Close ad

بكين أكدت أنها "بيت مشترك" للبشرية جمعاء.. هل ستكون المحطة الصينية الوحيدة بالفضاء بعد أعوام؟

3-5-2021 | 23:09
بكين أكدت أنها بيت مشترك للبشرية جمعاء هل ستكون المحطة الصينية الوحيدة بالفضاء بعد أعوام؟إطلاق المكون الأساسي لمحطة الفضاء الصينية من هاينان جنوب الصين
محمود سعد دياب

لم يكن مساء يوم الخميس الماضي الموافق 29 إبريل يومًا عاديا في الصين، فقد أرسلت إدارة الفضاء الصينية بنجاح الوحدة الأساسية «تيانخه» لمحطتها الفضائية إلى المدار المحدد باستخدام صاروخ «لونغ مارتش - 5 بي واي 2»، الأمر الذي يرمز إلى بدء تجهيز المحطة الفضائية الصينية وبنائها في المدار الفضائي بصورة شاملة.

موضوعات مقترحة

لكن هل تعلم أن تلك المحطة قد تكون الوحيدة بالفضاء الخارجي بعدما تخرج المحطة الدولية الموجودة حاليًا من الخدمة بين سنوات 2024 و2028 وفقًا لخبراء، وقد أكدت بكين أنها مستعدة للتعاون الدولي والانفتاح مع باقي الدول بما يعني أن تحل محل المحطة الدولية القائمة منذ أكثر من عشرين سنة.

في عام 1998، أطلقت محطة الفضاء الدولية أول وحدة لها، وتم البدء في تشييد محطة الفضاء الصينية بعد أكثر من 20 عامًا من ذلك التاريخ أي عام 2018، وكانت الخطوة التي تمت الخميس الماضي أهم خطوات بكين لبناء المحطة الفضائية الدائمة، الأمر الذي يتمتع بمغزى مهم للعالم أيضا بأن تكون للبشرية جمعاء وفقًا لقناة «CGTN العربية» الصينية.

وتؤكد القناة الصينية في تقرير لها، أن المحطة ستكون الأولى من نوعها في التاريخ التي تفتح أبوابها وخدماتها لجميع الدول الأعضاء بمنظمة الأمم المتحدة، وأنها ليست فقط موجهة للعالم كله، ولكنها أيضًا شاملة للغاية، ويضم شركاءها من الحكومات والمنظمات الدولية والكيانات الخاصة والمؤسسات البحثية بشكل تعاوني متنوعا ومرنا للغاية، مضيفة أنه في الوقت الحاضر، تم الانتهاء من اختيار الدفعة الأولى من تجارب علوم الفضاء التي أجرتها الصين والأمم المتحدة بشأن تطبيق محطة الفضاء الصينية وتم اختيار 9 مشروعات من 17 دولة و23 كيانًا.

جدير بالذكر، أن التعاون في محطة الفضاء الصينية يلبي احتياجات البلدان النامية التي تفتقر إلى التكنولوجيا والأموال بشكل كامل، ويوفر لها فرصًا لدخول الفضاء وإجراء تجارب مختلفة، لتصبح "بيتا للبلدان النامية" وفقًا لمسئولين حكوميين، بما سيساعد العالم بشكل فعال على سد فجوة التطور التكنولوجي والسماح لجميع البلدان بالمشاركة على قدم المساواة في التنمية السلمية للفضاء واستخدامه.

في عام 1967، بدأ تنفيذ "معاهدة الفضاء الخارجي" رسميًا، والتي تؤكد أن استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي هو قضية مشتركة للبشرية جمعاء وينبغي أن يكون الأمر مفيدا لجميع الدول، وأكدت الحكومة الصينية أن انفتاح الصين على التعاون في محطتها الفضائية ممارسة حية لمبادئ هذه المعاهدة الدولية ومفهوم بناء "مجتمع مصير مشترك للبشرية"، مضيفة أنه في المستقبل، سيكون للعالم منصة جديدة مفتوحة للتعاون الدولي في مجال الفضاء، والتي ستصبح حقًا "بيتاً مشتركاً" للبشرية جمعاء في الفضاء الخارجي.

والوحدة الأساسية «تيانخه» تعني "التناغم السماوي" باللغة الصينية، وهو ما يدلل على تعلق الصينيين بشكل أساسي بثقافاتهم القديمة، وإيمانهم بأن الحاكم على الأرض سواء كان إمبراطورا أو ملكا أو حتى رئيس بعد تأسيس الجمهورية الجديدة عام 1949، ما هو إلا ظل للحاكم السماوي، ومنفذًا لتعليماته بإرساء مبادئ العدل والمساواة بين أفراد الشعب والتزامه بتوفير سبل الحياة الكريمة لهم والدفاع عنهم ضد الأعداء.

ومن المقرر أن تستمر عملية تجميع محطة الفضاء الصينية أكثر من عام وتجري نحو عشر مهمات متتالية بينها أربع رحلات مأهولة، ويفترض أن تصبح المحطة قابلة للتشغيل في 2022. وستتحرك المحطة الفضائية الصينية «سي إس إس» في مدار منخفض للأرض على ارتفاع يتراوح بين 340 و450 كلم وفقًل لوكالة فرانس برس، وستكون شبيهة بالمحطة الروسية السابقة "مير" التي عملت بين 1986 و2001، وقد حددت مدة تشغيلها بما بين عشر سنوات و15 سنة. والوحدة الأساسية «تيانخه» ستكون الجزء المركزي من الحيطة الصينية يبلغ طولها 16.6 متر وعرضها 4.2 أمتار، وستضم رواد الفضاء خلال إقامتهم ومركز التحكم بالمحطة. وستتعايش المحطة الصينية في المدار حول الأرض مع محطة الفضاء الدولية والتي يفترض أن تستمر في العمل لسنوات أخرى.

وقد أرسلت هذه الدولة الآسيوية العملاقة أول رائد إلى الفضاء في 2003، كما أنزلت مركبة «تشانغ آه» على الجانب البعيد من القمر في 2019 في سابقة هي الأولى بالعالم، وجلبت العام الماضي عينات من سطح القمر، وتخطط حاليًا لإنزال روبوت صغير بعجلات على المريخ في مايو الجاري، وأعلنت وكالة الفضاء الصينية الشهر الماضي أنها تريد بناء قاعدة على القمر مع روسيا.

في تصريحات نشرتها جريدة الشعب الصينية، قال "وانغ وي"، مدير مكتب البحوث العامة لمحطة الفضاء بإدارة التصميم العام بالأكاديمية الخامسة لمؤسسة علوم وتكنولوجيا الفضاء الصينية، إن هدف الصين من بناء محطة فضاء هو تحقيق الإقامة المستمرة وطويلة الأمد للصينيين في الفضاء، وأن المحطة تتميز بكونها بسيطة نسبيًا على مستوى المظهر والتركيبة والمقاييس.

وأضاف أنها محطة حديثة العهد، يمكنها استخدام بعض التقنيات الجديدة بشكل أفضل، خاصة بعض التقنيات الجديدة في المعلومات وشبكات الاتصال التي تتطور بشكل سريع، بما في ذلك بعض التقنيات الجديدة في الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن المحطة تترك لنا مساحة كبيرة للخيال، ويمكن الاستمرار في توسيع أجزاء المقصورة بناء على الأساس الحالي، وأن الصين اختارت محطة فضائية ذات نطاق معتدل وتعلمت دروس كثيرة من تجربة تطوير محطة الفضاء الدولية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة