Close ad

ضغوط متزايدة لعرقلة أوليمبياد بكين وطوكيو

24-5-2021 | 00:03

فيما تتأرجح فرص انطلاق أوليمبياد طوكيو هذا الصيف، بين التأجيل أو الإلغاء، بسبب المخاوف من تفشي كورونا، دخلت نظيرتها الشتوية، المقررة العام المقبل في الصين، حيز المناكفة بين واشنطن وبكين، بحجة ما يسمى بحقوق الإنسان.

فجأة وبلا أية مقدمات، اللهم إلا إذا كان الهدف هو استمرار واشنطن في محاولات تطويق واحتواء الصين، وجهت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، الدعوة إلى مقاطعة دبلوماسية لأوليمبياد بكين الشتوية 2022.

في جلسة استماع بالكونجرس يوم الثلاثاء الماضي، انتقدت بيلوسي ما أسمته بملف بكين لحقوق الإنسان بمنطقة شينجيانج الويغورية ذاتية الحكم، وفي أماكن أخري بالصين، وقالت: "لا يمكننا التظاهر بأن كل شيء على ما يرام بشأن تنظيم الألعاب الأوليمبية في بكين"، واقترحت أن يمتنع زعماء العالم عن حضورها.

في الوقت نفسه، اقترح نائب أمريكي آخر تأجيل أوليمبياد بكين أو تغيير مكانها.

الصين بدورها أعربت عن استيائها البالغ ومعارضتها الشديدة لدعوة بعض الأفراد في الولايات المتحدة إلى المقاطعة الدبلوماسية لأوليمبياد بكين الشتوية.

المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو لي جيان، قال إنه بناء على الأيديولوجية والتحيز السياسي، استخدمت قلة في الولايات المتحدة ما يسمى قضية حقوق الإنسان لتشويه الصين في محاولة للتدخل في شئونها، وإعاقة وتعطيل تجهيز وعقد أوليمبياد بكين الشتوية.

تابع تشاو قائلًا: "تصريحات بعض الأفراد الأمريكيين مليئة بالأكاذيب والمعلومات المغلوطة.. إنها مسرحية هزلية أمريكية ومصيرها الفشل".

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أن التجهيزات لأوليمبياد بكين الشتوية تحقق تقدمًا سلسًا، وتحظى بتقدير كبير من قبل اللجنة الأوليمبية الدولية، بحسب تشاو، حاثًا بعض السياسيين الأمريكيين على التوقف عن الخدع السياسية الدنيئة فيما يتعلق بالألعاب الأوليمبية والتوقف عن الوقوف في الجانب المعاكس للرياضيين ومشجعي الألعاب الأوليمبية الشتوية على مستوى العالم.

علي صعيد آخر، وفي موقف متناقض تمامًا مع اتجاهات الرأي العام المحلي الياباني، أكدت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، جين ساكي، التزام الولايات المتحدة المستمر بألعاب طوكيو الأوليمبية والبارالمبية المقرر أن تنطلق بعد شهرين، جاء ذلك في خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت لوسائل الإعلام الأجنبية يوم الأربعاء الماضي.

ذكرت ساكي إن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يواصل دعم جهود رئيس الوزراء الياباني، سوجا يوشيهيدي، لتنظيم ألعاب أوليمبية وبارالمبية آمنة هذا الصيف.

أضافت: "نحن نتفهم الاعتبارات الدقيقة التي تدرسها الحكومة اليابانية واللجنة الأوليمبية الدولية في أثناء التحضير لأوليمبياد طوكيو"، مشيرة إلى أن الحكومة اليابانية أكدت أن الصحة العامة مازالت تشكل الأولوية القصوى في تخطيطها للألعاب.

في مقالي الأسبوع الماضي، تطرقت إلى حملة توقيعات- عبر الإنترنت- في اليابان بلغ حجمها 350 ألفًا، تلتمس إلغاء أوليمبياد طوكيو، المقرر انطلاقها بعد شهرين.

فيما يلي رصد لعينة إضافية من اتجاهات الرأي العام الياباني المناهضة للدورة:

توصل مسح أجرته وكالة أنباء "رويترز" إلى أن ما يقرب من 70٪ من الشركات اليابانية تريد إما إلغاء أو تأجيل أوليمبياد طوكيو، مما يؤكد مخاوف من أن الألعاب ستزيد من الإصابات بفيروس كورونا في وقت يتعرض فيه النظام الطبي الياباني لضغوط شديدة.

أظهر استطلاع الشركات اليابانية، الذي تم إجراؤه في الفترة من 6 إلى 17 مايو الحالي، أن 37٪ من الشركات تؤيد الإلغاء، بينما تريد 32٪ التأجيل.

إذا تم إلغاء الألعاب، التي تم تأجيلها بالفعل لمدة عام، فإن ربع الشركات تتوقع خسائر اقتصادية كبيرة. لكن ما يقرب من 60٪ قالوا إن الخسائر الاقتصادية ستكون محدودة بينما قال 13٪ آخرون إنهم يتوقعون أن تكون الخسائر الاقتصادية صغيرة نسبيًا.

شمل الاستطلاع، الذي أجرته شركة "نيكي ريسيرش" لصالح رويترز، 480 شركة غير مالية كبيرة ومتوسطة الحجم، أجاب 230 منها على أسئلة تتعلق بالأوليمبياد.

بحسب بيانات رسمية، أنفقت اليابان 15.4 مليار دولار لتنظيم الألعاب الأوليمبية، على الرغم من أن هناك تقارير تشير إلى أن الرقم الحقيقي أعلى بكثير.

أصبح بعض المشرعين اليابانيين من الحزب الحاكم متشائمين بشأن إقامة دورة طوكيو للألعاب الأوليمبية والبارالمبية هذا الصيف كما هو مقرر، وسط أزمة فيروس كورونا الجديد التي تعصف باليابان والعالم.

رئيس الوزراء سوجا يوشيهيدي لا يزال مصرًا على إقامة الأوليمبياد هذا الصيف، وقال إنه من خلال اتخاذ الرياضيين والأشخاص المنخرطين في الألعاب إجراءات كاملة لمنع تفشي العدوى سيتمكنون من المشاركة في الفعاليات باطمئنان.

بالإضافة إلى ذلك، هناك معارضة واسعة النطاق لإقامة الألعاب هذا الصيف بين مواطني اليابان، الذين سئموا الحياة في ظل القيود المطولة لفيروس كورونا، وبدأت الآراء المتشائمة في الظهور من الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم وشريكه في الائتلاف حزب كوميتو، بعد إغلاق فترة عطلة الأسبوع الذهبي في وقت سابق من شهر مايو الحالي.

حتى الآن، حصل 3.7٪ فقط من سكان اليابان البالغ عددهم 126 مليونًا على جرعة واحدة على الأقل من لقاح كورونا، وهو أقل معدل بين الدول الغنية، وتتجلى المشكلة بشكل خاص في طوكيو، التي من المقرر أن تستضيف الألعاب ابتداءً من 23 يوليو المقبل، وغيرها من المراكز السكانية الكبيرة، حيث كان معدل العاملين الطبيين الملقحين بالكامل أقل من 30٪، وكان الانتشار البطيء للأطباء والممرضات من بين الشكاوى التي أشارت إليها المجموعات الطبية التي عارضت إقامة الألعاب في الوقت الذي تكافح فيه اليابان لاحتواء زيادة في الإصابات.

دعت جمعية الممارسين الطبيين في طوكيو، وتتألف من نحو 6 آلاف طبيب، إلى إلغاء الألعاب الأوليمبية، بسبب الزيادة الأخيرة في أعداد حالات كورونا باليابان.

ذكرت هيئة الإذاعة والتليفزيون اليابانية NHK أن معسكرات تدريب لفرق أجنبية استعدادًا لألعاب طوكيو الأولمبية والبارالمبية وكذلك فعاليات التبادل الثقافي المتعلقة بالألعاب، قد ألغيت في 54 بلدية بسبب جائحة فيروس كورونا.

وقد جاء طلب الإلغاء من الفرق المشاركة في أكثر من 80 بالمائة من الحالات.

وتقول سكرتارية مجلس الوزراء الياباني إن هناك إدارات محلية أخري تتشاور مع الفرق الأجنبية ولكن أيًا منها لم تتوصل حتى الآن إلى موعد رسمي لاستضافة معسكرات التدريب.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة