منذ أربع سنوات أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى مبادرةً العودة للجذور فى القمة الثلاثية بنيقوسيا فى نوفمبر 2017، وجاءت النسخة الأولى فى أبريل 2018 بمشاركة 250 من الجاليات اليونانية والقبرصية التى عاشت فى مصر، ثم النسخة الثانية فى نوفمبر 2018 بمشاركة الأطباء فى إنجلترا من مصر واليونان وقبرص، وبعدها جاءت النسخة الثالثة عام 2019 بأستراليا لتعزيز التعاون التجارى بين الجاليات المقيمة هناك من البلدان الثلاثة.
استمرار المبادرة للعام الرابع على التوالى يعكس أهميتها وإيمان القائمين عليها بآثارها الإيجابية بالنسبة لشعوب الدول الثلاث.
النجاح الذى حققته المبادرة أعاد إلى ذاكرتى محاولة جرت منذ أكثر من عشر سنوات تحت عنوان مشابه مستهدفة تدشين جسور لتواصل المصريين المقيمين فى الخارج بشكل مؤقت أو دائم وبين المحافظات المصرية التى ينتمون إليها، هذه المحاولة لم تنجح أو تؤتى ثمارًا.. ربما لعدم خضوعها لدراسة متأنية أو لعدم وضوح الهدف منها .
الآن وفى ظل الدورة الرابعة لمبادرة العودة للجذور أظن أنه ليس هناك ما يمنع من قيام وزيرة الهجرة المتميزة السفيرة نبيلة مكرم من دراسة إطلاق مبادرة أخرى تستهدف المتميزين من أبناء مصر المهاجرين فى الدول المختلفة ليقوموا بدور تشاركى فى النهضة التى تشهدها مصر حاليا، ولا أقصد هنا أن يكون الهدف مشاركات أو مساهمات مالية ولكن ما أرمى إليه الاستفادة بتراكم الخبرات وتنوعها لديهم .
أتذكر أن ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى كانت مصر تشهد مؤتمرا سنويا للمصريين فى الخارج ومؤتمرا آخر لعلماء مصر بالخارج، هذه المؤتمرات كانت بمثابة حلقة اتصال وتواصل بين الطيور المهاجرة والوطن .
الثورة التكنولوجية التى يعيشها العالم والتحديات الكثيرة التى تواجهها مصر تجعل أبناءها فى الخارج بمثابة خط دفاع متقدم يمكن الاستفادة منه فى التواصل مع دوائر صنع القرار فى مختلف الدول خاصة أوروبا وأمريكا .
ما تقوم به وزيرة الهجرة جهد متميز يمكن أن يحقق نقلة نوعية فى الاستفادة من عقول واتصالات أبناء مصر بالخارج إذا ما تم تأطير العلاقة بين الوزارة والجاليات المصرية وفقا لرؤية متكاملة يمكن وضعها بالتنسيق المشترك فى إطار إستراتيجى يحقق مصلحة الوطن ، خاصة ما يتعلق بتوضيح الحقائق ودعم مواقف الدولة المصرية تجاه العديد من القضايا الشائكة مثل مواجهة الإرهاب أو السد الإثيوبى .
ولنتذكر ما يقوم به المصريون فى الخارج عند زيارة الرئيس لأى دولة ودورهم المشرف فى إفشال مخططات جماعة الإخوان الشيطانية لتشويه ما يجرى فى مصر من إنجازات فى مختلف المجالات .
إعادة تقييم الكيانات ذات العلاقة بالمصريين بالخارج لتتناغم مع توجهات وأهداف الدولة يمكن أن يكون بداية قوية لتحقيق أفضل استفادة لمصر من أبنائها العاملين فى الدول المختلفة وعلى سبيل المثال يوجد الاتحاد العام للمصريين فى الخارج ومقره الرئيسى بمحافظة الجيزة وتم تأسيسه منذ حوالى نصف قرن وهو كيان يمكن أن يكون ذراعا فاعلا وإطارا تنسيقيا مؤثرا جدا إذا ما جرى إعادة هيكلته إداريا ووضع خارطة طريق ذات سمات وأهداف محددة له خاصة ما يتعلق بعلاقته مع وزارة الهجرة ومع الجاليات المصرية فى الخارج ليصبح رافدا مؤثرا فى تدعيم مكانة مصر على الساحة العالمية .
وكيل الهيئة الوطنية للصحافة