Close ad

من صفحات التاريخ.. شهادة شيخ المؤرخين عن دمار قمولا وبحيرة الصعيد المسحورة | صور

11-5-2021 | 16:49
من صفحات التاريخ شهادة شيخ المؤرخين عن دمار قمولا وبحيرة الصعيد المسحورة | صورحكايات أرض الصعيد
قنا- محمود الدسوقي

لطالما كانت أرض الصعيد موردا لا ينضب من الحكايات التى جذبت المؤرخين إليها، فأقبلوا عليها حصرا وتدوينا حتى كتبوا منها أحمالا من الكتب.

موضوعات مقترحة

وتنشر "بوابة الأهرام" بعض حكايات شيخ المؤرخين المقريزي فى الصعيد، حيث اهتم عمدة المؤرخين، الذي رحل عن عالمنا فى 16 رمضان 845 هجرية بالصعيد، وغرائبه، وأساطيره ، ووقائع ما حدث فيه، بداية من آثاره العتيقة ، ومرورا بحوادث الطقس الغريبة التى أدت لتدمير عدة مدن وقري.

يروي شيخ المؤرخين فى كتابه "السلوك لمعرفة دول الملوك" الكثير من ظواهر الطقس التى كانت كارثية على الصعيد، مثل الرياح العنيفة، كما روى حكايات الأوبئة التى حلت به مثل "الطاعون الأسود"وغيرها من الحكايات التى لا تعد ولا تحصي.

عاش المؤرخ المقريزي جانبا من حياته في عصر المماليك البحرية، وجانبا آخر في عصر المماليك البرجية، واتسمت مؤلفاته التاريخية بالموضوعية والأمانة التاريخية في السرد والعرض كما يوضح المؤرخين ،وقام بتدوين قصة بركة "صائدة الطيور " في مدينة قفط بقنا في كتابه الشهير "المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار"، وهو نوع من الكتب الجغرافية التاريخية الإقليمية، كما أورد العجائب الغريبة فى الصعيد، مثل قصة "شجرة ابن عباس الباكية" فى معبد دندرة، وغيرها من الحكايات التى كانت ترتبط بالآثار أيضا .

أورد المقريزى فى حوادث عام 724هجرية ،أن الرياح الشديدة في الصعيد والسودان ،أدت لخراب قرية "قمولا" التى تتبع حاليا مركز نقادة بمحافظة قنا وسقوط 4 آلاف نخلة، كما أورد المقريزي في مؤلفه بأن السماء قد "أمطرت مطرًا غزيرًا كثيرًا فكان هذا مما يستغرب فإن السماء صيف"، مؤكدا أن الأخبار قد وصلت للقاهرة بإن "قوص" بالصعيد قد أحمرت فيها السماء بشهر رمضان ثم صارت سوداء وهطل المطر فجأة وهو أمر غير معهود في تلك البلاد.

كان المقريزى مثل المؤرخين العرب قبل تأسيس علم الآثار، ينظر لمدينة قفط بقنا بأنها هى الأساس الأول لبناء مصر، فالقلشندي في كتابه "صبح الأعلى" يؤكد بأن قفط ترجع لقفط بن قبطيم بن مصر بين بيصر بن حام بن نوح -عليه السلام- ،أحد ملوك مصر بعد الطوفان حيث خربت وبقيت آثارها، وعُمرت علي القرب منها مدينة صغيرة سُميت باسمها "قفط" إلا أن علم الآثار الحديث يؤكد أن قفط هى عاصمة الإقليم الخامس من أقاليم مصر العليا، حيث عُرفت في مصر القديمة باسم "جبيتو" أي طريق القوافل، وتحولت في القبطية إلي "كبت"، و"كبيتو"، ونشأت تلك المدينة في عصر الدولة القديمة؛ لوقوعها على طريق القوافل المؤدي إلي وادي الحمامات بالصحراء الشرقية.

يقول شيخ المؤرخين المقريزي أن الملك قفطريم بن قبطيم بن بيصر بن حام بن نوح -عليه السلام- أنشأها وجعلها تصيد كل طائر يطير فوقها، ويضيف المقريزي وهذه البركة "البحيرة" موجودة في قفط إلي الآن أي كانت تملك قوتها السحرية الفاعلة لشل حركة الطيور وما يطير فوقها حتي عصر المقريزي في القرن ال15 الميلادي الذي دون فيه مشاهداته

ويؤكد الباحث نور القفطي لــ"بوابة الأهرام " إنه لا وجود لبحيرة صائدة الطيور، إلا عند المقريزي الذي استرسل في ذكر بناء قفطريم لمدينته الوليدة قفط – حسب مايراه –، مؤكدا أن المقريزى يوضح أن الملك قفطرايم الذي بني مدينة قفط وبحيرة صائدة الطيور كان "علي باب مجلسه ديكا من الذهب علي قاعدة زجاج أخضر منشور الجناح، واصفا له ولنجله الذي تولي الحكم من بعده بأنه ملك جبار، وقد وضع أساس الأهرامات وبني مدينة دندرة، ومدينة الأصنام وجعل هلاك عاد بالريح في آخر أيامه "

في مساحة تبلغ حوالي 45 فدانًا ابتلعتها الكتلة السكنية من غابر الأزمنة السحيقة، أسس قفطرايم بنايات لمدينته بني معبدا وبحيرة ،وتم إطلاق مسمي "صائدة الطيور" عليها لما كانت عليه من قوة لشل أي حركة تطير فوقها وإسقاطه فيها حتي امتلكت الشيوع والانتشار في عقول عجائز الصعيد، الذي ارتحلوا عن عالمنا وتحولت عندهم إلي منطقة البلاعة، وككل شيء عجيب رُدمت البركة، وأقيمت عليها مدارس وسوق بينما تقبع خلفها المنطقة الأثرية، التى تعمل فيها البعثة الفرنسية والتى اكتشفت فى شهر مارس الماضي اكتشافات مهمة بها.

ويؤكد المؤرخون أن المنطقة التي تتواجد بها آثار قفط والتى رصدها المقريزى شهدت تدمير الرومان لها وهي تعلن العصيان أكثر من مرة مما أدي إلي خرابها.

ويوضح نور الدين القفطى أن المقريزى يؤكد أن والد قفطرايم المسمي بقبطيم أول من عمل العجائب في مصر، وملك مدة 80 سنة وحين مات اغتم لموته بنوه وأهله ودفنوه في الجانب الشرقي من النيل بسرب تحت الجبل الكبير ثم تولي بعده أبنه قفطرايم.

أما قصة الفتاة يعللها علماء الآثار مثل محرم كمال في كتابه "آثار حضارة الفراعنة في حياتنا" كما يؤكد نور علي الدين القفطي"، بأن قفط أي كبتوس القديمة، كانت مركزا لعبادة الثالوث المقدس الذي يتكون من الإله مين إله الخصوبة، والآلهة إيزيس والطفل حورس، فهذه الفتاة السوداء كما يصفها المقريزي لم تكن إلا الربة المصرية الشهيرة إيزيس، وهي تحمل طفلها حورس علي ذراعيها ، كما يؤكد نور الدين القفطى، وتناقلت الأجيال تلك القصة، ولم تصل لعصر المقريزي إلا مشوهة غامضة فنقلها كما هى.

وكانت البعثة الأثرية الفرنسية التابعة للمعهد الفرنسي للآثار الشرقيه برئاسة "لوار بنتالاتيشس" رئيسة البعثة الأثرية الفرنسية،أعلنت شهر مارس الماضي نجاحها في ترميم معبدي الإله "إيزيس" و الإله "مين".

وأوضح أيمن هندي مدير عام آثار قنا، فى تصريحات إعلامية سابقة أن البعثة الفرنسية انتهت من ترميم الماميزي "بيت الولادة" الخاص بالملك بطليموس الرابع، والتوصل لنتائج جديدة للحفائر بمحيط معبدي مين" و "ايزيس" و تركيب بعض الأعمدة المنهارة بعد ترميمها، علاوة على استكمال أعمال الرفع الهندسي للوحات الباب الروماني في الزاوية الجنوبيه الشرقية، مضيفا أنه يجري العمل الآن لاستكمال أعمال الحفائر بالماميزي الخاص ببطليموس الرابع، ورفع وتصوير ودراسة بعض النقوش بمعبد إيزيس بالقلعة شمالي مدينة قفط.


حكايات أرض الصعيد حكايات أرض الصعيد

حكايات أرض الصعيد حكايات أرض الصعيد

حكايات أرض الصعيد حكايات أرض الصعيد
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة