعات العمرانية الجديدة.

...

حياة كريمة لكل مواطن في أي قرية.. هي حق من حقوقه الإنسانية، أن يسكن في مسكن حضاري.. أن يتلقى العلاج اللائق، أن يستقل المواصلات الآدمية الحضارية في أي وقت وفي جميع تنقلاته.. أن يحصل أولاده على التعليم الجيد والخدمات الحكومية الميسرة، هكذا تهدف مبادرة حياة كريمة التي يتبناها الرئيس السيسي لتجسد الصورة الحقيقية للقرية المصرية في الجمهورية الثانية، ولضمان تنفيذ هذه المبادرة بهذا الشكل تم وضع المخطط التنفيذي متضمنًا عددًا من المحددات والأهداف، في مقدمتها جدول زمنى لا يتجاوز 3 سنوات للانتهاء من التطوير المنشود وبمشاركة من أهالي القرى، ورصدت الحكومة نحو 600 مليار جنيه لتنفيذ هذه المبادرة، في نحو 4658 قرية مصرية.

وهنا تحضرني كلمات الرئيس السيسي حين قال في بداية إطلاق هذه المبادرة: "هندخل الريف بعد 3 سنوات، وهنخرج منه وهيبقى حاجة تانية خالص.. مصر تانية".

"حياة كريمة" تجسيد حي لمفهوم حقوق الإنسان بأبعادها الشاملة ومفاهيمها الجامعة، وهي أسمى وأنبل الحقوق التي ربما لا تجدها في كبرى الدول، التي تتغنى بحقوق الإنسان وتعتبر نفسها المدافع الأول عنها.

حفظ الله مصر وجيشها العظيم

 [email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة