Close ad
13-7-2021 | 13:24
الأهرام المسائي نقلاً عن

منذ أربع سنوات أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى مبادرةً العودة للجذور فى القمة الثلاثية بنيقوسيا فى نوفمبر 2017، وجاءت النسخة الأولى فى أبريل 2018 بمشاركة 250 من الجاليات اليونانية والقبرصية التى عاشت فى مصر، ثم النسخة الثانية فى نوفمبر 2018 بمشاركة الأطباء فى إنجلترا من مصر واليونان وقبرص، وبعدها جاءت النسخة الثالثة عام 2019 بأستراليا لتعزيز التعاون التجارى بين الجاليات المقيمة هناك من البلدان الثلاثة.

استمرار المبادرة للعام الرابع على التوالى يعكس أهميتها وإيمان القائمين عليها بآثارها الإيجابية بالنسبة لشعوب الدول الثلاث.

النجاح الذى حققته المبادرة أعاد إلى ذاكرتى محاولة جرت منذ أكثر من عشر سنوات تحت عنوان مشابه مستهدفة تدشين جسور لتواصل المصريين المقيمين فى الخارج بشكل مؤقت أو دائم وبين المحافظات المصرية التى ينتمون إليها، هذه المحاولة لم تنجح أو تؤتى ثمارًا.. ربما لعدم خضوعها لدراسة متأنية أو لعدم وضوح الهدف منها .

الآن وفى ظل الدورة الرابعة لمبادرة العودة للجذور أظن أنه ليس هناك ما يمنع من قيام وزيرة الهجرة المتميزة السفيرة نبيلة مكرم من دراسة إطلاق مبادرة أخرى تستهدف المتميزين من أبناء مصر المهاجرين فى الدول المختلفة ليقوموا بدور تشاركى فى النهضة التى تشهدها مصر حاليا، ولا أقصد هنا أن يكون الهدف مشاركات أو مساهمات مالية ولكن ما أرمى إليه الاستفادة بتراكم الخبرات وتنوعها لديهم .

أتذكر أن ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى كانت مصر تشهد مؤتمرا سنويا للمصريين فى الخارج ومؤتمرا آخر لعلماء مصر بالخارج، هذه المؤتمرات كانت بمثابة حلقة اتصال وتواصل بين الطيور المهاجرة والوطن .

الثورة التكنولوجية التى يعيشها العالم والتحديات الكثيرة التى تواجهها مصر تجعل أبناءها فى الخارج بمثابة خط دفاع متقدم يمكن الاستفادة منه فى التواصل مع دوائر صنع القرار فى مختلف الدول خاصة أوروبا وأمريكا .

ما تقوم به وزيرة الهجرة جهد متميز يمكن أن يحقق نقلة نوعية فى الاستفادة من عقول واتصالات أبناء مصر بالخارج إذا ما تم تأطير العلاقة بين الوزارة والجاليات المصرية وفقا لرؤية متكاملة يمكن وضعها بالتنسيق المشترك فى إطار إستراتيجى يحقق مصلحة الوطن ، خاصة ما يتعلق بتوضيح الحقائق ودعم مواقف الدولة المصرية تجاه العديد من القضايا الشائكة مثل مواجهة الإرهاب أو السد الإثيوبى .

ولنتذكر ما يقوم به المصريون فى الخارج عند زيارة الرئيس لأى دولة ودورهم المشرف فى إفشال مخططات جماعة الإخوان الشيطانية لتشويه ما يجرى فى مصر من إنجازات فى مختلف المجالات .

إعادة تقييم الكيانات ذات العلاقة بالمصريين بالخارج لتتناغم مع توجهات وأهداف الدولة يمكن أن يكون بداية قوية لتحقيق أفضل استفادة لمصر من أبنائها العاملين فى الدول المختلفة وعلى سبيل المثال يوجد الاتحاد العام للمصريين فى الخارج ومقره الرئيسى بمحافظة الجيزة وتم تأسيسه منذ حوالى نصف قرن وهو كيان يمكن أن يكون ذراعا فاعلا وإطارا تنسيقيا مؤثرا جدا إذا ما جرى إعادة هيكلته إداريا ووضع خارطة طريق ذات سمات وأهداف محددة له خاصة ما يتعلق بعلاقته مع وزارة الهجرة ومع الجاليات المصرية فى الخارج ليصبح رافدا مؤثرا فى تدعيم مكانة مصر على الساحة العالمية .

وكيل الهيئة الوطنية للصحافة

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
د. أحمد مختار يكتب: رؤية مختلفة لمشروعات التنمية

بين الحين والآخر يتساءل البعض عن مشروعات الطرق والكباري، وكذلك مشروعات البنية الأساسية التي يجري تنفيذها بمصر باستثمارات ضخمة، مبعث السؤال غالبًا لا يرتبط

الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي

من يأخذ زمام المبادرة في نشر الأخبار سياسية كانت أم اجتماعية؟ هل المواقع الصحفية المرخص لها بذلك أم صفحات السوشيال ميديا التابعة لأفراد لا نعلم حقيقتهم

قوة رشيدة

ساعات قليلة ويعقد مجلس الأمن اجتماعه المرتقب لبحث مشكلة السد الإثيوبي، الآمال المعلقة لدى البعض على اجتماع المجلس واعتباره المحطة الأخيرة فى مشوار السد

«30 يونيو» درع وسيف

تمثل الأحداث المهمة التى ترتبط ببقاء الأوطان قوية آمنة؛ علامات فارقة يتوقف التاريخ أمامها عندما يسطر مسيرة الإنسان والمكان، يطوى صفحات أوطان تمزقت، فهام

حتى يعود البريق

عندما امتلكت الدولٌ الكبرى القوة الاقتصادية والعسكرية سعت للهيمنة على العالم بنشر قيمها وثقافتها على أنها القيم الإنسانية المثلى، البداية كانت بنشر اللغة

ثقافة تنقذ حياة

عندما سقط كريستيان إريكسن لاعب الدنمارك، منذ أيام قليلة أثناء إحدى مباريات كرة القدم الأوروبية انخلعت قلوب المشاهدين والمتابعين، خاصة أن اللاعب سقط بدون

حلم قائد .. وثقة شعب

الإنسان والمكان عنصران مثل طرفى معادلة التنمية والبناء لتترجم عبقرية مصر وتنسج خيوط حلم وهدف حدد بوصلة المسار، الذى اختاره الرئيس السيسى عندما تولى مسئولية

الأكثر قراءة