Close ad

«30 يونيو» درع وسيف

29-6-2021 | 16:23
الأهرام المسائي نقلاً عن

تمثل الأحداث المهمة التى ترتبط ببقاء الأوطان قوية آمنة؛ علامات فارقة يتوقف التاريخ أمامها عندما يسطر مسيرة الإنسان والمكان، يطوى صفحات أوطان تمزقت، فهام أهلها فى كل حدب وصوب، ويكتب صفحات جديدةً لأوطان استعصت على طوفان الطامعين لتبقى شامخة أبية. 

ثورة 30 يونيو بما شكلته من علامةً فارقة فى تاريخ مصرنا الحبيبة تستحق البدء فى توثيق أحداثها لتعرف الأجيال الحالية من الشباب والنشء حقائق ما حدث دون تزييف أو تشويه .

30 يونيو كانت انتصارًا لشعب استرد وطنه المخطوف، هى صفحات ناصعة تجسد جينات هذا  الشعب المصرى بسمات شخصيته المتفردة التى تجمع الصبر والحكمة معًا، ما جرى الإعلان عنه وما نعرفه قليل جدًا من بطولات رجال مخلصين فى أجهزة الدولة المختلفة. من كان يظن أن هذا الشعب سوف ينتفض سريعًا وبهذا التلاحم المبدع بعد أقل من عام من تولى جماعة الإخوان الحكم فى سباقها المحموم للسيطرة على مفاصل الدولة أظن أن أخطر ما واجهه وطننا هو ما تلى هذا اليوم المجيد حيث قال الشعب كلمته وأعطى مستقبله بثقة تامة أمانة فى عنق القوات المسلحة لتبدأ معركة استرداد الوطن من براثن قوى الظلام، لم يكن الأمر يسيرًا أو هينًا.. لم تكن هناك اختيارات يمكن المفاضلة بينها، استعادة سفينة الوطن وتوجيه دفتها نحو المسار الصحيح كان يشبه من يستعيد قطعة من قماش الحرير من بين أشواك شجرة ليس بها أوراق أو زهور.. كلها أشواك مدببة تشابكت تدمى أجساد أبطال المهمة المستحيلة لاسترداد وطن مخطوف.

لم نكن نستطيع التفكير فى الغد فكل ما يحيط بنا لا يبعث على الاطمئنان ولو للحظة واحدة .

المواجهة كانت بين رجال وضع كل منهم حياته على كف يده وبين دعاة فتنة أصابهم الهوس لا يبصرون إلا سدة الحكم يعضون عليها بالنواجز   تحركهم أطماع مقيتة.

الحفاظ على الأرواح وزرع بذور الأمن والتصدى لترويع الآمنين كانت مهمة جسيمة خاصة وأن مخططات تمزيق نسيج الوطن كانت تجرى بوتيرة متسارعة، المشوار لم يكن سهلًا والطريق لم يكن معبدًا فالحوادث الإرهابية زاد سعيرها حاصدة الآلاف من الضحايا الأبرياء واستعداء الدول المختلفة على الوطن كان يجرى دون هوادة، كانت المواجهة شرسة بين شعب يتمسك بهويته ويبذل الغالى والثمين للحفاظ عليها وبين جبهات داخلية وخارجية تلاقت مصالحها مستهدفة الانقضاض على هذا الوطن.

التمعن فيما تحقق بعد 30 يونيو يؤكد أن المخاطر والتحديات كانت جسيمة ومعقدة أخطرها كان ترميم  لحمة الوطن بعد ما أصابها من سهام استهدفت تمزيقها، واستعادة ثقة الشعب فى مؤسساته وعلى رأسها القضاء والداخلية بعد استهداف الإخوان لهما واستماتتهم فى تشويهما كيانا وبشرًا حتى يصبح الوطن مستباحًا مجهزًا لتنفيذ مخططاتهم الشريرة، هذه الثورة المجيدة لا يجب أن نترك أحداثها دون توثيق يسجل بطولات رجال لم يبحثوا عن مغنم أو مجد شخصى ولكنهم حملوا أمانة الحفاظ على وطنهم أبى عزيز، الآن وبعد ثمانى سنوات من ثورة 30 يونيو تسترجع ذاكرتى كلمات من خطاب الرئيس الراحل أنور السادات بعد انتصار أكتوبر المجيد أمام مجلس الشعب عندما قال «إن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن بعد خوف أنه قد أصبح له درع وسيف»، نعم مصر وطن آمن بدرع التحديث والتطوير والإنجازات الهائلة وسيف القوة الرشيدة التى تحمى وتصون.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
د. أحمد مختار يكتب: رؤية مختلفة لمشروعات التنمية

بين الحين والآخر يتساءل البعض عن مشروعات الطرق والكباري، وكذلك مشروعات البنية الأساسية التي يجري تنفيذها بمصر باستثمارات ضخمة، مبعث السؤال غالبًا لا يرتبط

الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي

من يأخذ زمام المبادرة في نشر الأخبار سياسية كانت أم اجتماعية؟ هل المواقع الصحفية المرخص لها بذلك أم صفحات السوشيال ميديا التابعة لأفراد لا نعلم حقيقتهم

العودة للجذور

منذ أربع سنوات أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى مبادرةً العودة للجذور فى القمة الثلاثية بنيقوسيا فى نوفمبر 2017، وجاءت النسخة الأولى فى أبريل 2018 بمشاركة

قوة رشيدة

ساعات قليلة ويعقد مجلس الأمن اجتماعه المرتقب لبحث مشكلة السد الإثيوبي، الآمال المعلقة لدى البعض على اجتماع المجلس واعتباره المحطة الأخيرة فى مشوار السد

حتى يعود البريق

عندما امتلكت الدولٌ الكبرى القوة الاقتصادية والعسكرية سعت للهيمنة على العالم بنشر قيمها وثقافتها على أنها القيم الإنسانية المثلى، البداية كانت بنشر اللغة

ثقافة تنقذ حياة

عندما سقط كريستيان إريكسن لاعب الدنمارك، منذ أيام قليلة أثناء إحدى مباريات كرة القدم الأوروبية انخلعت قلوب المشاهدين والمتابعين، خاصة أن اللاعب سقط بدون

حلم قائد .. وثقة شعب

الإنسان والمكان عنصران مثل طرفى معادلة التنمية والبناء لتترجم عبقرية مصر وتنسج خيوط حلم وهدف حدد بوصلة المسار، الذى اختاره الرئيس السيسى عندما تولى مسئولية