Close ad

السفير الصيني بالقاهرة يُشيد بدور مصر ويؤكد: « فلسطين قضية عذبت ضمير الإنسانية لأكثر من 70 عامًا»

19-5-2021 | 20:13
السفير الصيني بالقاهرة يُشيد بدور مصر ويؤكد « فلسطين قضية عذبت ضمير الإنسانية لأكثر من  عامًاالسفير الصيني بالقاهرة لياو ليتشيانج
محمود سعد دياب

ثمن السفير الصيني بالقاهرة لياو ليتشيانج، الدور المصري في الأحداث الأخيرة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدًا أن "مصر كدولة كبيرة ومؤثرة في العالم العربي والإسلامي، تلعب دائمًا دورا محوريا في دفع التسوية السياسية للقضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط والحفاظ على الحقوق والمصالح المشروعة للشعب الفلسطيني".

موضوعات مقترحة

وأكد السفير - في تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام"- أنه "في الآونة الأخيرة، اشتدت حدة الصراع بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وبادرت مصر إلى اتخاذ إجراءات عديدة لتهدئة الوضع وتعزيز السلام، حيث شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري في مختلف المناسبات على ضرورة وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، وأعلن الرئيس السيسي عن مبادرة لتخصيص 500 مليون دولار أمريكي لدعم إعادة إعمار قطاع غزة، كما فتحت مصر معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى فلسطين. وأضاف أن مصر لعبت أيضا دورا هاما في عقد الاجتماع الوزاري الطارئ لجامعة الدول العربية بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وصدور القرار عنه.

وقال إن الصين تقدر هذه المجهودات المصرية الكبيرة تقديرًا عاليًا، وتحرص على تعزيز التواصل والتعاون مع مصر من أجل دفع وقف إطلاق النار ومنع أعمال العنف ودعم دور أكثر فعالية للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها في هذا الصدد.

وأوضح السفير لياو ليتشيانج، أن "مصر والصين دولتان محبتان للسلام ومدافعتان عن العدالة الدولية، ولديهما توافق واسع حول ضرورة وقف إطلاق النار ومنع أعمال العنف واستئناف مفاوضات السلام بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي"، مضيفًا أن "الصين على استعداد للعمل مع مصر سويا على دفع المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات فعالة للحيلولة دون تدهور الوضع وتصعيده، وذلك من أجل حماية الحقوق والمصالح المشروعة للشعب الفلسطيني. ستواصل الصين التمسك بموقفها العادل في مجلس الأمن الدولي وغيره من المحافل الدولية ودعمها الثابت لمبادرة السلام العربية و"حل الدولتين" وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

ولفت إلى أنه "في يناير عام 2020، قام مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانج يي بزيارة إلى مصر، وأشار خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره المصري سامح شكري، إلى أنه ينبغي عدم تجاهل القضية الفلسطينية بشكل متكرر ولا يجوز أن تصبح القضية الفلسطينية ضحية لأية (صفقة)، خاصة أن هذه القضية قد استمرت وعذبت ضمير الإنسانية لأكثر من 70 عاما دون الوصول إلى حل شامل وعادل ودائم. وفي يوم 16 شهر مايو الجاري، ترأس مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي الجلسة المفتوحة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن الدولي بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتي شارك فيها وزير الخارجية المصري سامح شكري وألقى خلالها كلمة".

وأكد السفير الصيني أن "تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل مستمر مؤخرًا، جعل الوضع في غاية الخطورة والحرج، ولدى الصين ومصر وغيرهما من أعضاء المجتمع الدولي اهتمام شديد وقلق بالغ تجاه ذلك. قد دفعت الصين التي تتولى الآن الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي بعقد جلستين من المشاورات الطارئة حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في مجلس الأمن الدولي، وقامت بصياغة مشروع البيان الصحفي لرئيس مجلس الأمن الدولي في هذا الشأن. وفي يوم 16 شهر مايو الجاري، ترأس مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي الجلسة المفتوحة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن الدولي بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث طرحت المقترحات الصينية حول سبل تهدئة الوضع الراهن".

ولفت إلى تصريحات وزير الخارجية الصيني وانج يي التي أكد فيها أن "وقف إطلاق النار وأعمال العنف يمثل الأولوية القصوى في الوقت الراهن، وأن الصين تحثّ الأطراف المعنية خاصة إسرائيل على الالتزام بضبط النفس والوقف الفوري للأعمال العسكرية والعدائية، وأن المساعدات الإنسانية تمثل الحاجة الأكثر إلحاحا، ويجب على المجتمع الدولي تقديم المساعدات الإنسانية إلى فلسطين عبر الطرق المختلفة وبذل قصارى الجهد لتجنب حدوث كوارث إنسانية خطيرة، وأن الدعم الدولي يمثل الواجب المطلوب، وعلى مجلس الأمن الدولي اتخاذ خطوات فعالة لتخفيف توتر الوضع"، مشيرًا إلى أن "حل الدولتين" يمثل المخرج الأساسي، وتدعم الصين استئناف مفاوضات السلام بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في أسرع وقت ممكن لإيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية.

وبصفتها الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي، أكد أن "الصين ستواصل دفع مجلس الأمن الدولي لأداء المهام المنوطة به وتقديم المساهمات المطلوبة في تعزيز التسوية الشاملة والعادلة والدائمة للقضية الفلسطينية". ولفت إلى أن "وزيرا الخارجية الصيني والمصري شاركا في الجلسة المفتوحة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن الدولي 16 شهر مايو الجاري بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث دعت الغالبية العظمى من أعضاء المجلس إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وحماية المدنيين والالتزام بالتسوية السياسية، معتبرةً أنه على مجلس الأمن الدولي أن يتخذ موقفا موحدا لدفع عملية مفاوضات السلام بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي والعمل على تحقيق التعايش السلمي بينهما". وأن "ما يؤسفنا أن مجلس الأمن الدولي عجز عن إطلاق صوت موحد حتى الآن بسبب الاعتراض من دولة واحدة فقط. فقد سقطت الولايات المتحدة في عزلة غير مسبوقة في مجلس الأمن الدولي بسبب موقفها ضد ضمير وأخلاق الإنسانية. إن الصين دائما تصر على التمسك بالعدالة والأخلاق فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أما الولايات المتحدة فهي تهتم بمصالحها الخاصة فقط دون أي مراعاة للعدالة والإنصاف.

وشدد السفير الصيني بالقاهرة ، على أنه "في ظل سقوط عدد متزايد من الضحايا والجرحى من المدنيين الأبرياء، يجب على الولايات المتحدة تحمل مسؤوليتها المطلوبة وتبني موقف عادل والوقوف إلى جانب أغلبية الأعضاء في المجتمع الدولي لدعم الدور المطلوب لمجلس الأمن الدولي في تهدئة الوضع وإعادة بناء الثقة وإيجاد حل سياسي". وأن "القضية الفلسطينية ظلت جوهر قضايا الشرق الأوسط، ولن ينعم العالم بالأمن والأمان إلا بعد تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، ولا يمكن تحقيق السلام الدائم والأمن السائد في الشرق الأوسط بشكل حقيقي إلا بعد إيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية".

وأكد أنه "في ظل الوضع الراهن، يعتبر وقف إطلاق النار ومنع أعمال العنف الأولوية الأولى. لا تجلب القوة السلم والأمن، ولا تزرع أعمال العنف إلا بذور الكراهية. تدين الصين بشدة أعمال العنف بحق المدنيين، وتحثّ طرفي الصراع على الوقف الفوري للأعمال العسكرية والعدائية، ووقف الخطوات التي تفاقم الوضع، مثل الضربات الجوية والهجمات البرية وإطلاق الصواريخ وغيرها. ويجب على الجانب الإسرائيلي التحلي بضبط النفس على وجه الخصوص، والالتزام الجدي بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ووقف هدم منازل الفلسطينيين وطردهم، ووقف توسيع المستوطنات، ومنع أعمال العنف والتهديد والاستفزاز ضد المسلمين، واحترام الوضعية التاريخية للمقدسات الدينية في القدس. كما يجب على الجانب الفلسطيني عدم اتخاذ إجراءات قد تؤجج الوضع، وتجنب إلحاق الضرر بالمدنيين، والعمل سويا على تخفيف حدة توتر الوضع".

