نشأ لاري البالغ الآن 32 عامًا من عمره على نحو مؤلم وخجول، عانى الوحدة والنبذ من أسرته حتى في مدرسته وعمله، كان دومًا وحيدًا، منذ طفولته عانى من أمراض الحساسية حتى أصبحت تتطور، وأصبح جهاز المناعة يهاجم نفسه، وكافة الأدوية المتاحة تعالج الأعراض فقط لا تشفي مسببات الحالة، حتى أهدته الظروف العلاج الشامل عن طريق مداواة الجسد والنفس والروح.
وتلك خلطة توفقت إليها (لويز هاي) المحاضرة العالمية والمعلمة في علم الميتافيزيقا، والتي بيع من كتبها أكثر من أربعين مليون نسخة في جميع أنحاء العالم، والطبيبة النفسية والعصبية موناليزا شولزر والتي لها عدة مؤلفات ومحاضرات تزيد على الخمسة وعشرين عامًا، حينما قررتا استخدام تقنياتهما في العلاج سويًا، ومشاركة الطب التقليدي معهما للوصول إلى علاج جذور الأزمة الصحية التي يعاني الشخص من أعراضها؛ خاصة أنهما يريان كل هذه الأعراض مجرد إنذار خطر من الجسم للدلالة على احتياج معين؛ سواء في أسلوب الحياة أو في الحال النفسي أو الروحاني لكل شخص، وجمعت العالمتان هذه التجارب في الشفاء والخبرات في كتاب أسمتاه (كُلٌ على ما يُرام).
هنا في حالة الشاب لاري كانت الأسرة غير داعمة فعاش اضطرابات الدم والمناعة نتيجة لغياب الشعور بالأمان؛ لذلك تطلب علاجه جرعات صغيرة من مادة الستروئيدات لمرتين أسبوعيًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم أعد له طبيب أعشاب صيني مجموعات عشبية لتقوية المناعة، خاصة كرات الدم البيضاء مع الوخز بالإبر الصينية لتحفز عمل جهازه المناعي، وفي الوقت نفسه ذهب لاري لطبيب تغذية لتوفير حمية غذائية مليئة بالخضراوات الورقية الداكنة مع مكملات فيتامين سي والزنك والماغنسيوم؛ لأن كل هذا يخفف تأثير أي فيروس مناعي، ويحسن عمل جهاز المناعة المعتل، إلى جوار ذلك وضعت لويز هاي له الثوابت الإيجابية التي يكررها كل يوم؛ لتحسين أفكاره ومعتقداته عن نفسه وعن الحياة مثل: أحب وأقدر وأعتني بنفسي، أنا أكفي؛ أسترخي وأتعرف على قيمة نفسي، أنا جيد كفاية، الحياة سهلة وممتعة.
وأخيرًا عمل لاري بجد كي يضع نفسه في حالات أُجبر فيها على التعامل مع الآخرين فحزمة الأدوية الشافية هذه والتغيرات السلوكية والثوابت الإيجابية عملت على إعادة وضع لاري على المسار الصحيح.
الفكرة وراء الصحة الشاملة، أن العقل يؤثر على فسيولوجيا الجسد، ولكل مرض أسس عاطفية خلفه، وهنا في الكتاب تشابكت البيانات الطبية العلمية مع النفس والروحانيات؛ لتقدم شفاءً كاملًا للنفس والجسد عن طريق الدواء الكيميائي، مع تعديل الأفكار، وتحرير النفس من أسباب مرضها ومعوقات شفائها، مع إضافة خبرة الحدس والطب التقليدي؛ ليكتمل الشفاء الكامل القائم على علاج متكامل، مع اكتشاف الأفكار التي أدت إلى المشكلات الصحية التي نعاني منها جميعًا، وعلاج ذلك بأفكار مخالفة وسلوكيات أكثر صحية تفيد الجسم والنفس.
وهنا تؤكد د.موناليزا أن نماذج الأفكار المحددة تؤثر على جسمنا بطريقة يمكن التنبؤ بها، فعندما يكون الخوف مزاجك المهيمن على مدى فترة من الزمن، فالإفراز المستمر لهرمون التوتر - وبالتحديد الكورتيزول - يطلق مواد كيمياوية تؤدي لأمراض القلب وزيادة الوزن والاكتئاب، وكذلك كل فكرة سلبية يتم ترجمتها لمشاعر وتخزينها في الجسم على شكل مرض.
أهمية الكتاب تظهر في تقسيم فصوله كجدول يشمل كل الأعراض الصحية الخاصة بكل عضو في الجسم الإنساني، بداية من أسهل الأمراض والأعراض حتى أقساها، ومن الأمراض التي يسهل علاجها وحتى الحالات التي تقترب من حافة الموت، من الفم والرقبة والغدة الدرقية وحتى الظهر والقدم والجهاز التناسلي أو التنفسي، ومن أعراض ضيق التنفس وحتى التهاب الأعراض، وحتى الربو والسرطان.
فيتم عرض المرض، ثم الدلالة النفسية لذلك الألم والفجوة النفسية التي يجب تداركها أو العمل على إشباعها بأي طريقة اجتماعية أو روحانية أو توكيدات تدعم الطمأنينة تجاهها.
ثم عرض الكتاب بنفس الطريقة مجموعة من الحالات التي تم علاجها في عيادة الطب المتكامل من تشخيص الحالة المرضية وأسباب مرضها، ثم البدء بعلاجها بالعقارات الطبية، ثم بالحدس والاستماع للنفس والخضوع أيضًا للطب التقليدي المساعد للأدوية مع استخدام التوكيدات والحياة الصحية الجديدة التي تغير واقع المريض ليعيش حياة أكثر صحية على كافة المستويات، كل حالة تمثل مرضًا ورحلة إنسان في الحياة بشكلها وضغوطها وأخطائها ومعاناتها، والتي نتج عنها شكل صحته وطريقة حياته، وكل حالة رحلة تأخذنا معها لنتعرف على صاحبها ثم طريقة علاجه حتى الشفاء.
ونقيس ذلك على أعراض قد عانينا منها؛ سواء بشكل بسيط أو حاد وأفكار قد تراودنا وتشكل وعينا ورؤيتنا لذواتنا، ولمن حولنا وشكل صحتنا الجسدية والنفسية، رحلة وعي حقيقية نراقب فيها ونتعلم ونسعى حول صحة حقيقية شاملة كما أراد الله لنا، وكما نسعد بحق في دنيانا ليصبح فعلًا كل شيء على ما يرام.