Close ad

قبل 100 عام.. الإمبراطور الياباني «هيروهوتو» والملك فؤاد يدشنان العلاقات الرسمية بين البلدين| صور

19-4-2021 | 20:57
قبل  عام الإمبراطور الياباني «هيروهوتو والملك فؤاد يدشنان العلاقات الرسمية بين البلدين| صورالصحف المصرية تبرز زيارة ولي العهد الياباني هيروهوتو لمصر
محمود سعد دياب

أعادت زيارة السفير الياباني بالقاهرة نوكي ماساكي، اليوم الإثنين، لقاعة الاستقبال الملكية بقصر عابدين، إلى الأذهان مرة أخرى ذكرى مرور مائة عام على زيارة ولي العهد الياباني "هيروهيتو" إلى مصر في طريقة إلى أوروبا، حيث استقبله الملك فؤاد الأول ملك مصر والسودان في تلك القاعة قبل مائة عام وتحديدًا في 19 أبريل عام 1921.

موضوعات مقترحة

قبلها بأيام، وصلت البارجة اليابانية حاملة الإمبراطور وحاشيته ميناء بورسعيد، وكان في استقباله الملك فؤاد، حيث رافقه في قطار خاص إلى القاهرة وزار منطقة الأهرامات بالجيزة وتمثال أبو الهول، وبعدها بأعوام تولى "هيروهوتو" سدة الحكم في بلاده، وسميت فترة حكمه بعهد "السلام المنير" أو "شووا جيداي"، حيث حكم البلاد كإمبراطور حتى وفاته منتصف الثمانينات وترك اليابان قوة اقتصادية تنافس الولايات المتحدة على صدارة المشهد الاقتصادي العالمي.

وفد الساموراي
كانت زيارة "هيروهوتو" البداية الحقيقية للعلاقات الرسمية بين مصر واليابان، لكن سبقها زيارات غير رسمية، ففي عام 1862 بزمن الخديوي إسماعيل، أرسلت اليابان بعثة الساموراي إلى مصر للتعرف على تجربتها التحديثية، والتعلم من مصر تجربتها في تعريب الطب الغربي، وتنظيم السكك الحديدية، والنظام القانوني المتمثل في المحاكم. مرت البعثة على مصر وهي في طريقها لأوربا والتقط أفرادها صورة شهيرة أمام تمثال أبو الهول الخالد خلال زيارتهم الثانية، وكانت تضم "فوكوزاوا يوكيتشي" الذي كانت لأفكاره حول الحكم والسياسة تأثير كبير على تطور اليابان أثناء فترة حكم الإمبراطور "ميجي"، ويعد أحد مؤسسي نهضة اليابان الحديثة، وتنم هذه الصورة عن عمق وقدم العلاقات المصرية اليابانية.

ومع الوقت اكتسبت العلاقات المشتركة قوة ومتانة وتقارب في الرؤى السياسية، فقد كانت اليابان من أوائل دول العالم، التي اعترفت باستقلال مصر في 7 أبريل عام 1922، ثم سرعان ما فتحت مفوضية بالقاهرة عام 1926، وفي عام 1954 رفعت اليابان درجة التمثيل السياسي في مصر إلى سفارة. حيث كانت المحروسة من أوائل الدول سواء بالشرق الأوسط أو إفريقيا التي كان لها تمثيل دبلوماسي وعلاقات مشتركة مع اليابان، وقد تم البناء على هذه العلاقة تعاون وثيق في كافة المجالات بين البلدين، ويوجد تنسيق بين البلدين في المواقف السياسية على المستوى الدولي سواء في الأمم المتحدة أو غيرها من المنظمات الدولية.

واعتبرت اليابان مصر لاعبًا أساسيًا في الشرق الأوسط، وتتعامل مع مصر على أنها جزء حيوي من دبلوماسيتها في المنطقة. هذا ويدعم رؤساء الحكومات بعضهم البعض في القضايا المتعلقة بعملية السلام في الشرق الأوسط، فلم تبخل طوكيو على مصر في نقل التجارب والخبرات والوقوف بجانبها في مشروعات التنمية على مدار العصور المختلفة، فنجد أن هناك بصمات هامة للجانب الياباني في مصر مثل مشروع دار الأوبرا المصرية والذي كانت اليابان وراء إعادة تشييدها وبناءها من جديد، وكوبري السلام فوق قناة السويس والذي يعد من المشروعات الهامة في الشرق الأوسط، ومشروع تطوير مستشفى القصر العيني، ومستشفى الأطفال أبو الريش الياباني وغيرها من المشروعات التنموية التي لها طابع اقتصادي أيضا. كما توجد في مصر أيضا 50 شركة يابانية تنشط في العديد من المجالات المختلفة مثل السيارات، الإلكترونيات، وشركات البناء والتشييد وغيرها من الشركات والتي لها مقار دائمة في مصر ومنها مكاتب إقليمية لبعض هذه الشركات. هذا بالإضافة إلى العديد من وكالات الأنباء ووسائل الإعلام اليابانية التي اختارت القاهرة لتكون مركزا لها في الشرق الأوسط، وهو ما ينم بطبيعة الحال عن تقدير اليابان لدور مصر الريادي في المنطقة. وتتطور العلاقات الثنائية دائمًا إلى الأفضل.

ومثل افتتاح قسم اللغة اليابانية وآدابها بكلية الآداب جامعة القاهرة في عام 1974، علامة بارزة في مسار العلاقات بين مصر واليابان من حيث التبادل التعليمي ونشر اللغة اليابانية في مصر، من خلال خريجيه المتخصصين في اللغة والثقافة اليابانية تلاه أقسام أخرى بكليات الألسن.

وبفضل هذا التطور انتشرت كثير من المراكز والجمعيات الثقافية اليابانية الخاصة التى تهتم بتعليم اللغة والثقافة اليابانية، وعليه انتشرت فى الآونة الأخيرة ثقافة الأكل اليابانى مثل الطعام اليابانى "السوشي" بين الشباب المصري وثقافة الانيمه والكارتون اليابانى مثل «الكابتن ماجد» و«درايمون» وغيرها.

وأيضاً ثقافة «النينجا» وثقافات يابانية أخرى دخلت مصر والعالم العربي ومدبلجة باللغة العربية. وفى أواخر القرن الماضي دخلت الكلمات اليابانية فى قاموس الحياة المصرية كلمة «تسونامي» و«الساموراى» و«والجودو» و«الكاراتيه» وكلمة «الكابوكى» التى انتشرت وقت افتتاح دار الأوبرا المصرية بمعونة يابانية.. والكلمات اليابانية الأخرى التى يرددها شباب مصر عند مشاهدتهم أفلام الكارتون اليابانى واسعة الانتشار فى العالم العربى. وانتشر أيضا على المستوى الإعلامى المسلسل التليفزيونى «أوشين» الذى كان العائلة المصرية تنتظره بشغف شديد لمشاهدته.


الإمبراطور الياباني هيروهوتوالإمبراطور الياباني هيروهوتو
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة