Close ad

اغتنموه يرحمكم الله!

10-4-2021 | 00:21

الكبار هم من تأثرهم لحظات التجلي بسماع الشيخ محمد رفعت، أو محمد صديق المنشاوي، أو الحصري، أو عبدالباسط، أو توشيحات نصر الدين طوبار فجرًا، وسيد النقشبندي قبل المغرب، أو حتى عند جلوسهم مستمتعين بروايح زمان عبر أثير موجات محطاتنا الرئيسية وهي تستعيد أمجاد زمان ببرامج أو أغنيات أو حتى مسلسلات قديمة مثل "سمارة" أو "قصر الشوق" أو "عصر الحب" أو غيرها من التمثيليات القديمة التي قدمت بروح عصرها.

أما الجيل الحالي فكثير منهم لا يهمه التمثيليات الإذاعية، ولا يهمه سماع برامج، أو حتى الروحانيات، لأن هذه الروحانيات لم يتربّ عليها، ولم تكن في مخطط التربية الأسرية، كثير منهم عرف أن هناك "كافيه" سيذهب إليه فور انتهائه من الإفطار مباشرة، وكثير منهم لديهم اهتمامات أخرى غير متابعة مسلسل جيد، أو برنامج مفيد؛ فمعظمهم يختزلون كل الأعمال التي يريدون متابعتها لمشاهدتها بدون إعلانات على التطبيقات والمنصات، أو على اليوتيوب، لكن قليلون من يجلسون مع أسرهم لمتابعة الأعمال الدرامية، هذه الأعمال يتابعها الكبار وربات البيوت، وبعض الفتيات، وفئات أخرى، لكن من هم أقل من العشرين معظمهم لا يفرقون بين أي من أصوات مقرئينا، وكاد بعضهم لا يفرق بين صوت محمد صديق المنشاوي من عبدالباسط عبد الصمد أو الحصري؛ والسبب ببساطة هو أن دخول وسائل التواصل الاجتماعي حول حياتنا إلى جحيم، ونبدو وكأننا نلهث في صراع مع الحياة.. نحاول أن نمسك بعقارب الساعة كي لا تتحرك؛ لكن أعمارنا تتسارع بشكل غير طبيعى.

يمر العام ونحن نقف في نفس المكان، نتابع نفس الصفحة، نفس التعليقات على الفيس بوك، ونفس الشخوص، لم يعد في حياتنا غير من هو "تريند" اليوم، ماذا فعل الممثل الفلاني هل ظهر اليوم بتصريح أو صورة وهو ممسكًا بأحد التماسيح، كم أجره اليوم هل صحيح أنه حصل على 40 مليون جنيه عن مسلسله الأخير.

هل تزوجت المطربة الفلانية بعد انفصالها عن المخرج الفلاني، هل صحيح أنها تصالحت مع المطربة الفلانية لأنهما سيقدمان دويتو جديدًا، هذه بعض أخبار السوشيال ميديا التي يتابعها بعض شبابنا، نلهث وراء حكايات أشبه بقزقزة اللب أو البوب كورن، غابت الروحانيات حتى من بعض الشوارع، غاب بائع العرقسوس، ولم يعد صانع الكنافة بالفرن البلدي يبيعها على ناصية الحارة، حتى الحارة غابت عنها ملامحها الطيبة.

أيام وتبدأ رحلة روحانية ننتظرها من العام للعام، شهر رمضان الكريم قدومه فرصة للاستجمام الروحاني، لتنقية النفس، لراحة القلب من هم الدنيا، لكن هل تفسد السوشيال ميديا تلك الحالة بأخبار النميمة، وحكايات الممثل، والممثلة، والزواج والطلاق، أتمنى من كل إنسان أن يريح النفس بعدم اللهاث وراء عبث السوشيال ميديا، أن نجمل الليالي بالتعبد، بسماع وقراءة كتاب الله، فأيامه ما إن تبدأ حتى نشعر بأنه ينذرنا بقرب رحيله، اغتنموا يرحمكم الله!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة