سياسي مخضرم شغل العديد من المناصب الهامة فى فترتي الملكية والجمهورية المصرية وأول وزير خارجية بعد ثورة يوليو إنه د.محمود فوزي عميد الدبلوماسية المصرية ، واليد اليمنى للرئيس السادات.
ولد محمود فوزى دسوقى جوهري في 18 سبتمبر 1900 في شبرا بخوم بقويسنا المنوفية، والده "دسوقي" شيخ أزهري، تلقى تعليماً متميزاً آنذاك، ثم التحق بكلية الحقوق وتخرج عام 1923، استكمل تعليمه فحصل على شهادة دكتوراه من روما أثناء عمله هناك، ثم حصل على الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة كولومبيا الأمريكية.
ورغم تنقل "عميد الدبلوماسية المصرية" كما يطلق عليه، من بلد لأخرى إلا أنه عمل في السلك الدبلوماسي المصري منذ تخرجه مع بدايتها بمصر بعد حصولها على استقلالها بموجب تصريح 28 فبراير 1922، فكانت أولى الوظائف تلميذ قنصلي "كاتب" بروما 1923 ثم نائب قنصل القنصلية المصرية بنيويورك ثم بنيو أورليانز، عين مأمور القنصلية المصرية باليابان من 1929 إلى 1930، نقل إلى اليونان بدرجة سكرتير ثان، ثم قنصل عام بإنجلترا 1936، ثم انتقل إلى القدس 1941، ومنها إلى الأردن.
جمال عبدالناصر ومحمود فوزي خلال الجمعية العامة للامم المتحدة عام 1960م
اختير مندوبا لمصر لدى الأمم المتحدة عام 1945، وبعدها بثلاثة أعوام تم اختياره كمندوب لدى مجلس الأمن، وتولى مهام سفير مصر بلندن لثلاثة أشهر مع قيام ثورة 23 يوليو 1952.
عين كأول وزير خارجية في أول حكومة للثورة وذلك بعد قيامها بأربعة أشهر تحديدا في ديسمبر بنفس العام، ولعب دوراً هاماً سياسياً حيث شارك في مفاوضات الجلاء واستمر في هذا المنصب لستة عشر عاما، قام خلالها بعدة مهام فكان واحدا من المسئولين عن وضع مبادئ حركة عدم الانحياز التي كانت السبب في تحرير أكثر من بلد غفريقي، وشارك في تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، واستمر وزيرا للخارجية المصرية حتى عام 1964، ولقد كان وجها مشرفا لمصر في الخارج والداخل بسبب حكمته فى اتخاذ القرارات .
محمود فوزي في اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن العدوان الثلاثي عام 1956م
عين فوزي بعد حرب 1967 تم كمساعد لرئيس الجمهورية "جمال عبدالناصر"، ثم اختير أميناً للجنة وضع الدستور 1969، وبعد وفاته تولي السادات الحكم وكلف فوزي برئاسة الوزراء لأربع وزارات حتى 1972، ثم نائب لرئيس الجمهورية 1972 ،واستمر بمنصبه لمدة عامين حتى عام 1974، قدم استقالته للرئيس السادات في 27 أغسطس 1974.
وكتب فيها:
( أرجو .. أكثر ما رجوت منذ الثالث من أكتوبر عام 1970- أن تأذن لي بإنهاء كل عملي الرسمي والاتجاه إلي سواه قبل الثامن عشر من سبتمبر القادم حتي أكون قد بلغت ـ بحمد الله ـ الرابعة والسبعين وأمضيت في العمل أكثر من خمسين عاماً، وأنا إذ أفسح المجال لمن هو أوفر مني عافية، وأقدر على حمل رسالة العمل الرسمي المقبل في ظروف النصر الجديدة بقيادتك، وأني لأرجو أن تثق في أنني سأكون دائما رهن إشارتك وهذا الوطن إذا ما تصادف أن بدأ في أية مناسبة عابرة خارج النطاق الرسمي أن في جهدي المحدود بقية قد تنفذ . وكم يسعدني ذكر ما لقيته منك والوطن من إكرام ومن فضل أقابلها بالعرفان .)
ونفذ الرئيس السادات طلبه وكرمه يومها بمنحه أرفع وسام مصري "قلادة النيل" التي تُمنح لرؤساء الجمهورية في حفل تكريم بمجلس الشعب تقديراً لجهوده ودوره الهام في الحياة السياسية بمصر، و قضى أعوامه الست الأخيرة بعيدا عن العمل السياسي.
محمود فوزي
أصيب في 1980 بمضاعفات مرض تصلب الشرايين ونُقل إلى الرعاية المركزة بمستشفى جامعة الأسكندرية، ادت الأزمة التالية في مارس 1981 إلى إصابته بالشلل وأصدر الرئيس السادات قراراً بعلاجه على نفقة الدولة في لندن، وسافر بالفعل وعاد دون تحسن كبير فدخل مستشفى الشفا حتى وفاته في 12 يونيو عام 1981 بنزيف في المخ.