الاستزراع البحري انطلاقة مصر لزيادة إنتاجها.. والسيسي أنقذ الثروة السمكية بتطوير البحيرات

24-6-2021 | 12:33
الاستزراع البحري انطلاقة مصر لزيادة إنتاجها والسيسي أنقذ الثروة السمكية بتطوير البحيراتالاستزراع البحرى
منى عبد العزيز فاروق الحاج تصوير: عمر العربى
بوابة الأهرام الزراعي نقلاً عن

 - بركة غليون مشروع قومى متكامل.. من أفضل المزارع على مستوى العالم.. لايوجد مثيله فى إفريقيا

موضوعات مقترحة

- مشروع الفيروز أكبر المشروعات القومية فى مصر والشرق الأوسط.. نقلة حضارية للتنمية المستدامة

- لأول مرة تنفيذ مشروعات الاستزراع السمكى بنظام الأقفاص بالبحار

- الاستزراع البحرى عائد مرتفع وزيادة وجودة فى الإنتاج 

- نظم حديثة للاستزراع السمكى المكثف للحفاظ على المياه

- خطة طموحة لاستزراع الجمبرى والتوسع فى إنتاجه

 

تشهد مصر لأول مرة طفرة غير مسبوقة فى استغلال شواطئها وثرواتها الطبيعية، وذلك بإنشاء مشروعات للاستزراع السمكى بالبحار، وبناءً على توجيهات رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، قامت الحكومة بتنفيذ عدة مشروعات عملاقة لإقامة المزارع السمكية بنظام الأقفاص على مياه البحار، والتى تتميز بقلة تكلفتها وتحقيق عائد اقتصادى كبير، والحصول على منتج وفير وآمن وعالى الجودة ومطلوب فى السوق الخارجية.  

 وتستعد الدولة حالياً لفتح باب الاستثمار فى هذا المجال، حيثُ قامت وزارة الزراعة ممثلة فى الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية بتنفيذ 21 موقعاً جديداً للاستزراع السمكى بأماكن مختلفة على طول الشواطىء المصرية بالبحر الأحمر والبحر المتوسط، بالإضافة للتوسع فى الإنتاج المكثف بالمزارع السمكية فى المياه العذبة.

ولاشك أن هذه المشروعات سوف تحقق نقلة كبيرة فى زيادة إنتاج مصر من الأسماك، لتحقيق الاكتفاء الذاتى منها وتوفير فرص العمل وزيادة التصدير.

ومن خلال هذه السطور نلقى الضوء على بعض من هذه الإنجازات على لسان المسئولين والمختصين بهذا المجال.. 

فى البداية كشف الدكتور صلاح مصيلحى رئيس هيئة تنمية الثروة السمكية، أن إنتاج مصر من الأسماك بلغ 2 مليون طن، تمثل المصايد الطبيعية 20 % منه بكمية قدرها 397 ألف طن، ويمثل الاستزراع السمكى 80 % بكمية قدرها 1.6 مليون طن، وهو ما جعل مصر تحتل المركز الأول إفريقياً والسادس عالمياً فى الاستزراع السمكى، حيث تعتبر الأسماك أحد مصادر البروتين الهامة والآمنة للمواطنين، مضيفاً: وتعد مصر من أكبر الدول التى تمتلك أكبر مساحة من المسطحات المائية، المتمثلة فى البحر الأحمر والبحر المتوسط  ونهر النيل و9 بحيرات.

تطوير البحيرات

وقال: فى إطار توجه الدولة لزيادة الإنتاج السمكى من المصادر الطبيعية، جاءت توجيهات رئيس الجمهورية بتكليف الحكومة بالعمل على تطوير البحيرات المصرية واستعادة كفاءتها، حيث تم البدء بأعمال تطوير بحيرة المنزلة، وتبعتها بحيرات مريوط والبرلس وإدكو، حيث تتم إزالة النباتات المائية (الهيش والبوص)، كما تتم إزالة التعديات الواقعة عليها وتكريك المناطق الضحلة، طبقاً لخطة التطوير الموضوعة لكل بحيرة، وبالتنسيق مع جميع الجهات المعنية، مضيفاً: كما يتم العمل على تطوير بحيرة البردويل على أعلى مستوى، والتى تضاعف إنتاجها هذا العام بشكل كبير، وهى بحيرة يتميز إنتاجها بسمعة طيبة عالمياً خاصة فى أوروبا.     

الاستزراع بالبحار

  وتابع مصيلحى كما اتجهت الدولة المصرية لأول مرة بناءً على تعليمات رئيس الجمهورية، بتنفيذ مشروعات الاستزراع السمكى بنظام الأقفاص بالبحر المتوسط والبحر الأحمر، حيث تمت إقامة عدد من المشروعات القومية العملاقة مثل مشروع بركة غليون بمحافظة كفر الشيخ، ومشروع الفيروز بمحافظة بورسعيد، ومشروع قناة السويس بمحافظتى الإسماعيلية وبور سعيد، مشيراً أن تلك المشروعات سوف تحدث طفرة فى إنتاج مصر من الأسماك الفاخرة وتساهم فى تحقيق الاكتفاء الذاتى منها وزيادة الصادرات، حيث تنتج المزارع السمكية أضعاف ماتنتجه المسطحات المائية.

وأشار إلى أن الهيئة نفذت 21 موقعاً للاستزراع السمكى بنظام الأقفاص فى مياه البحر الأحمر والبحر المتوسط، وأنها بدأت فى إعداد كراسات الشروط لطرحها على المستثمرين، مشيراً إلى أنها مشروعات استثمارية  مربحة تدر عائداً كبيراً على المستثمر مقارنة بالمزارع السمكية الأخرى، وأنها تعد من المشروعات الواعدة، لافتاً أنه مازال لدينا أماكن غير مستغلة فى البحار لإقامة أقفاص بحرية أخرى بالتكنولوجيا الجديدة، متوقعاً زيادة الاستثمارات فى هذا المجال والتوسع فيه خلال العامين القادمين.

شروط الاستثمار

ولفت إلى أهم شروط الاستثمار فى الاستزراع السمكى بالأقفاص البحرية، ومنها وجود مفرخ لإنتاج الزريعة وعدم الحصول عليها من مياه البحر، وألا يكون لتغذية الأسماك أى تأثير سلبى على مواصفات المياه، وفقاً للضوابط الموضوعة من الهيئة ووزارة البيئة ومعهد علوم البحار، الاهتمام بصحة وجودة المنتج من الأسماك مع مراعاة الالتزام بالممارسات المختلفة التى تحددها الهيئة أثناء عملية التربية مثل الكثافة وطبيعة المياه وترتيبها، مضيفاً: هذاً إلى جانب شروط أخرى مالية وتجارية وقانونية وفنية وإرشادية يجب الالتزام بها جميعاً.

نظم حديثة

وتابع فى ضوء محدودية المياه المتاحة والعمل على تعظيم الاستفادة من وحدة المياه، قامت الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية بانتهاج بعض النظم الحديثة للاستزراع السمكى، والتى تعتمد على تدوير المياه مع الحفاظ على جودتها حيث تم تنفيذ تجربة ((IPRS ،

وهى نظام الاستزراع السمكى فى مياه جارية داخل الحوض الترابى، وهى إحدى  نظم الاستزراع السمكى المكثف الذى يتم فى وحدات (خلايا) داخل الحوض الترابى، موضحاً: ويمتاز هذا النظام بتوفير المياه ومضاعفة الإنتاج من وحدة المساحة، والحصول على منتج عالى الجودة، وتعظيم الاستفادة من الغذاء، مضيفاً: وأنه قد تم إنشاء وحدتين لتدوير المياه  بالمزارع السمكية التابعة للهيئة، ويتم تطبيقها حالياً فى مزرعة برسيق بمحافظة البحيرة ومزرعة الخاشعة بكفر الشيخ، بحيث يتم استخدام أقل كمية ممكنة من المياه خلال فترة الاستزراع.

كما أشاد مصيلحى باستجابة الحكومة لمطالب الهيئة بفتح مدة الإيجارات للمزارع السمكية القائمة، وإعطائها تيسيرات معينة فى سداد القيمة الإيجارية المتراكمة عليها، والتى بلغت 224 مليون جنيه، وإعادة النظر فى تحديد القيمة الإيجارية الجديدة، بما يتناسب مع طبيعة وحجم كل مزرعة.

النظم المزرعية

وأكدت الدكتورة منى محرز نائب وزير الزراعة لشئون الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية الأسبق، على تميز مصر عالمياً فى الاستزراع السمكى، الذى يعتمد معظمه على القطاع الخاص، والذى صارت تنميته أمراً فى غاية الأهمية للحفاظ على إنتاجه، وذلك من خلال تغيير النظم المزرعية للمحافظة على المياه، مفسرة: ويعتبر هذا التوجه هو خطة وزارة الزراعة التى تنتهجها حالياً، بهدف زيادة إنتاجية المزارع السمكية فى نفس المساحات ونفس كمية المياه الموجودة بها، حيث تقوم الوزارة بالاشتراك مع البنوك الوطنية بوضع الخطط اللازمة لرفع قدرات المزارع السمكية وتحويلها من النظام المفتوح إلى النظام شبه المكثف، مثمِّنة توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، بمنح القروض وتيسيرها لصغار المنتجين لرفع كفاءة مزارعهم.

تبادل الخبرات

وأشارت محرز إلى الاتفاقيات الدولية التى أبرمتها مصر مع دول وعلى رأسها تونس؛ لتبادل الخبرات بين الدولتين للاستفادة من خبرة مصر فى الاستزراع السمكى على المياه العذبة، حيثُ تعد مصر من أشهر البلدان فى تربية السمك البلطى، وكذلك نقل خبرة تونس فى مجال الاستزراع السمكى فى الأقفاص البحرية، والتى أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى، توجيهاته بتحديد الأماكن التى سيتم طرحها للاستثمار  فى هذا المجال على طول البحرين الأحمر والمتوسط، لافتة إلى أن الاستزراع البحرى يعد انطلاقة مصر نحو زيادة إنتاجها من الأسماك، كما أنه أقل تكلفة من الاستزراع فى المياه المغلقة، ويتيح فرص العمل، والتوسع فى التصدير، ويشجع على الاستثمار، حيث ارتفاع العائد والحصول على منتج آمن صحياً. 

تدوير المياه بالمناطق الصحراوية

كما أشادت بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى تدوير المياه بالمناطق الصحراوية، موضحة أنها تؤدى إلى استخدام مياه الآبار المستخدمة فى رى الأرضى الصحراوية، فى إنشاء مزارع  سمكية مغلقة قبل الزراعة، بشرط أن تكون مساحة المزرعة السمكية مطابقة لحجم مياه البئر المستخدمة وحجم الزراعة؛ حتى لايكون هناك إهدار فى المياه، مضيفة: وبالتالى نستطيع الحصول على منتجيْن منتج سمكى يليه منتج زراعى، من نفس كمية المياه المستخدمة فى الزراعة، بدلاً من استخدامها فى الزراعة فقط، مما يؤدى إلى زيادة الإنتاج الزراعى بنحو 25 %، نتيجة لتحسين نوعية التربة من المخصبات الطبيعية الناتجة من تربية الأسماك على هذه المياه، فضلاً عن زيادة الإنتاجية من الأسماك، وارتفاع خصوبة التربة، والتقليل من استخدام المخصبات الصناعية (الأسمدة الكيماوية).

وكشفت عن تبنى الدولة خطة طموحة لاستزراع الجمبرى والتوسع فى إنتاجه، لافتة إلى أن الاستزراع  على المياه المالحة لأسماك القاروص والدنيس يعد من المشروعات الواعدة التى تحقق نجاحات كبيرة وعائداً عالياً للمستثمرين.

الأفضل فى العالم

وقالت الدكتورة أميرة الحنفى مدير المعمل المركزى لبحوث الثروة السمكية: يعتبر التوسع السريع فى تربية الأحياء المائية هو أحد الحلول لسد الفجوة المتزايدة بين العرض والطلب المتزايد على الأسماك، الذى يحركه النمو السكانى والاقتصادى فى العالم، مشيرة: وتصنف مصر ضمن أفضل 10 دول منتجة للأسماك فى العالم، وتحتل المرتبة الثالثة فى إنتاج البلطى بعد الصين وإندونيسيا، وتحتل المرتبة الأولى فى إفريقيا، وقد زاد إنتاج مصر من الأسماك من 1.1 مليون طن فى عام 2009  إلى نحو 2 مليون طن فى عام 2019 (وفقاً لتقارير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء وإحصاءات الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية)، ونطمح للوصول بالإنتاج إلى 2.5 مليون طن فى 2025، و3 ملايين طن فى 2030، فى خطة الدولة لتنمية الثروة السمكية والحيوانية والداجنة، لافتة نستورد نحو 500 ألف كيلو من الأسماك غير الموجودة فى المياه الإقليمية المصرية، مثل الأسماك المُدخنة، وبعض أنواع الجمبرى، وبعض الأسماك التى يتناولها السياح.

البحيرات ثروة قومية

وأوضحت: لقد شهد قطاع الثروة السمكية خلال الست سنوات الأخيرة مالم لم يشهده على مدار 30 عاماً، حيث قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بإطلاق عدة مشروعات قومية عملاقة، لها أهداف كثيرة مباشرة وغير مباشرة، ومنها مشروعات الثروة السمكية حيث عملت مصر على تنفيذ العديد من مشروعات الاستزراع السمكى بجانب تطوير البحيرات وإزالة التعديات عليها، وتطهير وحماية المسطحات المائية، وفقاً لأحدث التكنولوجيات والمعايير العالمية، مضيفة وذلك منذ وجه الرئيس السيسى اهتمامه لتطهير وتطوير البحيرات ورجوعها إلى سابق عهدها، بعد أن عانت من الإهمال والتلوث والتعديات لفترات طويلة، مشيرة: وهذا يُعد إنقاذاً للثروة السمكية فى مصر، كما أن له أهمية اقتصادية وأمنية، خصوصاً وأن البحيرات تعتبر ثروة قومية على المستوى السياحى والإنتاج السمكى والتوازن البيئى، لكنها ظلت تعانى الإهمال والتعدى عليها وعدم استغلالها حتى تقلصت مساحتها لتصل إلى الثلث.

مشروعات متكاملة

وتحدثت بشىء من التفصيل عن المشروعات القومية فقالت: من بين المشروعات العملاقة مشروع بركة غليون بمحافظة كفر الشيخ، الذى افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى نوفمبر 2017 هو المشروع الأكبر على مستوى مصر والشرق الأوسط فى هذا المجال، كما أنه من أبرز مشروعات الاستزراع السمكى، حيث يتكون المشروع، الذى نفذه جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، من إجمالى 1359 حوضاً من الأسماك ومصنعاً لتعبئة وتصنيع الأسماك بطاقة 100 طن يومياً، ويتضمن المنطقة الصناعية للأسماك التى تضم مصنعاً لتعبئة وتصنيع الأسماك بطاقة 100 طن يومياً، ومصنع أعلاف بطاقة 180 ألف طن أعلاف أسماك سنوياً، ولذلك يعتبر مشروعاً قومياً متكاملاً، لأنه بداية من التفريخ ومصنع العلف ومصنع الثلج وتصنيع الاسماك، وتعتبر المزرعة واحدة من أفضل المزارع على مستوى العالم.. ولايوجد مثيله فى إفريقيا.

وترى "الحنفى" أن مشروع الاستزراع السمكى فى شرق بورسعيد ـ(مشروع الفيروز)ـ يعتبر من أكبر المشروعات القومية فى مصر والشرق الأوسط، مشيرة: كما يعتبر من المشروعات التنموية الكبرى ونقلة حضارية للتنمية المستدامة، وهو مقام على مساحة 26 ألف فدان تقريباً، ويضم المشروع 5908 أحواض استزراع سمكى بمساحة 15 ألف فدان تقريباً، بطاقة إنتاجية تقدر بنحو 13 ألف طن سنوياً، بالإضافة إلى عدد 100 قفص بحرى عائم، مصنع لتجهيز الأسماك، مصنع لإنتاج الثلج، معمل للتحاليل والأبحاث المعملية، وعدد 2 بحيرة للصيد الحر نحو 10000 فدان يعمل بها نحو 34 مركباً، مشيرة والمشروع قائم على استزراع الأسماك البحرية الفاخرة مثل اللوت والدنيس والوقار والثعابين، شمال البحر الأبيض المتوسط فى سيناء الحبيبة وهذه المياه مياه نقية خواص جودتها عالية وهو مشروع متكامل من الاستزراع حتى التصنيع والحفظ، وبالتالى فإنه يعطى منتجاً عالى الجودة.

 وأضافت: كما أن المشروع يساهم بقيمة مضافة ضخمة فى تنمية منطقة قناة السويس وشبه جزيرة سيناء، وذلك بإنشاء مجتمعات صناعية وعمرانية جديدة، لأنه يوفر 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، علاوة على تحقيق الاكتفاء الذاتى والحد من الاستيراد، وزيادة فرص التصدير للأسواق العربية والأوروبية، وتوفير العملة الصعبة ودعم الاقتصاد الوطنى.

وقالت "الحنفى": لو نظرنا لمنطقة شرق بورسعيد المقام عليها المشروع، نجدها منطقة غير مستغلة ولا يصلح معها أى نوع من الاستثمار سوى الاستزراع السمكى، و بالتالى هذا المشروع مثال رائع لحسن التخطيط و التنفيذ، وحسن استغلال وإدارة مواردنا الطبيعة، مضيفة: والحقيقة أنه إنجاز يضاف لإنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسى لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمصرنا الحبيبة.

ولفتت كما تم افتتاح مزرعة مثلث الديبة غرب بورسعيد بالفيديو كونفرانس على مساحة 204 أفدنة، والتى تحتوى على 72 حوض استزراع للجمبرى، يبين مدى اهتمام رئيس الجمهمورية بتحقيق الاكتفاء الذاتى من البروتين الحيوانى للمستهلك المصرى، وتقليل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، ورفع مستوى المعيشة عن طريق زيادة الدخل القومى بإدخال الفائض من إنتاج الأسماك البحرية المنتجة من هذه المشروعات للتصدير، موضحة حيث إن المشروعات القومية الجديدة قائمة على استزراع الأسماك البحرية التى لها قيمة عالية فى التصدير، والتى يتوقع أن تكون إضافة جديدة للتصدير.

مشروعات مؤهلة للأيزو

  وكشف الدكتور خالد أحمد السيد رئيس هيئة الثروة السمكية السابق وأستاذ تغذية ورعاية الأسماك بكلية الزراعة جامعة قناة السويس، أن الاستزراع السمكى يعتبر أفضل غذاء لمكافحة الفقر، حيث تتعدد فئات الإنتاج فيه بما يناسب الدخول المختلفة للأفراد، مضيفاً: إذ أن برنامج توفير الغذاء فى العالم، والذى يقع على عاتقه توفير البروتين الحيوانى بمصادره المتعددة، يقوم جزء كبير منه على التنمية فى مجال الاستزراع السمكى، لافتاً: وهذا مايفسر توجيهات القيادة السياسة للاستزراع السمكى بالبحار، واهتمام الدولة بهذا الأمر فى الآونة الأخيرة، مضيفاً: حيث تم إنشاء مجموعة من المشروعات الرائدة فى مجال الاستزراع السمكى: وهى مشروع هيئة قناة السويس، مشروع بركة غليون، ثم مشروع شرق التفريعة ببورسعيد، مشيراً: وهذه المشروعات مؤهلة للحصول على موافقات الأيزو والهاساب العالمية للسماح بالتصدير.

 وأكد أن هذه المشروعات تم تنفيذها على أحدث النظم الخاصة بمجال الاستزراع السمكى، ورُوعى فيها اختيار الموقع ونظم الاستزراع، بالإضافة للتجهيزات الأخرى الخاصة بعملية الإنتاج السمكى، مثل مصانع الأعلاف وإعداد وتجهيز الأسماك وأنفاق التبريد والتجميد ومخازن الأعلاف والفوم لتعبئة المنتج، ووحدات للأبحاث والتطوير.

وتابع: فعلى سبيل المثال بالنسبة لمشروع الفيروز (الشركة الوطنية للأسماك) والمنفذ بواسطة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والذى تبلغ مساحته 26 ألف فدان، فقد رُوعى فيه الاستخدام الأمثل للموارد المائية، حيث يضم المشروع نظم استزراع سمكى مختلفة (الأحواض الأرضية ثم الأقفاص السمكية ومساحات للصيد الحر)، وهو مايعبر عن متطلبات الاقتصاد الأزرق، الذى يقوم على الاستفادة القصوى من المساحات المائية المستخدمة للإنتاج السمكى.

المفرخات

وأضاف: لقد نهجت هيئة الثروة السمكية على توفير زريعة الأسماك البحرية من مفرخاتها السمكية (المفرخ الكيلو 21 ) بالإسكندرية، والذى ينتج زريعة أسماك القاروص، بالإضافة إلى إنشاء مفرخ سمكى بمحافظة بورسعيد، قريب من مواقع الإنتاج المختلفة للأسماك البحرية، ينتج أسماك اللوت وأسماك موسى، والتى سوف يتم استخدامها فى المشروعات السمكية القادمة، هذا إلى جانب المفرخات الخاصة والمتوافرة أيضاً فى نطاق محافظة الإسماعيلية، لإنتاج زريعة الأسماك البحرية من الدنيس والقاروص ومفرخات الجمبرى، والذى يستهدف مشروع الفيروز إنتاجه بشكل كبير لتقليل فاتورة الاستيراد من الخارج، فضلاً عن وجود العديد من المفرخات السمكية بهيئة الثروة السمكية، التى تقوم بدورها فى رفع كفاءة المسطحات المائية، والحفاظ على المخزونات السمكية للصيد الحر، وتدريب الكوادر العاملة فى مجال تفريخ الأسماك البحرية بالخارج، بالإضافة إلى توفير زريعة المياه العذبة من أسماك البلطى والمبروك.

وقال: فى إطار خطة الدولة وتوجيهات السيد رئيس الجمهورية، بتطوير البحيرات المصرية التى لم تلق عناية منذ أكثر من 50 سنة، فإننا نشهد طفرة فى مجال تطهير البحيرات وإزالة جميع المعوقات الخاصة بالصيد الحر، مضيفاً: وقد بدأ تطوير البحيرات الشمالية، إلى جانب بحيرة البردويل التى تلقى عناية كبيرة خلال الفترة الحالية، إذ أنها تعتبر من أنقى البحيرات المصرية، وتنتج أسماك العائلة البورية والدنيس والقاروص وأسماك موسى، بالإضافة إلى الجمبرى والتى تعتبر من الأسماك فائقة الجودة، ويتم تصديرها للخارج.

وأفاد أن جامعة قناة السويس تعد من أولى الجامعات المصرية التى أنشئت بها أقسام للثروة السمكية وعلوم البحار منذ عام 1985 ، كما يوجد  بها "معهد الاستزراع السمكى، ومركز بحوث الأسماك"، ويتم بها إنتاج زريعة البلطى الأحمر والعادى، وبدايات لتفريخ أسماك الباسا، مضيفاً: وهناك تبادل للخبرات الفنية بين المشروعات الوطنية القائمة والجامعة نحو التطوير المستمر، وتحقيق التنمية المستدامة والاكتفاء الذاتى من الإنتاج السمكى.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: