** استمتع عشاق الكرة الجميلة بمباراة مثيرة، قوية، ممتعة بين فريقين من إنجلترا مهد كرة القدم، في نهائي دوري الأبطال الأوروبي "الشامبيونزليج"، تفوق فيها فريق تشيلسي على فريق مانشستر سيتي، لعبًا ونتيجة.. ولم يكن أكثر المتفائلين يتوقع فوز البلوز على بطل الدوري الإنجليزي، وإنما ذهبت أغلب الترشيحات لمصلحة السيتي الذي كان مديره الفني مخيباً لآمال الملايين الذين كانوا ينتظرون التتويج الأول للقمر السماوي "البلومون".. فما الذي حدث؟ وكيف استطاع الألماني الماهر توماس توخيل المدير الفني لتشيلسي، أن يقهر العبقري بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي؟ ولماذا تراجع أداء معظم لاعبي كتيبة جوارديولا، بينما ارتفع مستوى لاعبي عصابة توخيل إلى عنان السماء؟ وأسئلة كثيرة أخرى أحاول الإجابة عنها في هذه السطور..
ــ كان توماس توخيل ــ وهو مدرب كفء شأنه في ذلك شأن معظم المدربين الألمان ــ أكثر واقعية من نظيره الإسباني الذي حب أن "يتفلسف"، فأضاع فريقه، رغم أنه كان من المفترض أن يكون أكثر حرصًا والتزامًا، بعد أن مني بهزيمتين متتاليتين من توخيل في الكأس والدوري الإنجليزي، في أقل من 40 يومًا.
ــ توخيل يعرف جيدًا إمكانات لاعبيه ونقاط قوتهم، فوظفهم على أساسها، ويعرف أيضًا نقاط قوة السيتي ونقاط ضعفه فلعب على المضمون، بتأمين دفاعه بثلاثي في قلب الدفاع وظهيرين جناحين ووسط ملعب رهيب بقيادة الفرنسي الداهية نجولو كانتي الذي كان شعلة نشاط في الملعب من بداية المباراة إلى نهايتها.
توخيل استفاد من سرعة المهاجم الألماني تيمو فيرنر في الهجمات المرتدة، ومعه مواطنه هافرتز، وأيضًا الإنجليزي ماونت، توخيل أبطل أيضًا مفعول رحيم ستيرلينج ورياض محرز، وامتلك وسط الملعب، مستفيدًا من أخطاء التشكيل التي وقع فيها جوارديولا، ويا لها من أخطاء كارثية.. هل يعقل أن يخوض مدرب مباراة نهائي بدون لاعب خط وسط مدافع قادر على ضبط وسط الملعب واستخلاص الكرات من المنافسين، مثلما يفعل كانتي مع البلوز؟ أين رودري الذي كان أساسيًا في معظم المباريات الأخيرة؟ وأين كانسلو الذي كانت له أدوار أخرى غير كونه ظهيرًا؟ وهل لعب جوندوجان وهو غير مكتمل الشفاء؟ وهل تأثر كيفين دي بروين من ضغط المباريات فبدا على هذه الصورة الباهتة..
وأين محرز الذي كان الورقة الرابحة للسيتي في جميع المباريات الأخيرة؟ ولماذا دفع جوارديولا برحيم ستيرلينج من بداية المباراة؟ وأين ذهب فودين شعلة النشاط الذي لا يهدأ؟ وما سر هذا التراجع في مستوى قلبي الدفاع دياز وستونز بعد أن كانا هما العنصر الحاسم في الحفاظ على شباك السيتي نظيفة ومعهما حارس المرمى إيدرسون؟ وأسئلة أخرى كثيرة، تصب إجاباتها في خانة "إدانة" جوارديولا الذي حاول اختراع الذرة، وتحقيق عنصر المفاجأة بتعديلات في التشكيل وفي مهام اللاعبين ومراكزهم، فاكتوى بالنار.. نار الهزيمة التي لم يكن يتوقعها الكثيرون.
ــ لا ينكر أحد أن جوارديولا أحد أفضل المدربين في العالم، إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق، فلماذا التفلسف؟ هل أصابه الغرور؟ ربما! ولكن كيف يصيبه الغرور، وهو خاسر من توخيل مرتين متتاليتين، وكان يفترض أن يكون أكثر حرصًا وذكاءً في التعامل مع المباراة؟!
ــ لابد أن نتفق جميعًا على أن كل لاعبي تشيلسي كانوا في غاية التركيز والانضباط والالتزام بتعليمات مدربهم طوال الـ 90 دقيقة، ولم يخرجوا ولو دقيقة واحدة عن تركيزهم، وبدا الهدف واضحًا أمام أعينهم، ولسان حالهم يقول لهم: لقد فزنا على هذا الفريق القوي بطل البريميرليج، مرتين، فما الذي يحول بيننا وبين الفوز عليه للمرة الثالثة على التوالى؟! إنها الروح القتالية العالية التي كانت من قبل سمة بارزة ودائمة في لعب مانشستر سيتي، ولكنها تحولت يوم السبت الماضي إلى أخطر أسلحة تشيلسي ولاعبيه.
وتبقى بعض التعليقات السريعة:
* تيمو فيرنر.. لاعب سريع وخطير، ولكن لا تنقصه سوى اللمسة الأخيرة، سواء بالنسبة لتسجيل الأهداف أو التمرير.
* نجم المباراة الأول في رأيي هو الفرنسي نجولو كانتي.. لاعب بثلاث رئات وأربعة أرجل!
* سؤال لن أتوقف عن ترديده: لماذا لم يشرك جوارديولا رودي أوكانسلو؟ وهل كان سعيدًا بأداء جوندوجان وبرناردو سيلفا ودي بروين ورحيم ومحرز وفودين... و.. و.. و.. يا نهارك أبيض، الفريق كله كان خارج نطاق الخدمة، فهل كانت الضغوط على لاعبي السيتي أكبر بكثير منها على لاعبي البلوز؟ ربما، لأن كتيبة توخيل دخلت المباراة بثقة تامة في إمكانية الفوز للمرة الثالثة على التوالي، على كتيبة جوارديولا التي أصابها على ما يبدو بعض الخوف من تكرار الهزيمة، وهو ما حدث فعلًا!!. عمومًا برافو تشيلسي وهارد لك للسيتي.
....................................................
** اللفتة الرائعة التي قام بها لاعبو الأهلي بإهداء ميدالياتهم الذهبية إلى أسطورة الكرة المصرية محمود الخطيب رئيس النادي، إنما تحمل رقيًا وتحضرًا وعرفانًا بدور هذا الرجل الذي لم يبخل بجهد من أجل إعلاء اسم النادي الأهلي في كل المحافل مصرية أو أفريقية أو عالمية.. ويا له من تكريم مستحق وجاء بصورة عفوية تعكس صدق المشاعر والأحاسيس تجاه الرائع بيبو.
مليون مبروك للأهلى وجماهيره وإدارته، الفوز بكأس السوبر الإفريقية على فريق نهضة بركان المغربي الشقيق 2/صفر، وتتويجه بالكأس السابعة في هذه البطولة.