Close ad

محاولة التعمق في فكر الإخوان المتأسلمين والمنضمين لهم

9-5-2021 | 14:03
الأهرام المسائي نقلاً عن

قديمًا كنت أسمع عن جماعة الإخوان، وحاولت التمعن فى فكرهم، سواء بالقراءة أو بالسماع عنهم، فبداية أرفض رفضًا تامًا أن يتم إلصاق اسم الإسلام والدين بهؤلاء، فهؤلاء جماعة إرهابية، مثلهم مثل داعش، بل هما وجهان لفكر واحد.

فالإرهاب نشأ وتولد من فكرة أدت إلى ولادة عدة أفكار! وهو موجود منذ قديم الزمان! منذ قتل قابيل هابيل! وليس بشيء جديد! وأساسه ناتج من فكرة سواء أكانت دينية أم محاربة فكر عقائدي! أم انتقام!

فإذا نظرنا للإرهاب المتواجد بجميع الدول سنجد مرجعه فكرة، فمنهم من يقاتل من أجل فكر عقائدى ودفاعًا عن الدين، ومنهم من يُقاتل نتيجة عدائه لدولة أخرى وكذلك تتعدد أسباب ودوافع الإرهاب! ثم تتحول تلك الفكرة إلى عقيدة وواجب الدفاع عنها ومحاربة كل من يخالف عقيدتهم! ولكن سيظل السؤال الأهم ما هى عقيدة هؤلاء الجماعة الإرهابية؟

عندما أسس البنا تلك الجماعة كان الهدف منها التمسك بالدين وأخلاقياته! ولكن ماذا قدم هؤلاء لتحقيق ذلك الهدف؟! فتاريخ هؤلاء قتل ودمار بل على النقيض تمامًا فهم أساءوا للدين والإسلام بأفعالهم، بل اتخذوا الدين وسيلة وستارًا لتنفيذ مآربهم واستغلال ضعاف النفوس وخاصة الأطفال والشباب لاستقطابهم لهم باسم الدين، فكل ما يعرفونه عن الدين هو آيات القتل وتحريفها وتفسيرها لتحقيق مصالحهم وإقناع بعض الشباب بتنفيذ العمليات الإرهابية، فلا أعلم أى دين يحث على القتل والتدمير؟ أى دين يحث على الاستعانة بالدول المُعادية ومواطنين من عدة دول لتدمير وطن وقتل أرواح مواطنين أبرياء؟!

ولكن السؤال الأهم الذى مازلت أبحث عن إجابة له كيف استطاع هؤلاء الجماعة الإرهابية إقناع البعض بالانضمام لهم وتنفيذ عمليات إرهابية؟

فنلاحظ الجُمل التى يستخدمها لهؤلاء لإقناع الشباب الذى يظن أنه يخدم الدين! كجملة أرى فيكم الصحابة والخلفاء الراشدين! ولكن ما أعلمه أن من شروط الداعى أن يُطبق ما يدعو به على نفسه قبل الناس، فلِم لا يسأل أى شاب قبل أن ينضم لتلك الجماعة أو يُقدم على تنفيذ عملية إرهابية لماذا لا يرى أى من هؤلاء القيادات يقوم بتنفيذ عملية إرهابية بنفسه ويلقى الشهادة ويقابل الحور العين كما يقنع الشباب بهذا؟ لِم لا يسأل أى شاب نفسه كيف لهؤلاء الجماعة فى الوقت الذى يقومون بتنفيذ عمليات إرهابية من أجل نصرة الدين والإسلام والجهاد فى سبيل الله يقومون بتدمير جوامع، وقتل أشخاص وهم يؤدون الصلاة؟

فالإرهاب كالحرب يُمارس ضد أشخاص أو دول لا تعرف بعضها البعض لتحقيق مصالح أشخاص ودول يعرفون بعضهم البعض ولا يقاتلون بعضهم البعض! ابتدعوا فكرة التقسيم هذا سني! شيعي! مسيحي! مُسلم! فيقاتل بعضهم البعض! والحقيقة غير ذلك فالإرهاب لا يُمارس ضد مسلم ولا ضد مسيحى ولا حتى سنى ولا شيعي! ولا المقصود تفجير مسجد أو كنيسة بل لتحقيق مصالح دول راح ضحيتها الأبرياء من هؤلاء سنى شيعى مسلم مسيحي!

ولكن سيظل الإرهاب الفكرى والنفسى أخطر من الإرهاب التقليدى الذى نسمع عنه ونراه من تفجيرات وعمليات قتل، ومحاربة ذلك النوع من الإرهاب ومحاربة تلك الجماعة بالفكر وتحصين الشباب المُغيب أيضًا بالفكر، والأسرة عليها عامل هام فى تحصين فكر الطفل وتوعيته بالمفاهيم الأساسية والحقيقة للدين بأن الدين يُسر وليس عُسرًا، الدين سلام وليس حرباً.

فشاهدت طفلة ذات الثمانية أعوام وعندما سألتها السؤال التقليدى الذى يتم توجيهه لأى طفل عايزة تطلعى إيه؟ كانت إجابتها دكتورة علشان أساعد ظباط الجيش والشرطة إللى الناس الوحشة بيقتلوهم، وأكملت حديثها أصل ماما قالتلى إن الناس الوحشة دى بتقتل الظباط وأنا مش عايزاهم يموتوا علشان كدة عايزة أطلع دكتورة أعالجهم علشان هما إللى بيخلونا نعيش بأمان.

جملة جعلتنى أرفع القبعة لمن ربتها على هذا الفكر، فهذه الطفلة مُحال أن يستطيع أى شخص أن يستقطبها، فعقب مشاهدتنا لمسلسل الاختيار الذى أوضح للجميع حقيقة ما يدور فى الوطن وكيف لرجال الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية يبذلون قصارى جهدهم فى النيل من كل من يعكر صفو أمن الوطن.

يتبقى لنا الأهم وهو دور كل فرد أيا كان موقعه فى الحفاظ على أمن الوطن ولو كان بالتوعية، بداية من الأسر المصرية والتركيز مع الأطفال وتحصين فكرهم وتوعيتهم حتى لا يقعوا فى المستقبل فى يد هؤلاء الجماعة وأمثالهم من الجماعات الإرهابية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: