قبل أن تشيع في عالمنا الهواتف المحمولة، وصفحات السوشيال ميديا التي تقدم صورة حية وبثًا مباشرًا للحوادث حين وقوعها، وفي ذلك الزمن البعيد منا بما يقارب المائة عام، حدثت واقعة قطار بنها التي وصفت بالفاجعة، في سجلات السكة الحديد المصرية فقط.
وأضافت مجلة "السكة الحديد" فى عام 1940م، والتي تنقل "بوابة الأهرام" منها حادث بنها المجهول، أنها ستفرد مكانًا في مجلتها عن حوادث السكك الحديدية، مؤكدة أن مؤلفات إنجليزية صدرت من قبل تحوي الوقائع التاريخية الكبري فى حوادث السكك الحديدية، بل قامت بنشر الحوادث الكبري فى تاريخ القطارات المصرية باقتضاب، ومنها حادث قطار بنها الذي كان مزدحمًا بالركاب آنذاك.
ويؤكد المؤرخون أن اليوم الأول من شهر سبتمبر من عام 1851م شهد الشروع فى إنشاء أول خط حديدى فى مصر فى عهد عباس الأول، وفى غضون 3 سنوات تم افتتاح الجزء الأول من الخط بين الإسكندرية وكفر العيس، وهي بلدة مواجهة لكفر الزيات، ثم تم مد الخطوط من القاهرة إلى طنطا، وفى عام 1856م تم سير أول قاطرة، لتكون بذلك أقدم قاطرة تسير فى ضفاف بلاد النيل، وقد صنعتها شركة ستيفنسن البريطانية التى صنعت قاطرات بريطانيا.
وأورد تقرير عبدالعليم سعد، السكرتير المساعد للسكة الحديد أربعينيات القرن الماضي، قصة قطار بنها رقم 16، مؤكدا أنه كان من أبشع الحوادث، والتى حدثت فى أيام عيد الأضحى المبارك، الذي كان يوافق آنذاك 29 يناير عام 1931م، حيث كان القطار مزدحما للغاية، واشتعلت النيران به فجأة، وامتدت لثلاث عربات دفعة واحدة، وهو يسير بالركاب لتحترق العربات الثلاث كاملة.
لم يورد التقرير عدد الضحايا، إلا أنه تم وصفه بـ"الفاجعة"، كذلك لم يورد مجهودات الحكومة فى التخفيف عن آلام المصابين والضحايا، إلا أن التقرير يؤكد أن الحادث مجهول السبب، بل لم توجه أى اتهامات للموظفين فى الحادث.
وأكد عبد العليم سعد، أن للقطار مآسيه وفواجعه مثلما للقطار بطولاته، مضيفا أن مثل هذه الحوادث ليست حكرًا على مصر وحدها، ففى أوروبا وأمريكا تقع الحوادث بشكل متكرر، وهى حوادث تزلزل فيها القلوب وتشيب من هولها الولدان.
ويؤكد المؤرخون، أن أول حادث فى السكة الحديد المصرية هو غرق قطار كفر الزيات، والذي تسبب في تغيير وراثة العرش في مصر إبان عهد سعيد باشا، حين كان يستقله أحمد رفعت باشا "وريث العرش" آنذاك، وأدي لموته وموت من معه، ويؤكد التقرير الذي أورد أبشع حادثة قطار فى بنها، تاريخ السكة الحديد المصرية وإنشاء خط سكة حديد بين القاهرة والإسكندرية، حيث إن قطار القاهرة- الإسكندرية القاهرة كان يقطع المسافة فى وقت إنشائه فى مدة 7 ساعات حتى تقلصت المسافة لـ3 ساعات.
وأضاف التقرير، أن القطار هو السجل الجامع لنهضة مصر من جميع جوانبها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، حيث أنشد الشعراء له العديد من القصائد مثل حافظ إبراهيم وغيرهم، وتم وضع الكثير من القصص الأدبية والروايات والمسرحيات عن عالم القطار.
حادث قطار بنها عام 1931 حادث قطار بنها عام 1931 حادث قطار بنها عام 1931