خطوة خطوة نحو الطريق الصحيح في موسم الدراما الأول من حيث المتابعة والأرباح الإعلانية، ففي الموسم الحالي ظهرت لأول مرة ثلاث مسلسلات وطنية من الطراز الرفيع "الاختيار٢، القاهرة كابول، هجمة مرتدة"، تم التحضير لها جيدًا قبل أن تظهر علي الشاشة، وخصوصًا أنها تلامس واقع الأحداث التي جميعنا كان شاهدًا عليها.
ومن يشاهد الأعمال الثلاثة يستطيع أن يربط أحداثها ويعرف أبطال الظل بعدما عرف أبطال الواقع المعاش.
في "الأختيار ٢" عرفنا الأبطال الذين أوقفوا مخططات الجماعة الأرهابية، وذلك في الفترة من ٢٠١١ وحتى الآن، وفِي "القاهرة كابول" تم إلقاء الضوء على الأساليب والطرق التي تلجأ إليها المنظمات الإرهابية لتنفيذ أهدافها الخرافية بتمويل من الدول المعادية للأمة المصرية، وذلك منذ زمن بعيد، ويظهر ذلك بكل وضوح في "هجمة مرتدة"، الذي يكشف طبيعة المؤامرة على مصر في الفترة السابقة لـ٢٥ يناير ٢٠١١.
والإشادة بالمتحدة للخدمات الإعلامية وسينرجي صاحبة الإنتاج المتنوع موصول بقرارات وأفعال استطاع المشاهد العادي قبل الفاعل والمشارك أن يتلمس نتائجها، فعلى المستوى العام كان القرار بضرورة التركيز على إنتاج مسلسلات بتيمات مختلفة محددة بعدد ١٥ حلقة، وبذلك اختفى التطويل في الحوار والسيناريو و"توهان" الكاميرا في تفاصيل الديكور واللوكيشن والتي تظهر الأخطاء بصفة مستمرة، كما أنها بهذا القرار منحت الكثير من فرص العمل للعديد من صناع الدراما من النجم إلى العامل المساعد.
وقد ظهر بالجزء الأول من الشهر الكريم ٢٥ عملًا، ولكن النجاح الكاسح كان في الأعمال الوطنية بشكل ظاهر من نسب المشاهدة، ولكن توغلت المادة الإعلانية بشكل فج لتمنع تواصل الأحداث بشكل طبيعي لدي المشاهدين، وهنا تحدث البعض أنه لا شيء مجاني كما في مباريات كرة القدم المشفرة، وأيضًا المسلسلات دون مادة إعلانية متوافرة، ولكن على المنصات الإلكترونية التي تتطلب اشتراك إنترنت بسرعات كبيرة، بالإضافة إلى اشتراك آخر يتجدد شهريًا مع المنصة المطلوبة.
وحتى لا يفقد العمل الوطني هدفه وأسلوبه في إظهار الحقائق والوصول لجميع أفراد الأسرة المصرية، يحب أن يكون هناك أكثر من فكرة قابلة للتطبيق.
والفكرة الواضحة أمام الجميع تتمثل في أن تدخل المادة الإعلانية داخل العمل ولكن باحترافية ولا تكون مثلما حدث في فيلم "عنتر شايل سيفه" للنجم عادل إمام بالثمانينات عندما ظهرت شركة المياه الغازية بشعارها في جميع أماكن التصوير، حتى على أبجورات اللوكيشن، مع شركة التبغ العالمية، ولكن نفس الفكرة طبقت قريبًا في فيلم "من ٣٠ سنة" والذي شارك فيه العديد من نجوم الصف الأول بالسينما، وقد اعتمد على الترويج لجهاز موبايل جديد، ولكن بشكل احترافي، وإذا كانت السينما تعتمد على المعلن لتقدم ما تريد، فمن المنطقي أن تجرب الدراما الوطنية والهادفة الاعتماد على المعلن الوطني من أفراد وشركات لينضموا للعمل منذ البداية، وتظهر دراما متكاملة تحمل اسم صنع في مصر.