تقدم "بوابة الأهرام" في حلقة اليوم الإثنين، سيرة مختصرة لأم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب.
موضوعات مقترحة
تقول فاطمة أحمد حمزة البربري الواعظة بالأزهر الشريف بمنطقة وعظ الغربية: إنها كانت صوامة قوامة ونزل سيدنا جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال له إنها زوجتك في الجنة - رواه الطبراني.
إنها أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وأمها زينب بنت مظعون رضي الله عنها من السابقين إلى الإسلام.
وُلدت رضي الله عنها في مكة المكرمة عندما كانت قريش تبني الكعبة، وذلك قبل بعثة النبي ﷺ بخمس سنوات.
كبرت حفصة وعكفت على تعلم العلم والأدب، فتعلمت القراءة والكتابة على يد الصحابية الجليلة شفاء العدوية، وكانت حفصة رضي الله عنها إحدى فصيحات قريش وبليغاتها.
ولما بلغت سن الزواج تقدم إليها الصحابي خُنيس بن حذافة السهمي-رضي الله عنه-، وكان أحد السابقين إلى الإسلام، وأحد المهاجرين إلى الحبشة.
ثم تزوج بحفصة رضي الله عنها بعد عودته منها.
ومكثت-رضى الله عنها- عند خُنيس-رضي الله عنه- عدة سنوات، وهاجرت معه إلى المدينة المنورة، ولم تُرزق بولد من زوجها خنيس، وأرخي المولى عز وجل سدول الرحمة على قلبي الزوجين الصغيرين، ورضيا بذلك .
وعندما نادى منادي الجهاد كان خُنيس رضي الله عنه في أوائل الصفوف، فشهد بدرًا وأحدًا وأبلى بلاء حسنا، ولكنه خرج من الغزوة متأثرًا بجراحات كثيرة، ولم يلبث بعدها إلا قليلا حتي فاضت روحه إلى خالقها عز وجل سنة ثلاث من الهجرة، وباستشهاد خُنيس عانت حفصة مرارة الترمل وفقد الحبيب، فتأثر عمر بن الخطاب والدها و أحزنه ذلك، وظهر دور الأب الشجاع، فعرض الأمر على أبي بكر الصديق ثم علي عثمان بن عفان رضي الله عنهما، متأثرا بقوله تعالى:
(قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ) القصص : ٢٧
وجاء الرد الغير متوقع!
حيث قال عثمان بن عفان رضي الله عنه سأنظر في أمري، وسكت سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ولم يصدر جوابا، (لأنهما قد سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها) ثم طيب الله خاطره وخطبها أكرم الأكرمين سيدنا محمد ﷺ.
وتم الزواج المبارك وانتقلت إلى بيت النبوة، كان لأمّ المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- الكثير من المناقب، ومنها:
رَوت -رضي الله عنها- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عدداً من الأحاديث.
ومن أهمِّ ما تُرِكَ عندها صحائف القرآن الكريم، التي كُتبت في عهد أبي بكر الصديق بإشارة من عمر بن الخطاب، وقد اعتمد عثمان بن عفان على صحائف القرآن الكريم التي كانت موجودة عندها -رضي الله عنها- في كتابة مصحف واحد للأمصار الإسلاميَّة.
تُوفِّيت السيّدة حفصة -رضي الله عنها- في شهر شعبان من السنة الخامسة والأربعين للهجرة، في عهد معاوية بن أبي سُفيان -رضي الله عنه-، وكان تبلغ من العمر حين وفاتها ستّين عاماً.
فرضي الله عنها وعن سائر أمهات المؤمنين.