Close ad

30 يونيو .. الطريق لمستقبل مضيء (3-3)

30-6-2021 | 13:02

تعرضت في المقالين السابقين، للدوافع المشروعة للشعب المصري في إرادته الأكيدة لثورة يعبرون فيها عن رفضهم الطغيان والتجبر وضد دعاة التقسيم والفرقة خفافيش الظلام الذين أرادوا اختطاف الوطن من أهله وناسه، وكيف تبلورت هذه الإرادة في ثورة مجيدة شهد لها العالم كله، وكيف كانت الأجواء مهيأة لنجاح الثورة وخروج الملايين متكاتفين من كل حدب وصوب ينادون برحيل الفئة الخارجة على الوطن وهويته، فقدم الشعب بكل طوائفه أبهى صورة للوطنية عرفها العالم الحديث، وقد ساندت القوات المسلحة بقيادة السيسي إرادة هذا الشعب العظيم وصولًا لبيان 3 يوليو الذي كان نقطة البداية والوثبة الأولى في تخطي تلك المرحلة القاتمة من تاريخ الوطن.

ومع التطلعات والآمال بمستقبل زاهٍ ووطن حر متقدم يخطو إلى مستقبله بثقة، جاء قرار شعب مصر باختيار الرئيس السيسي ليقود البلاد عبر انتخابات، كانت بمثابة استحقاق ثان بعد الدستور، ولتمثل تكليفًا في صورة طلب أكيد نحو التوجه لبناء دولة مدنية حديثة تنتصر فيها قيم الإنتاج والعمل، وتعلو أصوات الحياة الكريمة، والحقوق والحريات والمواطنة، وتأكيد مبدأ العدالة والحق الأصيل في التنمية وإعلاء القانون والتشجيع على العمل الدءوب والإنتاج والابتكار وإعطاء الفرص للشباب، والحفاظ على حقوق المرأة والطفل والعامل، وهو ما تحقق بجدارة خلال مسيرة 7 سنوات من ثورة 30 يونيو، فشهدت مصر عصرًا من أبهى عصورها وتحقق المستحيل الذي لم يكن مستحيلًا أمام قيادة واعية وقوية ومخلصة، بدأت مع أبناء الوطن المخلصين في التخلص من شوائب الماضي بكل آفاته، وخصوصًا الإرهاب الذي كاد أن يملأ الحياة لولا رجال أقوياء شجعان تصدوا له، وكانوا بالمرصاد لكل محاولة تسعى لتدمير وخراب الأوطان، حتى رد الله كيدهم في نحورهم.

وأصبحت نتائج 30 يونيو بعد ذلك واقعًا ملموسًا في كل مناحي الحياة، وتحقق الكثير سواء في قطاعات التنمية حتى بلغ حجم الاستثمارات المنفذة في المشروعات الجديدة خلال السنوات الماضية 4.5 تريليون جنيه، وصار الاقتصاد المصري متعافيًا بعد نكبات ما قبل 30 يونيو، حتى إنه أصبح الاقتصاد الأقوى في مواجهة تداعيات كورونا، مقارنة باقتصاديات دول المنطقة، فقد انطلقت مصر في مسيرتي البناء والتنمية في خط متوازٍ مع مكافحة الإرهاب، وتم ترسيخ مبادئ ومحاور رئيسية لنهضة البلاد وتقدمها وسعيها الواثق نحو المستقبل وهي التعليم والصحة والثقافة، كأولويات بعد البناء ودعم البنية التحتية وتنفيذ المشروعات القومية الكبرى وتطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادى، ولم تعد هناك مشكلات في الطاقة والكهرباء.

واستردت مصر ريادتها لتغدو في أول الصفوف مبادرة ومنتجة، وتحققت نجاحات اجتماعية، وتم إصلاح الأجور ومضاعفة الدعم لمحدودى الدخل، مع البدء فى مشروعات اجتماعية لمئات الآلاف من الأسر الفقيرة، ونفذت مشروعات قومية لنقل سكان العشوائيات الذين ظلوا سنواتٍ طويلة في مغبة النسيان، بالتوازي مع مشروعات الإسكان الاجتماعى للشباب، لنحصد نقلة إنسانية وحضارية لفئات الشعب جميعًا، وليتحقق برنامج إصلاح اقتصادي شامل يمكن الدولة من التعافي والصمود فى بناء قدراتها الدبلوماسية، وتوافرت الحياة الكريمة لجميع المصريين، وتوافرت فرص العمل، ونفذت مشروعات الطرق والكباري، والعاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة ومدن الجيل الرابع، ومشروعات الإنتاج الحيواني والداجني وتحقق اكتفاء ذاتي، وعرفت سيناء الأمن والسلام والتعمير بعد القضاء على جيوب الإرهاب والعمل على تنميتها تنمية شاملة، وإعادة بنائها من جديد.

وشهدنا خروج قناة السويس الجديدة للنور، كما لعبت مصر دورًا مهمًا على الساحتين الإقليمية والدولية، عبر إستراتيجية دبلوماسية استهدفت استعادة حضورها الدولي ودورها الإقليمي وتنويع علاقاتها الخارجية مع مختلف دول العالم، وتكونت لدى مصر شبكة علاقات خارجية مع كبرى دول العالم، وارتقت ملامح مصر مع الدول الكبرى إلى مستوى مأمول من التوازن والندية والاحترام المتبادل، كما استعادت علاقاتها بقوة مع دول الجوار والأشقاء الأفارقة والعرب، لتكون بحق محور العالم جغرافيًا وتاريخيًا وسياسيًا.

كانت السنوات الماضية خير شاهد على وطن يُبنى بالإخلاص والعزيمة، وانتقلت مصر من مرحلة تثبيت أركان الدولة، وتعزيز تماسك مؤسساتها واستعادة الاستقرار، إلى مرحلة بناء الدولة الحديثة والمشروعات القومية العملاقة، والتوازن الخارجي، ووجد الشعب المصري ضالته في عالمٍ مستقر وآمن، مستشعرًا الطمأنينة على مستقبل أبنائه.
 
ولم يكن تحقيق هذا الحلم مفروشًا بالورد، بل كان طريقًا قاسيًا مليئًا بأشواك الصبر والعناء الجميل الذي ينطوي على حب الوطن والإخلاص لترابه، وفي الوقت ذاته الحرص على بناء قواعد راسخة لانطلاق الأبناء من أجيال المستقبل، فكانت الرحلة شاقة والأعباء كبيرة، غير أنها بوعي شعب تحمل عن طيب خاطر تلك الأعباء والتداعيات؛ لأنه يعرف أنه سيحصد ثمار ما زرع إنجازات ملموسة بين يديه.
 
ولا يزال أمامنا الكثير الذي يجب إنجازه في ظل تطلعنا جميعًا إلى مستقبل واعد ونحن جميعًا قيادة وشعبًا على قلب رجل واحد، وذلك بالمزيد من العمل والإصرار على التقدم بثبات وقوة، مستمدين روح ثورة 30 يونيو وحماسها، فكما قال القائد "إن مستقبل الأوطان لا تصنعه الأماني البراقة والشعارات الرنانة".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: