Close ad

في ذكرى رحيله.. من هو شريف باشا.. أبو الدستور المصري وصاحب أشهر شوارع وسط البلد؟

20-4-2024 | 10:03
في ذكرى رحيله من هو شريف باشا أبو الدستور المصري وصاحب أشهر شوارع وسط البلد؟محمد شريف باشا
هبة صبري

وصفه "جرجي زيدان" في كتابه تراجم (مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر)، قائلاً:"هو الوزير الخطير، الجامع بين العلم والسياسة والفضل والرئاسة والشهير بين أقرانه الوزراء بالغيرة على الوطن المصري غيرة خالصة من كل شائبة".. إنه محمد شريف باشا، الذي وُلد في 28 نوفمبر 1823م بالقاهرة من أصول تركية، حيث أقبل والده محمد شريف أفندي على مصر ليشغل منصب قاضي القضاة في عهد محمد على، ثم عاد إلى الأستانة وظل بها حتى أرسله السلطان محمود الثاني ليتولى القضاء بالحجاز، فمر بمصر ومعه ابنه محمد، وكان سنه بضع سنوات آنذاك، تنبأ محمد على باشا بموهبة الصبي وفرط ذكائه فاستبقاه عنده، فتربى في كنف ورعاية والي مصر الذي رباه كأولاده، فألحقه بمدرسة الخانكة الحربية مع أولاده وأولاد الأعيان والأمراء.

موضوعات مقترحة

سافر مع البعثة الخامسة من بعثات محمد علي التي كان يرسلها إلي أوروبا، والمكونة من 43 تلميذاً منهم: محمد سعيد باشا ابن محمد على، وإسماعيل باشا، وعلي باشا شريف، وعلى باشا مبارك، ومراد حلمي باشا، وعلى باشا إبراهيم، حيث اختار تعلم العلوم العسكرية والحركات الحربية، فى وقت كان التعلم اختيارياً في تلك البعثة، فلحقته الحكومة في مدرسة (سان سير) العسكرية في 1843م، وأنهى دراسته في عامين فانتقل إلى مدرسة تطبيق العلوم العسكرية لعامين آخرين، وتدرب في الجيش الفرنسي بمقتضى قوانين تلك المدرسة حتى وفاة محمد على باشا 1849م.

وعندما تولى الخديو عباس حلمي الأول الحكم أمر بعودة البعثات فعاد وهو يحمل رتبة يوزباشي أركان حرب بالجيش الفرنسي، وانضم الي الجيش المصري ولُقب بالفرنساوي، وكان قائد الجيش آن ذاك هو سليمان باشا الفرنساوي فاختاره ضمن ياورانه، وظل بالجيش حتى 1852م حيث قرر اعتزال العسكرية عندما رأى أنه لم يترقى عن رتبته التي عاد بها من فرنسا، والتحق في خدمة البرنس حليم باشا في وظيفة كاتب يده حتى 1853م.

تزوج شريف باشا في 1856م من ابنة سليمان باشا وأنجب منها ولد وبنتين، تزوجت إحدى ابنتيه من عبد الرحيم باشا صبري، فهو جد الملكة نازلي زوجة الملك فؤاد وأم الملك فاروق.

وعندما تولى الخديو سعيد حكم مصر رقاه لرتبة أميرلاي لحرسه الخصوصي، ثم منحه رتبة لواء بعد عامين، وعهد إليه بالمناصب السياسية فعينه وزيراً للخارجية سنة 1857م، وجاء من بعده الخديو إسماعيل (زميل البعثة القديم) فعينه وزيراً الداخلية إلى جانب الخارجية، بل إنه عندما سافر إلى الأستانة في1865م جعله (قائم مقام) أي نائباً عنه في فترة غيابة، وهو يعتبر مركز رفيع لم ينله أحد من غير الأسرة المالكة، وعند عودة إسماعيل ولاه في 1865م وزارة المعارف إلى جانب الخارجية، ثم رئيس مجلسه الخصوصي 1867م، وقد ظل الي نهاية عهد إسماعيل يتولى أكبر المناصب، فأدخل الكتاتيب في الهيكل التعليمي، واشترط معرفة القراءة والكتابة لعضوية مجلس شوري النواب، وشكل مجلس المعارف، ووضع لائحته بهدف إعداد المشورة في أمور التعليم.

قال عنه الرافعي:(يعتبر شريف باشا مؤسس النظام الدستوري في مصر)، حيث قام بوضع دستور 1879م ودستور 1882م ، كما تولي رئاسة الوزراء أربع مرات بالإضافة إلي العديد من المناصب الرفيعة، و لعب دورًا رئيسيًا في تأسيس مجلس شورى النواب عام 1866م، ويعتبر أول مصري يقوم بتشكيل (الوزارة الوطنية) خالية من العنصر الأوروبي وقائمة على مبدأ المسئولية الوزارية أمام مجلس شورى النواب، وكان ذلك في 1879م أثناء توليه رئاسة الوزارة، وأنشئ مجلس النواب في عام 1881م على غرار المجالس النيابية الحديثة، وافتتح المحاكم الأهلية في 1883م، وشارك في إنشاء في عهده مدرسة المهندسخانة (الهندسة) 1866م، والمدرسة التجهيزية بالقاهرة (المدرسة الخديوية) 1868م، ومدرسة الحقوق في العام نفسه، استقال بعد خلع إسماعيل ثم عُهد إليه الخديو توفيق بتأليف الوزارة، لكنه لم يستمر طويلاً في منصبه بسبب نزعته الدستورية التي لم تكن ترضي الخديو توفيق، كما تمت على يده إجابة مطالب العرابيين الدستورية.

أُطلق اسمه على شارع في وسط القاهرة (شارع شريف) في 1940م ، كما أُطلق اسمه أيضا على شارع بالإسكندرية.

توفي في 20 أبريل 1887م بعد صراع مع مرض الكبد في مستشفى بالنمسا عن عمر 64 عاماً، وطار الخبر إلى مصر فأمرت الحكومة الخديوية بإقفال الدواوين يوماً كاملاً حداداً عليه، وحزن الشعب حزناً بالغاً، وأرسل رئيس الوزراء برقية لابنه نصها "إننا أسفنا على الفقيد بقدر حبنا له".

ونُقل جثمانه إلى الإسكندرية ومنها إلى القاهرة في 27 أبريل، شُيعت الجنازة في المدينتين حيث تعتبر جنازته من أعظم الجنازات القومية التي شهدتها مصر.

كلمات البحث