Close ad
10-5-2021 | 00:02
الأهرام التعاوني نقلاً عن

«إنما الأمم الأخلاق ما بقيت... فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا».. بيت شعر خالد لأمير الشعراء أحمد شوقى، كثير منا يعرفه بل ويردده وإنما القليل فقط هو من يعمل بهذه الأخلاق.

وبعد انتهاء شهر رمضان الكريم وحلول عيد الفطر المبارك- أعاده الله عليكم وعلينا بكل الخير واليمن والبركات- وما لمسناه من بعض من اللمسات الأخلاقية الحسنة والتى نرجو أن تستمر طوال العام وليس فقط فى شهر رمضان..

فنحن أحوج ما نكون اليوم إلى تدريس مادة الأخلاق فى المدارس بداية من الحضانة إلى الجامعات، وذلك حتى نبنى جيلا جديدا على الأخلاق الحسنة والتى نعانى أشد المعاناة هذه الأيام من سوء أخلاق البعض من ممارسات وأقوال خبيثة، ساعد فى انتشار سوء الأخلاق العديد من العوامل يكاد يكون أهمها انتشار وسائل التواصل الاجتماعى بشكل غير مسبوق فلا يكاد يكون هناك شاب أو طفل ليس بيده هاتف محمول وعلى تواصل بمواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، وساهم أيضا فى انتشار مساوئ الأخلاق انتشار موجات من الفن الرديء من أغانى مهرجانات بدون ضوابط أو روابط إلى أن تم وضع حد لها من قبل نقابة المهن الموسيقية والفنان هانى شاكر ورغم مجىء هذا الأمر متأخرا إلا أنه ساهم بشكل كبير فى وضع ضوابط لهذه الظاهرة، يبقى أن يتم وضع ضوابط أيضا على الأعمال الفينة التى تنشر قيم العنف والبلطجة والتى للأسف شاهدنا بعضها فى بعض المسلسلات الرمضانية، وليس معنى كلامى تشديد الرقابة، بل هو أن نضع كودًا أخلاقيًا "فنيا" تشرف على وضعه وعلى تنفيذه المؤسسات المختلفة سواء نقابة المهن التمثيلية أو المجلس الأعلى للإعلام، فأحد وظائف الفن والإعلام هو الارتقاء بالذوق العام (أخلاق).

نعم شاهدنا خلال شهر رمضان جرعة درامية وطنية رائعة قدمتها الشركة المتحدة أبرزها مسلسل (الاختيار 2)، (هجمة مرتدة)، (القاهرة - كابول) هذه الجرعة قدمت للمشاهد المصرى جرعة وطنية واشتبكت بجدية مع الكثير من الأفكار العفنة وفندتها، كما كشفت عن الكثير من الوقائع التى طالما ابتعدت الدراما المصرية عن الاشتباك فيها..

وهذا ما يدعونا إلى مطالبة (الشركة المتحدة) بجرعة درامية مماثلة تعالج العديد من القيم الأخلاقية التى أوشكت على الانهيار، نحن فى حاجة الى إعادة قراءة تاريخنا الحديث والمعاصر لشباب متشبث بأجهزة المحمول ووسائل التواصل الاجتماعى التى طالما حاولت التشكيك فى الكثير من الثوابت المصرية.

نعم نحن فى أمس الحاجة الى مادة للأخلاق بالفعل تبدأ من بداية دخول الطفل الى الدراسة نعيد فيها اسم وزارة التربية والتعليم فشق التربية لا يستقيم الا بالأخلاق.

ولنتأمل قول الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : «إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق»، وثناء الله تبارك وتعالى على نبيه أعظم الثناء بقوله: «وإنك لعلى خلق عظيم».

ونعلم جميعا أن الخلق الحسن من الممكن اكتسابه فعن النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم الذى لا ينطق عن الهوى، إمكانية تغير الطباع واكتساب الأخلاق الفاضلة، فيقول صلى الله عليه وسلم: «إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم». مما يعنى إمكانية تغيير الطبع والسلوك.

والعديد من الخبراء والشعراء أكد إمكانية اكتساب الخلق الحميد، شريطة وجود القدوة الحسنة، وأشاروا إلى أهمية عامل التربية والتأديب.

ونحن لدينا والحمد لله الرسل والأنبياء كافة قدوة حسنة فى الأخلاق، ومن حسن الطالع أن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى مثال حى على القدوة الأخلاقية الحسنة ففضلا عن عفة لسانه فهو رجل لا يمل ولا يكل فى نشر الفضائل الحسنة ونرى ذلك على مدار اليوم وفى جولات يوم الجمعة فى لقاءاته المباشر مع البسطاء من الناس..

فهل تستجيب وزارة التربية والتعليم وتجعل الأخلاق مادة يتعلمها أبناؤنا كما يتعلمون مختلف العلوم..

ولله الأمر من قبل ومن بعد..

حفظ الله مصر وحفظ شعبها وجيشها وقائدها.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: