صيام "هرمون السعادة"!

24-6-2021 | 12:47

وصفوه بأنه "هرمون السعادة"، باعتباره الهرمون الذي يفرزه المخ بعد الحصول على المكافأة ويكون سببًا للشعور بها، لكنهم يصححون لنا هذا المفهوم اليوم، بأن دوره الأكبر في الشعور بالرغبة والحافز وليس السعادة والإشباع.

..إنه "هرمون الدوبامين"..
 
الدوبامين، في الأساس نوع من الناقلات العصبية التي يصنعها الجسم، لتوصيل الرسائل بين الخلايا العصبية، لهذا السبب يطلق عليه "رسول كيميائي"..
 
ومع التطور التكنولوجي المستمر، يحصل الإنسان يوميًا على قدر هائل من المحفزات التي تؤدي إلى إفراز كميات كبيرة من "الدوبامين".
 
.. فالمخ يفرزه قبل الحصول على المكافأة وليس بعدها، بمعنى أن مخ الشخص الجائع يفرزه عندما يرى الطعام، لتحفيزه على تناول الطعام، حتى يحصل على "الجائزة" وهي الشعور بالشبع.
 
وأمام الإفراط في إفرازه مع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ما قد يُشكل ضررًا على الجسم، ابتكر الطبيب النفسي الأمريكي "كاميرون سيباه"، فى 2020 ما وصفه بـ"صيام الدوبامين"..
 
وكما أن الإنسان يمتنع في شهر رمضان عن الطعام والشراب والشهوات ـ تعتمد فلسفة "صيام الدوبامين" على أخذ فترات راحة دورية من التقنيات التي يُنظر إليها على أنها تسبب الإدمان، مثل الهواتف الذكية، حتى يتخلص الجسم من إفراز الدوبامين بكثرة ويعيد للشخص الشعور بالمتعة والسعادة عند تصفح التكنولوجيا من جديد بعد فترة الانقطاع.

فمع إفراز "الدوبامين" بكثرة وباستمرار يعتقد، وقتها، الجسد أن ما يفرز بكثرة هو المقدار الطبيعي، كما يحدث في حالات الإدمان وتعاطي المخدرات، وتزداد خطورة ذلك مع الإفراط في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي..

وفي الوقت نفسه، فإن الأفعال التي يدمنها الشخص والتي يحصل من خلالها على مكافأة سريعة وبجهد قليل على الطعم اللذيذ أو الشعور بالمتعة والسعادة، تجعل الجسم أقل قدرة على إنتاج الدوبامين بشكل طبيعي، ويصبح الإحساس بالرغبة والحافز تجاه الأشياء الضرورية كالتعلم أو العمل أقل مما هو عليه.. وهنا مكمن الخطر..

قد لا يستطيع البعض ممارسة "صيام الدوبامين"، ولا يملك الآخرون قوة إرادة تمكنهم من ذلك، لذا وضع الطبيب عدة طرق للتحكم في المحفزات الخارجية التي تساعد على ممارسة تلك العادة، ومنها:

وضع الحافز، كالهاتف، بعيدًا أو جعل الوصول إليه أكثر صعوبة.

الانخراط في نشاط بديل لا يتوافق مع الحافز، بمعنى أنه لا يمكن ممارسة الرياضة وتناول الطعام في الوقت نفسه.

استخدام برامج حظر مواقع التواصل الاجتماعية أو الألعاب الإلكترونية لمنع نفسك من الغش.

وقد يحتاج الأمر إلى بعض الالتزام من أجل التعافي واستعادة بعض المرونة السلوكية، يقترح الطبيب جدولًا زمنيًا للـ"صيام"، يمكن للشخص البدء بساعة واحدة يوميًا، يتجنب فيها السلوك الإدماني، وصولًا إلى 4 ساعات، كُلّ حسب قدرته وطاقته.

بالتأكيد، سيفشل معظمنا في هذا الصيام، ومع أول "رنة" موبيل أو إشارة على "الواتس" سيُفطر فورًا!!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: