أنا ومثلي الآلاف من المصريين هٌنا في الولايات المتحدة شعرٌنا بحالة من الفخر الشديد والاعتزاز اللا مٌتناهي أثناء مٌتابعتنا لفعاليات وأوركسترا وحفل موكب المومياوات من المتحف المصري في التحرير إلى متحف الحضارات بالفٌسطاط .. شاهدنا العرض عشرات المرات ومازلنا نشاهده ونردد الترانيم مع السوبرانو العبقرية أميرة سليم وأرسلناه لأصدقائنا الأمريكيين الذين انبهروا مثلنا وأكثر نجحت الدولة المصرية بامتياز في إعادة وترسيخ الهوية المصرية العظيمة تلك التي سبقت العالم وأسست أعظم الحضارات منذ آلاف السنين..
نعم مصر جاءت أولاً.. ثم جاء من بعدها التاريخ .. الحمد لله أنه وبعد سنوات عانت فيها مصر الكثير من الأزمات، ورغم تنوع تلك الأزمات وتراكمها عبر عقود من الفشل الإداري والسياسي إلا أن أخطرها وأعمقها كانت أزمة الهوية وافتقادنا الانتماء وعدم الإحساس وعدم تقدير قيمة وعظمة تاريخ هذا الوطن..
موكب المومياوات الملكية بحق مشروع ضخم وعظيم نجحت الدولة المصرية في تنفيذه بدقة مٌتناهية نتمنى أن يكون نموذجًا يٌحتذى في كافة مناحي الحياة وفي المشروعات الضخمة التي يتم تنفيذها حاليًا..
مصر تبني دولة مدنية حديثة والعمل يجري على قدم وساق في كافة المجالات آخرها مدينة الدواء والمشروعات التي افتتحها الرئيس السيسي أمس وهي مدينة الدواء الجديدة والتي تعتبر الأكبر في الشرق الأوسط، وهي تعتبر من بين أحد أهم المشروعات القومية التي سعت مصر لتنفيذها لامتلاك القدرة التكنولوجية والصناعية الحديثة في هذا المجال الحيوي، مما يتيح للمواطنين الحصول على علاج دوائي عالي الجودة وآمن، ويمنع أي ممارسات احتكارية ويضبط أسعار الدواء، وذلك دعماً للجهود التي تقوم بها الدولة في مجال المبادرات والخدمات الطبية والصحية المتنوعة للمواطنين.
وتعد مدينة الدواء المصرية هذه من أكبر المدن من نوعها على مستوى الشرق الأوسط، وأنشئت على مساحة 180 ألف متر مربع وهي مزودة بأحدث التقنيات والنظم العالمية في إنتاج الدواء، لتصبح بمثابة مركز إقليمي يجذب كبرى الشركات العالمية في مجال الصناعات الدوائية واللقاحات.. ومن قبلها كان نجاح مصر في تعويم السفينة إيفر جيفن التي علقت في قناة السويس، وها هو اليوم الموكب العظيم لملوك وملكات مصر العٌظمى..
أحسست بزهو كبير لا يٌضاهييه زهو بمصريتي وبمصر بلادي التي أبهرت العالم وصرت أٌردد بأعلى صوتي: هٌنا مصر العٌظمى.. هٌنا بدأ التاريخ وأول حضارة عرفتها الدٌنيا وهؤلاء هم الملوك والملكات الذين أسسوا أعظم حضارة إنسانية وغيروا التاريخ.. كل الشكر والتحية والاحترام والتقدير والعرفان لكل من شارك وساهم في نجاح هذا العمل الوطني والحدث العالمي المٌبهر.. وللحديث بقية