Close ad

نكسة البيئة في يومها العالمي!!

5-6-2021 | 14:55

اعتبرت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم 5 يونيو وهو "يوم البيئة العالمي"، البداية لإطلاق مبادرة جديدة تستهدف "استعادة النظام البيئي"، بمنع تدهور النظم البيئية في جميع أنحاء العالم، خلال السنوات العشر المقبلة "من 2021- 2030"..

الهدف من المبادرة هو الحماية للنظم الإيكولوجية وصيانتها وإحيائها لفائدة الإنسان والطبيعة، كما قالت المنظمة في بيان لها، والسعي لوقف تدهور النظم البيئية وانتعاشها، بما يحقق تحسين سبل عيش الناس ومكافحة تغير المناخ، ووقف تدهور التنوع البيولوجي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة..

ومنذ أطلقت الأمم المتحدة مناسبة "يوم البيئة العالمي" في عام 1974، لتقليل المخاطر ومواجهة التدهور البيئي، ودعم كل أشكال الحياة على الأرض، فقد تضاعفت المخاطر بشكل قياسي وغير متوقع، منها ما هو وبائي وهو شامل مثل "Covid - 19"، أو "الفطر الأسود"، أو ما هو من فعل الإنسان وهو محدود، كما يحدث في إثيوبيا وفي فلسطين المحتلة..

ما يتعلق بالأوبئة التي تعصف بأرواح البشر وتهدد حياتهم، هو أمر لم ولن تستطيع المنظمة الدولية معه حولًا، فهي تعمل وتحاول التقليل من المخاطر والكوارث الطبيعية التي هي مخاطر كونية وكوارث شاملة تفوق طاقة وإمكانات هذه المنظمة، أما ما يرتبط بأخطار محددة من فعل البشر كما يحدث في إثيوبيا وتحكمها في مجرى ومسار وتدفق نهر دولي هو "النيل الأزرق" في إفريقيا، أو كما يجري على أرض فلسطين المحتلة من اغتيال يومي للحياة الطبيعية والإنسانية في آسيا، فإن المنظمة الدولية لم تسع أو تعمل أو حتى تبادر لدرء هذه المخاطر التي هي من فعل بشر.. أي أن المنظمة تسعى وتحاول مع كوارث كونية شاملة، وهو أمر يفوق طاقتها، أما الذي بإمكانها تحقيق إنجاز فيه فإنها لا تفعله أو حتى تقدم عليه..

فقد كشفت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو"، عن "تراجع كمية المياه العذبة المتاحة في شمال إفريقيا بنسبة ٦٠٪ في الأربعين سنة الماضية".. أي أن أزمة المياه في شمال إفريقيا تتفاقم، وبالرغم من تنامي هذه المخاطر فإن المنظمة الدولية لم تهتم بما تحذر منه "الفاو"، وتغاضت عن دورها وأهملت وظيفتها أمام الاعتداء على نهر النيل، الذي تصب مياهه في السودان ومصر بشمال إفريقيا، وما زالت الاعتداءات علي النيل بإقامة سدود في إثيوبيا مستمرة منذ أكثر من 10 سنوات، مهددة حياة وأرواح أكثر من 120 مليون إنسان..

وفي فلسطين المحتلة، لم تتوقف سلطات الاحتلال الإسرائيلية هناك عن انتهاك ممنهج للبيئة، والاعتداء على أراضي المحميات الطبيعية، والتي تشكل 9% من مساحة الضفة الغربية، وهي المعروفة بتنوعها البيئي الخصيب، وقد كانت بمثابة جوهرة التاج لما كان يطلق عليه الجغرافيون "منطقة الهلال الخصيب"، كما حولت، سلطات الاحتلال الإسرائيلية هناك، هذه المناطق الغنية الخصبة إلى مستعمرات مسلحة، فضلا عن اغتيال المناطق الخضراء وقطع الأشجار وتجريف التربة وتغيير النظام البيئي وانقراض الكائنات الحية، بسبب استنزاف موائلها الطبيعية، إضافة إلى إنشاء طرق التفافية، تستهدف خنق الإنسان والطبيعة معًا..

جعلت الجمعية العامة للأمم المتحدة يومًا سنويًا للأرض 22 أبريل، وآخر للبيئة 5 يونيو، فلا وجهت جهودها للدفاع عن الأرض في فلسطين، كما لم تحقق في الاعتداءات الجسيمة على مياه النيل في إثيوبيا.. وكأن المنظمة الدولية لايهمها سوى الإعلان وإطلاق الشعارات وتنظيم الاحتفالات فقط دون الفعل!!

لم تحرك المنظمة الدولية ساكنًا أو حتى تصدر بيانًا في هذه الاعتداءات والاختلالات اليومية والمستمرة والنكسات التي تتعرض لها الطبيعة والمياه والأرض والهواء والشجر والبشر، ولا عزاء للقيم والحقوق التي تعلنها الأمم المتحدة كل عام!!

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: