Close ad

عاشت من أجل المرأة وماتت دفاعًا عن فلسطين.. محطات فى مسيرة هدي شعراوي

22-6-2021 | 12:40
عاشت من أجل المرأة وماتت دفاعًا عن فلسطين محطات فى مسيرة هدي شعراوي هدى شعراوي
رشا خليل

رائدة الحركة النسائية، أول رئيسة للاتحاد النسائي المصرى، أبرز الناشطات المصريات في تاريخ الحركة النسوية في مصر في نهايات القرن 19 وحتى منتصف القرن 20، وأول امرأة تقود مظاهرات في تاريخ مصر، وأول من خلعت النقاب وكشفت عن وجهها في عام 1921م أثناء استقبال المصريين الحاشد لسعد زغلول بعد عودته من المنفى، وأول من دعت لإنشاء دور حضانة في أماكن العمل؛ للتخفيف على المرأة العاملة.. إنها هدى شعراوي.

موضوعات مقترحة

ولدت نور الهدى في 23 يونيو 1879م لأسرة من الطبقة العليا في المنيا، والدها محمد سلطان باشا رئيس مجلس النواب المصري الأول في عهد الخديو توفيق، توفي وهي في الخامسة من عمرها، فنشأت مع والدتها إقبال ذات الأصول القوقازية، وزوجة أبيها حسيبة وأخيها عمر بمنزل والدها بالقاهرة تحت وصاية ابن عمتها علي شعراوي، والذي أصبح الوصي الشرعي والوكيل على أملاك أبيها. 

تلقت دروسًا منزلية على يد معلمين، وتعلمت اللغة العربية، والتركية، والفرنسية، والخط، والبيانو، وحفظت القرآن في سن التاسعة وهو إنجاز غير مسبوق لفتاة، ولم تستكمل دراستها لعادات وقيود المجتمع فابتعدت عن أصدقاء الطفولة من الذكور وتم ترتيب زواجها دون علم منها، فتزوجت فى سن 13 عاما علي  شعراوي ابن عمتها الذي يكبرها بأربعين عامًا، وانفصلت عنه بعد عام؛ بسبب عودته لزوجته السابقة لوجود شرط فريد وضعته والدتها فى عقد الزواج وهو أن يكون الزواج أحاديًا وإلا يعتبر العقد لاغيًا تلقائياً.

استقرت مع والدتها بالاسكندرية، وأكملت دراستها للفرنسية، ووسعت دائرة أصدقائها، فالتقت بثلاث نساء كان لهن تأثير كبير عليها هن عديلة نبراوي، وعطية سقاف، وأوجيني لو بران، وعادت له بعد سبع سنوات تحت ضغط عائلتها وأنجبت منه ابنتها بثينة وابنها محمد ووهبت لهما حياتها لعدة سنوات. 

أقنعت الجامعة المصرية  بتخصيص قَاعة للمحاضرات النسوية 1908م، ووافق الأمير أحمد فؤاد على تخصيص قاعة لمحاضرات السيدات يوم الجمعة من كل اسبوع، ساهمت مع الأميرة عين الحياة وعدد من الأميرات والسيدات في إنشاء مبرة محمد على لمساعدة الأطفال المرضى 1909م وإنشاء مدرسة للبنات، وأسست بالتعاون مع الأميرتين عين الحياة وأمينة حليم جمعية الرقي الأدبي وجمعية المرأة الجديدة 1914م، التي توقف نشاطهما خلال الحرب العالمية الأولى، وأعادت إحياء جمعية المرأة الجديدة في 1920م.

وخرجت على رأس مظاهرة نسائية من 300 سيدة للمناداة بالإفراج عن سعد زغلول في 16 مارس 1919م، وكونت وأشرفت على لجنة الوفد المركزية للسيدات، وأسست الاتحاد النسائي المصري 1923م، وهو أول كيان يدافع عن حقوق المرأة، وشغلت منصب رئاسته  حتى وفاتها، اهتمت بحقوق المرأة ونادت بتحريرها من القهر، فحاربت تعدد الزوجات، ودعت إلى رفع سن زواج الفتاة إلى 16 عاما، وساهمت في وضع قانون يمنع تعدد الزوجات إلا للضرورة ،ولها الفضل في فتح أبواب التعليم العالي للفتيات،  أنشئت جريدة "الإجيبسيان " عام1925م باللغة الفرنسية ووصفتها جريدة "الفيجارو" بأنها حلقة الفصل بين الشرق والغرب، وأصدرت مجلة نصف شهرية باسم "المصرية" عام 1937م، وكان بين محرريها فكري أباظة وتوفيق الحكيم بجانب كثير من المحررات، واهتمت بالمشكلة الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

شاركت في عدد من المؤتمرات النسائية الدولية، وتبنت قضية تعليم المرأة وحقها في العمل السياسي، ومثلت مصر أول مؤتمر دولي للمرأة في روما عام 1923م مع نبوية موسى وسيزا نبراوي، واختيرت في المؤتمر العاشر بباريس عام 1926م عضواً في اللجنة التنفيذية للاتحاد النسائي الدولي، وانتخبت نائبة لرئيسته في عام 1935م، وهي أول شرقية تحصل على هذا المنصب، كما كانت عضوا مؤسساً في "الإتحاد النسائي العربي" وصارت رئيسته في عام 1935م، وأصبح اسمه فيما بعد المؤتمر النسائي العربي. 

ناصرت القضية الفلسطينية فنظمت أول مؤتمر نسائي للدفاع عن فلسطين عام 1938م، دعت لتنظيم الجهود لجمع المال والتطوع في التمريض وإسعاف المصابين الفلسطينيين، كتبت مذكراتها ونشرت في مجلة حواء وكتاب الهلال، ولها كتاب السلام العالمي ونصيب المرأة في تحقيقه، وأنتج مسلسل عن حياتها باسم مصر الجديدة كتكريم وتقدير لها، توفيت في 12 ديسمبر عام 1947م  إثر سكتة قلبية، وهي تكتب بياناً تطالب فيه الدول العربية بأن تقف يدا واحدة مع القضية الفلسطينية، وبعد وفاتها تم إطلاق اسمها على العديد من الشوارع والمدارس وحصلت على عدة أوسمة ونياشين.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة