لم تبخل مصر يومًا بشىء ما فى سبيل القضية الفلسطينية.
منذ أن بدأت القضية الفلسطينية بالوعد المشئوم، وعد بلفور، وحتى كتابة هذه السطور قدمت مصر كل شيء.. دماء أبنائنا وأموالنا.. وفى كثير من الأحيان استقرارنا.. ولذا فلا يستطيع كائن ما كان على وجه الكرة الأرضية أن يزايد على الموقف المصرى فى أى فترة من الفترات منذ أن نشأت دولة الاحتلال الإسرائيلى فى خطواتها نحو اغتصاب وانتهاك الأراضى الفلسطينية.. وإذا كانت القضية الفلسطينية تراجعت فى الآونة الأخيرة وبفعل وكنتيجة لما أطلق عليه "الربيع العربي" وهو فى الحقيقة كان "الخراب العربي".
ومع اندلاع شرارة الأحداث من شجار بالأيدى فى حى الشيخ جراح بدعم ومساندة سلطات الاحتلال بهدف تهجير السكان الفلسطينيين لصالح المستوطنين الإسرائيليين... كعادة دولة الاحتلال الإسرائيلى وسياستها الاستطانية على حساب الأراضى الفلسطينية.. وكعادة الشعب الفلسطينى والذى أبى ويأبى التنازل عن حقوقه.. ولعل ما حدث كان فرصة لدفع القضية الفلسطينية إلى بؤرة الاهتمام العالمى مرة أخرى.
فإذا كانت جهود السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي قد نجحت فى وقف إطلاق النار فى غزة وفرضت القاهرة "الهدنة" فقد كان هذا وفق قواعد واضحة، وهو عودة الجهود الدولية من أجل الهدف الأكبر وهو تحقيق السلام العادل والشامل فى المنطقة.
وكشفت زيارة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى الأخيرة إلى باريس بالتزامن مع المفاوضات التى تمت لفرض الهدنة، التنسيق الكامل بين القاهرة ومختلف العواصم الكبرى "باريس" و"واشنطن"، ومكانة القاهرة فى إدارة مختلف الأزمات.
فزيارة باريس كانت لدعم الأشقاء فى السودان بالتزامن مع اتصالات مع جون بايدن الرئيس الأمريكى للوصول إلى هدنة فى فلسطين كشفت عودة الدور الريادى لمصر فى المنطقة شرقًا وغربًا وجنوبًا أى بمنتهى البساطة فى مختلف اتجاهات الأمن القومى المصري.
دور فاعل للقاهرة لا تستطيع القوى الدولية أن تتجاهله.. لتعود مصر إلى مكانتها الطبيعية "سند" و"عمود خيمة" المنطقة.
فمصر لم تتأخر بالأموال عن القضية الفلسطينية، فأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى تقديم دعم إلى غزة عبارة عن تخصيص 500 مليون دولار لإعادة إعمار قطاع غزة على أن تتم عمليات الإعمار بمواد خام مصرية ومن خلال الشركات المصرية.
ولم تبخل بالجهد فتوجه وفدان مصريان بتوجيهات الرئيس إلى الأراضى الفلسطينية لتثبيت وقف إطلاق النار وفتح منفذ "رفح" وعلاج المصابين الفلسطينيين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وفى نفس التوقيت "دبلوماسيا".. ففى كلمة مصر أمام الجلسة الطارئة للأمم المتحدة أكدت أنه لا سبيل لاستقرار الشرق الأوسط دون التعامل مع جذور المشكلات المتمثلة فى واقع الاحتلال وضرورة التوصل إلى حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية.
فكل الشكر للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى والذى كان له الدور الحقيقى مع مختلف أجهرة الدولة لعودة مصر والقاهرة "سند وعمود خيمة المنطقة"..
ولله الأمر من قبل ومن بعد..
حفظ الله مصر وحفظ شعبها وجيشها وقائدها..