لحظة حُبست فيها الأنفاس، وتعلقت الأبصار أمام شاشات التليفزيون تتابع ارتفاع العلم حتى وصل لقمة السارية يرفرف ويعلن للعالم كله "سيناء أرض مصرية" لترتفع التكبيرات والصحيات والزغاريد في أنحاء الجمهورية معلنة عن سعادتها، يوم يعد من أعظم الأيام التي مرت على مصر، إعلان السيادة المصرية وخروج آخر جندي إسرائيلي وهو مشهد فى سلسله طويلة من الصراع المصرى الإسرائيلى الذي انتهى باستعادة الأراضي المصرية كاملة وانتصار للقوات العسكرية والسياسية المصرية.
بدأت معركة تحرير سيناء بعد أيام قليلة من هزيمة ١٩٦٧م، حيث خاضت قواتنا معارك شرسة خلال حرب الاستنزاف حتى تختمها لمعركة الكرامة في حرب أكتوبر، ليأتي دور السياسة المصرية في مرحلة المفاوضات حتى وقعت اتفاقية كامب ديفيد (معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية) فى١٩٧٩م، واتفق فيها على انسحاب إسرائيل وفق جدول زمني للانسحاب من سيناء، وتحقق الانسحاب الكامل يوم ٢٥ أبريل عام ١٩٨٢م بتسليم آخر موقع على حدود مصر الشرقية بمدينة رفح شمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء ورفع العلم المصرى عليهما بعد احتلال دام ١٥ عاما، واُعلن هذا اليوم عيدا قومياً.
نشرت جريدة الأهرام تفاصيل التسليم بدءا من يوم ٢٢ أبريل ١٩٨٢م بالعدد رقم "٣٤٨٢٩" وتصدر المانشيت:
(علم مصر فوق كل سيناء صباح الأحد.. إسرائيل تستكمل سحب قواتها والمدنيين من بقية سيناء فى الموعد المحدد)
(الرئيس يبحث مع مستشاريه السياسيين آخر تطورات الموقف فى المنطقة)
مجلس الوزراء يعلن: التزام مصر وإسرائيل بتنفيذ المعاهدة خطوة هامة لاستكمال مسيرة السلام
عدد الأهرام فى ذكرى تحرير سيناء
ترتفع أعلام مصر فوق كل سيناء ظهر يوم الأحد ٢٥ أبريل عندما تستكمل إسرائيل انسحاب قواتها والمدنيين من الجزء الباقى من سيناء، وبذلك يتم تنفيذ وتطبيق اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية التى وقعت فى ٢٦ مارس ١٩٧٩م، وتستعيد مصر سيادتها الكاملة على كل أراضيها اعتبارا من ظهر يوم ٢٦ أبريل عام١٩٨٢م.
وفى نفس العدد من الأهرام تُعلن أن مصر تسلمت ميناء شرم الشيخ و٤ فنارات بالعقبة، ٤٨ ساعة وتصبح سيناء كلها مصرية مائة في المائة.
وتستمر التغطية لحظة بلحظة ففى يوم ٢٤ أبريل١٩٨٢م تُعلن الأهرام على صفحاتها الأولى:
احتفال مهيب فى ساحة الشهداء لحظة رفع علم مصر فوق كل سيناء.
الرئيس يضع أكاليل الزهور ظهر غد على نصب الجندي المجهول وقبر الرئيس الراحل أنور السادات .
فرق العمل المصرية تسلمت جميع المنشآت
مع الساعات الأولى من صباح اليوم تكون اللجان المصرية قد تسلمت بالفعل كل المواقع والمنشآت فى شمال سيناء
عدد الأهرام فى ذكرى تحرير سيناء
بداية من مستعمرة ( نيعوت سيناى) التى لا تبعد عن منفذ العريش شمالا أكثر من كيلو مترين ومرورا بالمنشآت والمستوطنات التي تقع على طول الطريق من العريش حتى رفح آخر حدود مصر الدولية بطول ٥٠ كيلو متر" .
بالأمس دخلت رفح آخر القوافل المصرية، وكانت أول "تحقيقات الأهرام" أول من دخل رفح المصرية، تحقيقات الأهرام تشهد الساعات الأخيرة للانسحاب الإسرائيلي من سيناء
وعلى طول الطريق من العريش حتى رفح خرجت جموع البدو المتناثرين فى الشيخ زويد وهم يهللون الله اكبر ،عاشت مصر "
رصدت الأهرام لحظة الانتصار فى يوم ٢٥ أبريل ١٩٨٢م.
يوم انتصار إرادة السلام.. الرئيس يضع أكاليل الزهور تخليدا للشهداء الذين ناضلوا من أجل لحظة الانتصار
رفع علم مصر فى رفح وشرم الشيخ وانزل علم إسرائيل لحظة الغروب أمس
عروض عسكرية فى القاهرة والمحافظات اليوم ٢٥ أبريل، تحتفل مصر شعبا وحكومة بانتصار إرادة السلام عندما يرتفع أعلامها فى الواحدة والنصف بعد الظهر على رفع وشرم الشيخ وعلى كل سيناء التى استردتها مصر وتستعد بها ممارسة سيادتها الكاملة.
علم مصر يرتفع فوق معسكرات قوة حفظ السلام وإنزال علم إسرائيل من فوق جميع المنشآت
واستطاعت "تحقيقات الأهرام" أن تدخل شرم الشيخ قبل الانسحاب وترصد ساعة بساعة اللحظات الأخيرة للرحيل الإسرائيليين وتابعت دخول قوافل الإدارة المدنية المصرية لتسلم المنشآت والفنادق والقرى السياحية
وقد رفضت السلطات الإسرائيلية دخول الصحفيين إلا أن (بعثة الأهرام) سجلت طوال اليومين الماضيين رحيل الإسرائيليين ودخول الإدارة المدنية مع قوات الشرطة المصرية.
وأجرت الأهرام حوارات مع الجنود الإسرائيليين "جوزيف ياقوت يهودى عراقى ٢٨ سنة" الذى قال:"اننى وبعض زملائي أصبنا بخيبة أمل على الرغم من سعادتنا لإقرار السلام ولن يعوضنا أى مكان على جنة سيناء، ولكن من أجل السلام نضحى كما نضحى من أجل الحرب، وإذا كنتم تعودون اليوم إلى شرم الشيخ فهى ليست منطقة سياحية جميلة فحسب بل أيضا مفتاح الطريق إلى إسرائيل".
وتواصل الأهرام : "واليوم ...وبعد الساعة الثانية عشرة ظهرا ...ستعود السيادة المصرية كاملة إلى مناطق جنوب سيناء فى شرم الشيخ ودهب ونويبع، حيث ستتولى الإدارة المدنية المصرية تشغيل مرافق الخدمات والمنشآت السياحية".
ونشرت الأأهرام فى اليوم التالى ٢٦ أبريل كلمة الرئيس الراحل محمد حسني مبارك في الاحتفالية
مبارك: اليوم بداية السلام.. الرئيس فى كلمته إلى شعب مصر: تحديات السلام لا تقل ضراوة عن تحديات الحرب كنتم عظماء فى رفض الهزيمة ...أشداء فى الحرب والسلام.
عدد الأهرام فى ذكرى تحرير سيناء