Close ad

بعد تداول صورة ماعز برأس قرد.. قصة أول خبر عن تشوهات الحيوان بالصحافة المصرية | صور

23-6-2021 | 15:11
بعد تداول صورة ماعز برأس قرد قصة أول خبر عن تشوهات الحيوان بالصحافة المصرية | صورماعز برأس قرد
محمود الدسوقي

فى زمن محمد على باشا، ومع البدايات الأولى للوقائع أول صحيفة مصرية وعربية فى تاريخنا، تصدر على صفحاتها خبر غريب حول العثور على حيوان مشوه فى بولاق، ليكون أول خبر طريف تناولته الصحافة المصرية والعربية عن عالم الحيوان فى مصر.

موضوعات مقترحة

فى ذلك الزمن أيام محمد على باشا ،كانت حيوانات كل بلدة تُثبت في دفتر عند القائم مقام مع بيان ما زُرع لها من برسيم، فإن زاد عددها أثبتت الزيادة في الدفتر، وإن نقص عددها بالبيع أو غيره استبعد من الدفتر، كما قرر محمد على  باشا زيادة الثروة الحيوانية بجلب سلالات نادرة من قارتي أوروبا وإفريقيا.

ولكن، ماهى قصة الخبر الطريف الذي تحول تاريخيا لأول خبر مرتبط بعالم الحيوان فى الصحافة؟

يقول الدكتور إبراهيم عبده فى كتابه "تاريخ الوقائع المصرية" ،إن الوقائع التى كانت تهتم بنشر القرارات الحكومية فى عهد محمد على باشا، دأبت أيضا على نشر الأخبار الغريبة التى تروى للجماهير أو الحوادث التى تستحوذ على على عقل وأذهان الناس،ومنها ذلك الخبر الطريف الذي كان بعنوان "غريبة".

ويقول الخبر "إن رجلا كان يعيش فى بولاق،  وكانت له بقرة عشار لم تقدر على الوضع فاضطربت بروحها وبينت له بلسان حالها المضطربة، فقام بشق بطنها" ، وكانت المفاجأة للرجل أنه حين قام بشق بطنها خرج مولودها العجل فكان له رأسان و4 عيون ، و4 آذان، لكنه لم يمر عليه سوي 6 ساعات ومات ".

ويضيف الخبر أن  الرجل البولاقى،  حين شاهد مولود البقرة مشوها، قام بذبحه، وتقول الوقائع بلغتها " فقد ذبحه المذكور وعلقه فى محل مشهور عبرة للناظر، وما أن بلغ مسامع عزيز مأمور الوقائع قيد ذكره، فسبحان من تحير ذاته وقدرته سواء".
 
فى زمن محمد على باشا الذى كان شاهدا على هذا الخبر الطريف عن الحيوان،أمر الباشا بجمع الكثير من سلالات الحيوانات في مصر من أوروبا وإفريقيا لزيادة الثروة الحيوانية في مصر كما يؤكد المؤرخون، مثل ماعز المارينوس الذي أتي بها من أوروبا، والبقر السوداني، والإبل السوداني، وكذلك الخيول النجدية والسورية، كما قرر تنفيذ قوانين وعقوبات لمن لا يراعى الحيوان وخدمته وخاصة من الأطباء البيطرين.

 ويوضح عبده فى كتابه "تاريخ الوقائع المصرية"، لاشك أن هذا الخبر غريب حقا فى كل زمان ومكان ونشره فى "الوقائع" يُظهر أن رسالتها الصحفية لم تكن تقتصر على تسجيل الأوامر والقوانين فقط، فسياق الخبر يدل على أن واقعة البقرة والرجل البولاقى صحيحة، وأنها حدثت بالفعل، مؤكدا أن الوقائع كانت تتحقق من الخبر قبل نشره، وإن كانت أوردت الخبر فى أسلوب ركيك لايستقيم مع اللغة الصحيحة، وإنما يأتى فى إطار اللغة العامية الملرجة، ويحمل روحها.

وتأسست الوقائع أول صحيفة بالشرق الأوسط عام 1828م بأمر من محمد على باشا، وصدر عددها الأول  فى ديسمبر 1828م، ولم يكن لها ميعاد معلوم فى الظهور ، حتى دأبت على الصدور فى يوم محدد.

 واختلف المؤرخون فى سبب تأسيس الوالى للصحيفة،  إلا إن الدكتور إبراهيم عبده يري أن النظام الإداري الذي وضعه محمد على باشا فى مصر، كان من أهم الأسباب التى جعلته يصدر الوقائع، حيث ينشر للمصريين جريدة تلفت نظرهم إلى الأمور الدقيقة من مصالح الزراعة والحراثة، وباقى أنواع الصنائع التى باستعمالها يتأتى الرخاء والتيسير، وقد تحولت الوقائع كمرجع من أهم المراجع التاريخية فى أيام محمد على باشا وخلفائه من بعده

جدير بالذكر أن إحدى قري محافظة أسيوط شهدت  منذ عدة أيام حدثا غريبا من نوعه، حيث ولدت ماعز بـ"رأس قرد"، في واقعة هي الأولى من نوعها هناك، ما أثار التساؤلات والذعر في المنطقة، وقد صرح الأطباء البيطريون فى أسيوط لوسائل الإعلام أن الشكل الغريب لوجه الماعز وبروز عينيها بتلك الطريقة مما يظهر الوجه على هيئة قرد، حدث نتيجة تشوه في الجنين، وليس معجزة ، مؤكدين أن التشوه الجنيني للحيوانات قد يحدث بسبب تناول أكلات ملوثة خلال فترة الحمل، وأن استمرار الحيوان المشوه فى الحياه أمر نادر الحدوث".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: