Close ad

تصنيع الدواء وتوطين التكنولوجيا

25-5-2021 | 13:31
الأهرام المسائي نقلاً عن

عندما افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى شهر أبريل الماضى مدينة الدواء فى الخانكة، تساءل عن نسبة تحقيق الاكتفاء الذاتى من الأدوية، وجاءت الإجابة بأنها تبلغ حوالى 88 %، وهى نسبة لا يستهان بها، وتتوافق مع المعدلات العالمية، حيث لا تستطيع الدول، باستثناء عدد قليل جدا تحقيق الاكتفاء الذاتى من الدواء بنسبة 100 % إلا أن السؤال التالى من الرئيس كان حول طبيعة النسبة المتبقية، وعندما عرف أنها أدوية علاج الأنواع المختلفة من الأمراض السرطانية ومشتقات البلازما والمادة الخام لبعض الأدوية، وكذلك أمصال ولقاحات تحتكر تكنولوجيا صناعتها أعداد قليلة من الشركات العالمية، طلب الرئيس ضرورة العمل على تصنيعها بمصر دون إبطاء، قائلا إن «امتلاك القدرة على تصنيع الدواء أمر حيوى يتجاوز فكرة التكلفة والمكسب».

ومنذ أيّام قليلة وصلت إلى مصر أولى شحنات المادة الخام لتصنيع اللقاح الصينى الخاص بفيروس كورونا لبدء إنتاجه الشهر المقبل.
الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان صرحت بأن وصول المادة الخام تمثل الخطوة الأولى لأن الاتفاق مع الجانب الصينى يتضمن عقدا آخر يتيح لمصر تكنولوجيا تصنيع المادة الخام ذاتها، وبالتالى يكون إنتاج اللقاح مصريا بنسبة 100 % وهذا هو الأهم.

الأمر نفسه يجرى التفاوض بشأنه مع شركة عالمية أخرى لتصنيع لقاحها بمصر، وأيضا هناك فريق من علماء وباحثين مصريين فى المراحل النهائية لتصنيع لقاح مصرى من الألف إلى الياء.

التحول من مستهلك للتكنولوجيا إلى منتج لها ينقل الدولة من مستوى علمى واقتصادى إلى مستوى أعلى، وتزداد الفوائد والعائدات، بينما إذا تجاوزت مرحلة الإنتاج لما هو نتاج معرفة الآخرين إلى ابتكار التكنولوجيا محليا فإنها تنتقل نوعيا إلى مصاف الدول الكبرى علميا واقتصاديا وسياسيا.

امتلاك الدولة المقدرة على الابتكار والاختراع يمثل عصبًا رئيسيًا لامتلاك استقلال قراراتها السياسية والاقتصادية، ومن ثم فإن المنهج الذى تسير عليه الدولة المصرية فيما يتعلق بصناعة الدواء يجب السير فيه بالمجالات الإنتاجية المختلفة صناعيا وزراعيا .
ليس القياس كميا هو الفيصل، فالنوعية هى الأكثر أهمية فعندما نتحدث عن نسبة التصنيع المحلى لمعدة أو آلة ما حتى وإن بلغت 80 % مثلا فإنه يجب الانتباه إلى مدى أهمية هذه النسبة المرتفعة مقارنة بأهمية النسبة الصغيرة المتبقية، وهو ما يعنى أن تصنيع هيكل السيارة وبعض الأجزاء الأخرى منها لا يوازى فى أهميته تصنيع موتور السيارة.

الرؤية الجديدة التى تتبناها مصر منذ سنوات قليلة مضت بالتركيز على نقل المعارف والتكنولوجيا وتوطينها محليا يعكس نظرة مختلفة لمفردات قوة الدولة المصرية.

هذه الرؤية الجديدة يمكن أن تحقق النتائج المأمولة منها فى غضون سنوات قليلة إذا ما أصبح الابتكار والتطوير ركنا أساسياً فى كل شركة أو مؤسسة وأن يجرى التعامل معه على أساس أنه استثمار سوف تتحقق عوائد كثيرة منه فى المستقبل، بدليل أن إحدى الشركات العالمية التى نجحت فى التوصل لأحد لقاحات كورونا بلغت أرباحها خلال الربع الأول من العام الجارى حوالى 4 مليارات و800 مليون دولار، كما تضاعفت أرباح شركة أخرى توصلت للقاح آخر لتصل إلى 3 مليارات و200 مليون دولار، بينما لم تتجاوز قيمة صادرات الصناعات الطبية المصرية العام الماضى نصف المليار دولار، وهو ما يؤكد حتمية التركيز على البحث العلمى ونشر ثقافة الابتكار.

كلمات البحث
د. أحمد مختار يكتب: رؤية مختلفة لمشروعات التنمية

بين الحين والآخر يتساءل البعض عن مشروعات الطرق والكباري، وكذلك مشروعات البنية الأساسية التي يجري تنفيذها بمصر باستثمارات ضخمة، مبعث السؤال غالبًا لا يرتبط

الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي

من يأخذ زمام المبادرة في نشر الأخبار سياسية كانت أم اجتماعية؟ هل المواقع الصحفية المرخص لها بذلك أم صفحات السوشيال ميديا التابعة لأفراد لا نعلم حقيقتهم

العودة للجذور

منذ أربع سنوات أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى مبادرةً العودة للجذور فى القمة الثلاثية بنيقوسيا فى نوفمبر 2017، وجاءت النسخة الأولى فى أبريل 2018 بمشاركة

قوة رشيدة

ساعات قليلة ويعقد مجلس الأمن اجتماعه المرتقب لبحث مشكلة السد الإثيوبي، الآمال المعلقة لدى البعض على اجتماع المجلس واعتباره المحطة الأخيرة فى مشوار السد

«30 يونيو» درع وسيف

تمثل الأحداث المهمة التى ترتبط ببقاء الأوطان قوية آمنة؛ علامات فارقة يتوقف التاريخ أمامها عندما يسطر مسيرة الإنسان والمكان، يطوى صفحات أوطان تمزقت، فهام

حتى يعود البريق

عندما امتلكت الدولٌ الكبرى القوة الاقتصادية والعسكرية سعت للهيمنة على العالم بنشر قيمها وثقافتها على أنها القيم الإنسانية المثلى، البداية كانت بنشر اللغة

ثقافة تنقذ حياة

عندما سقط كريستيان إريكسن لاعب الدنمارك، منذ أيام قليلة أثناء إحدى مباريات كرة القدم الأوروبية انخلعت قلوب المشاهدين والمتابعين، خاصة أن اللاعب سقط بدون