واعتبر السفير الصيني أن المخرج الأساسي للقضية الفلسطينية يكمن في"حل الدولتين"، وأنه "في السنوات الأخيرة، انحرفت عملية السلام في الشرق الأوسط عن مسارها الصحيح، ولم يتم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بشكل فعال، خاصة في ظل الانتهاكات المستمرة لحق فلسطين في إقامة دولة مستقلة وزيادة شدة معاناة الشعب الفلسطيني، وصلنا إلى الأزمة في يومنا هذا، الأمر الذي أثبت مرة أخرى على ضرورة إيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين". وأن "القضية الفلسطينية تبقى في أجندة الأمم المتحدة لمدة أكثر من 70 عاما، وأُصيبت الأجيال العديدة من الشعب الفلسطيني بالشيب في أيام الانتظار، لكنه لم تتم استعادة حقوقهم الوطنية المشروعة حتى الآن. قد تأخرت العدالة، لكنها لن تغيب إلى الأبد. يدعم الجانب الصيني استئناف مفاوضات السلام بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على أساس حل الدولتين في أسرع وقت ممكن، وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية في يوم مبكر، وتحقيق التعايش السلمي بشكل كامل بين فلسطين وإسرائيل وبين الأمتين العربية واليهودية وإحلال السلام الدائم في الشرق الأوسط".

وتابع حديثه قائلًا إن "الصين صديق مخلص للشعب الفلسطيني. ونهتم دائما بعملية السلام في الشرق الأوسط، ونتمسك دائما بالعدالة والأخلاق، وندعم دائما جميع الجهود التي تساهم في تهدئة الوضع. في ظل الوضع الراهن، تزداد الأهمية الواقعية للرؤية الصينية ذات النقاط الأربع حول تسوية القضية الفلسطينية التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينج في عام 2017 (مفادها دفع التسوية السياسية على أساس حل الدولتين، الالتزام بمفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، تعزيز تنسيق وتوحيد لجهود المجتمع الدولي في إحلال السلام، واتخاذ إجراءات متكاملة من أجل تعزيز السلام عن طريق التنمية).

وأضاف أن الجانب الصيني "يعطي الأولوية الأولى للتعامل مع الأوضاع المتوترة الراهنة في الشرق الأوسط منذ توليه للرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي، ودفع مجلس الأمن الدولي لمناقشة القضية الفلسطينية لمرات عديدة. سنواصل جهودنا الحثيثة للنصح بالسلام والحث على التفاوض، وحسن أداء مهامنا كرئيس دوري لمجلس الأمن الدولي. ونجدد دعوتنا للشخصيات المحبة للسلام من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لإجراء الحوار في الصين، كما نرحب بممثلي المفاوضات من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لإجراء مفاوضات مباشرة في الصين".

واختتم السفير أن "الغالبية العظمى من أعضاء مجلس الأمن الدولي كان لها صوت موحد بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الحالي، معتبرة أنه على المجلس اتخاذ موقفا موحدا لدفع عملية مفاوضات السلام بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي والعمل على تحقيق التعايش السلمي بينهما. ومما يؤسفنا أن مجلس الأمن الدولي يعجز عن إطلاق صوت موحد حتى الآن بسبب الاعتراض من دولة واحدة فقط". مضيفًا : "ندعو الولايات المتحدة إلى تحمل مسؤوليتها المطلوبة وتبني موقف عادل والوقوف إلى جانب أغلبية الأعضاء في المجتمع الدولي لدعم الدور المطلوب لمجلس الأمن الدولي في تهدئة الوضع وإعادة بناء الثقة وإيجاد حل سياسي".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: