ربما يستيقظ أحدنا في المستقبل القريب، من دون مرض أو علة، ولسان حاله يقول: "أنا مش أنا"، أو قد يراه أقرب الأقربين له بأنه لم يعد ذلك الشخص الذى نعرفه.. دماغه تغيرت.. أحلامه تبدلت!!
لا تستغربوا ذلك ولا تستبطئوه، فعسى أن يكون واقعًا جديدًا في القريب العاجل..
الأمر لم يعد مرتبطًا فقط بشريحة إيلون ماسك التي سيتم تركيبها في الدماغ، ويراها الكثيرون أنها ستغير مستقبل البشرية.. بل بما هو أبعد من ذلك..
شريحة إيلون ماسك للتذكرة، ظاهرها فيه الرحمة، إذ إنها ستسمح بعلاج مشكلات كثيرة مثل البصر والسمع والذاكرة والمشكلات النفسية والإدمان وحتى التوحد..
لكن وكما يقولون "وراء الأكمة ما وراءها"، سيمكن لهذه الشريحة ـ التى تم تصنيعها والموافقة عليها وستبدأ تجاربها على البشر قريبًا ـ قراءة كل شيء داخل دماغك، وتقوم بكل الوظائف، تتوقع وتخطط وتحل لك مشكلات، وسيمكن من خلالها التحكم في ذكرياتك وحتى أحلامك!!
بالمناسبة، الشريحة ستركب في الدماغ، والخطورة أنه لا أحد سيعرف أن الشخص الذي أمامك لديه شريحة في دماغه أم لا!
لكن ما هو أخطر من ذلك أن هناك من يخطط حاليًا للتلاعب بمحتوى أحلام البشر ويزرع فيها إعلانات تجارية من خلال تقنيات جديدة، وهي فكرة مشابهة تمامًا لقصة فيلم الخيال العلمي "Inception" أو "الاستهلال" المنتج عام 2010 من بطولة ليوناردو دي كابريو، ما يعني أنه قد يصبح حقيقة قريبًا..
قصة الفيلم ببساطة تدور حول التلاعب بالعقول، حيث تقنية مبتكرة من عالم جامعي وابنه تسمح لهم بتأسيس عصابة تمكنت من خلال تكنولوجيا متطورة من سرقة عقل شخص ما، ووضع ما شاءوا من أفكار في ذهنه بعد أن نجحوا في التسلل إلى أحلامه، وهو ما يخدم مصالح الشركات الكبرى المتنافسة في السوق العالمية.
ببساطة، لك أن تتخيل أن تقوم عصابة بالولوج إلى عقل بيل جيتس من أجل زرع فكرة تصفية شركة مايكروسوفت، أو إلى عقل جيف بيزوس لتصفية شركة أمازون، سيكون كريسماس بالنسبة للمنافسين بلا شك، والأخطر من ذلك أن يتم توجيه عقول قادة آخرين لأهداف أخرى متعددة!!
ولأن الأمر لم يعد مجرد خيال علمي، حذرت مجموعة، تتكون من 40 عالمًا من 11 دولة مختلفة في العالم، من نوع جديد ناشئ من الإعلانات التجارية تحاول فيه شركات كبرى شهيرة في التقنية وحتى الطعام التلاعب بأحلام البشر، والتقنية المستخدمة بهذه التجارب تسمى "حضانة الحلم".
وقال العلماء في رسالة لهم هذا الشهر "بصفتنا باحثين في مجال النوم والأحلام وعلوم الدماغ، فإننا نشعر بقلق عميق بشأن خطط التسويق التي تنتهجها بعض الشركات بهدف تحقيق أرباح على حساب التدخل في أحلام البشر الطبيعية، وهناك حاجة ماسة وملحة لاتخاذ إجراءات استباقية وسياسات وقائية جديدة لمنع هذه الشركات من التلاعب بأحد الملاجئ الأخيرة لعقولنا وذواتنا المحاصرة بالفعل.. أحلامنا".
ضمت قائمة العلماء أساتذة من أشهر المعاهد والجامعات مثل هارفارد وكامبردج وكاليفورنيا الأمريكية، ومونتريال الكندية، وريو دي جانيرو البرازيلية، وموناش الأسترالية، ومعهد تكنولوجيا النوم والأحلام الألماني، وجامعة لاند السويدية، ومعهد باريس لأبحاث الدماغ الفرنسي، وغيرها من كبار المعاهد والجامعات في العالم.
الأبحاث العلمية تقول إننا أكثر عُرضة للتأثر خلال وقت الحلم مما نحن عليه أثناء اليقظة، ونجح العلماء حديثًا في تحديد المرحلة التي تحدث فيها غالبية الأحلام من خلال مراقبة موجات المخ وحركات العين وحتى صوت الشخير.
واكتشف العلماء أيضًا إمكانية "تعديل محتوى الأحلام باستخدام مؤثرات خارجية كالأصوات والروائح والضوء والكلام"، كما تمكنوا من الحديث مع الحالمين أثناء نومهم..
هذه التقنية ليست شرًا بالمطلق، بل يمكن استخدامها لأغراض علاجية، فقد وجدت دراسة علمية أن تقنية "حضانة الأحلام" جعلت المدخنين المدمنين يستخدمون عددًا أقل من السجائر لمدة تصل إلى أسبوع، كما يمكن لهذه التقنيات علاج بعض الأمراض النفسية كالاكتئاب.
لكن الخطير في الأمر أنه وإن كانت هناك قوانين ضد الإعلانات التي تستهدف اللاشعور للناس حين يكونوا مستيقظين، فهذه القوانين لا تنطبق على النائمين، بمعنى أنه "لا توجد ولاية قضائية على النوم"، ما يعنى أن هناك ضرورة مُلحة لتحديث القوانين "في الغرب طبعا" "قبل أن تصبح أحلامنا لوحات إعلانية!