لم يتوقع الكثيرون بمختلف أنحاء العالم استمرار فيروس كورونا وتغير أعراضه وزيادة انتشاره بالعالم، بل وأصيب به بعض من "استهانوا" به ومنهم الرئيس الأمريكي السابق ترامب ورئيس الوزراء البريطاني والرئيس البرازيلي ونقدم بالأسطر التالية "مهارات" استخدام الخوف من كورونا للوقاية منه قبل وبعد أخذ اللقاح، ثم التعامل الأفضل مع مريض الكورونا وأخيرًا عند - لا قدر الله - الإصابة بكورونا وبعد التعافي.
بعض من الخوف "نعمة" نوصي بحسن استخدامها وشكر الرحمن عليها، فما زال فيروس كورونا "يعربد" بالعالم ولا يعلم أحد موعد نهايته ومن أخطاره سرعة العدوى منه وظهور أعراض جديدة بكل موجة من موجاته، ولم يعد مقبولا الاستهانة به أو التعامل معه وكأنه إصابة بالبرد ولا يعني ذلك المبالغة بالخوف ويربك الإنسان ويضعف مناعته النفسية فيؤثر بالسلب على مناعة الجسد، فالاعتدال مطلوب دومًا.. يدفع الخوف "الذكي" من كورونا للالتزام بدقة وبلا هلع بالتعليمات وأهمها منع التواجد بالأماكن المزدحمة - ما استطعنا - والبقاء على مسافات لا تقل عن متر مع ارتداء الكمامة وتغطية الأنف والفم جيدًا وعدم لمس الوجه أو العينين وغسل اليدين جيدًا واستخدام الكحول لغسلهما وتجنب لمس الأسطح ومنع التصافح أو تبادل القبلات نهائيًا..
المؤكد أن فيروس كورونا لن يختفي أثناء المناسبات السعيدة أو الحزينة ولا مبرر لتبادل الأحضان عندئذ سوى "إيذاء" النفس وإلحاق الضرر بالآخرين ونشر كورونا، وهو ما حدث بدول العالم وآخرها بالهند حيث تفشى كورونا وتوحش إثر احتفالات شعبية.
يتهاون البعض من الوقاية من كورونا "خوفًا" من السخرية، أو لأن صحته جيدة وغير مصاب بأمراض مزمنة أو بسن الشباب، وثبت أن كورونا يستهدف "الجميع".
وأصيبت مؤخرًا عائلات بأكملها بكورونا، ويستوجب مضاعفة الخوف الإيجابي عند مخالطة مريض الكورونا ووضع مسافات جيدة عند التعامل معه عند عزله بالمنزل والتنبه أن الفيروس "سيستغل" أي فرصة للانتقال لمن يخالطون المريض، ومن مصلحة الجميع تقليل عدد الإصابات واتباع تعليمات العزل داخل المنزل بدقة متناهية.
يظن البعض أن حصوله على التطعيم ضد كورونا كاف "للنجاة" من الإصابة به وهذا وهم، فلم يثبت ذلك كما أن الفيروس يتغير، ولا نقلل من أهمية التطعيم، ولابد من الحصول عليه، فإن لم يقدم الحماية الكافية ضد الإصابة بكورونا فسيقلل من حدته وهذا مكسب يجب الفوز به، ولزيادة فرص النجاة بعد التطعيم فلنحرص على اتباع تعليمات عدم الاختلاط بعده وهو ما يجب فعله أيضًا لمن أصيب بكورونا فمع الأسف فقد تعرض البعض للإصابة به أكثر من مرة، ولم يكتسب مناعة ضد تكرار الإصابة كما يظن الكثيرون، وننبه بأن الخوف المطلوب هو الذي "يزرع" الحذر ويجدد الالتزام بالتعليمات وليس بالذي ينشر الذعر في قلب وعقل صاحبه أو يجعله يقوم بنشره بالواقع أوعبر وسائل التواصل؛ فكل مبالغة تؤدي لنتائج ضارة..
من حق ومن واجب المصاب بكورونا أو بأي مرض الخوف على نفسه؛ فالخوف من المضاعفات مطلوب للالتزام بتعليمات الطبيب بدقة ومنها اليقين بالشفاء بمشيئة الرحمن ثم تناول العلاج بانتظام مع الحرص على الغذاء الصحي والراحة والنوم الجيد وتجنب متابعة الأخبار السيئة الخاصة بكورونا ومنع التفكير بالأسوأ "إلا" للأخذ بالمزيد من الاحتياطات لتجنب وقوعه..
لنتذكر جميعًا أن إنكار الخوف مجهد نفسيًا وصحيًا أكثر من الاعتراف به؛ فالإنكار يجعله يكبر وربما "يتوحش" بعيدًا عن سيطرتنا كما "يحرمنا" من الفوز بكل ما يقلل من نسبة التعرض للإصابة، بينما الاعتراف به "والتصالح" مع الخوف وأنه ليس ضعفًا أو نقصًا في الإيمان أو لتناقص حسن الظن بالرحمن بأي حال من الأحوال "متى" كان وسيلة للأخذ بالأسباب لحماية النفس ولإبعاد الأذى عن الآخرين، فكما قيل من حق – ترك الأخذ بالأسباب معصية والتوكل عليها شرك، فلنقم بأساليب الحماية، ثم نتوكل على الرحمن "بصدق" وفي عقولنا وقلوبنا النصيحة النبوية الشريفة "أعقلها وتوكلها"..
فنتوكل على الرحمن فوحده الشافي وليس على الإجراءات التي اتبعناها بدقة..
ولنتذكر أن الخوف قليله مطلوب ويسمى الحذر وكثيره مهلك ونتوقف عن نشر خطيئة الاستهانة بكورونا..
وليهتم من أصيب به بمتابعة الطبيب بعد الشفاء وزوال كل الأعراض وألا يتسرع بالعودة لنشاطه المعتاد بعد الشفاء ويتدرج في ذلك ويمنع القسوة على الجسد الذي يحتاج لفترة نقاهة جيدة صحية ونفسية، مع أهمية الاهتمام بالتغذية الصحية وبممارسة أي نوع من الرياضة وأبسطها المشي لتحسين الحالة النفسية والجسدية مع إجراء التحاليل والإشعة المطلوبة بعد أشهر للتأكد من الخلو من أية "توابع" لفيروس كورونا بعد تمام التعافي، وهذا ليس مبالغة بالخوف؛ ولكنه الخوف "المطلوب" لمنع أية مضاعفات سيئة لا قدر الله فما زال كورونا مرضًا جديدًا ومن "الحكمة" إغلاق كل الأبواب للحد من خطر الإصابة به ومن إجهاض أية احتمالات لمضاعفاته ولو بعد حين، مع أهمية الإلحاح بالدعاء للنفس ولكل البشرية بسرعة الخلاص من هذا الوباء، ومن النجاة للجميع والشفاء لكل المرضى وللطمأنينة والفرح، وتمام العافية لكل البشر.