عبر أثريون بمواقع التواصل الاجتماعي عن سعادتهم بوقف عرض مسلسل "الملك أحمس" للجمهور، وأكدوا أن برومو المسلسل المأخوذ من رواية الأديب العالمي نجيب محفوظ، والذي تم عرض مقتطفات منه؛ يحمل الكثير من الأخطاء التاريخية العديدة.
موضوعات مقترحة
وقال الأثري شريف شعبان مسئول التنمية الثقافية بوزارة السياحة والآثار، إن مومياء أحمس بطل التحرير، تم اكتشافها في خبيئة الدير البحري عام 1881م بالأقصر، كما أن تماثيل أحمس القليلة تظهر بنيته الشكلية، وملامح وجهه، مؤكدا أن الخلل الجسيم في المسلسل هو عدم استعانة طاقم العمل بالمتخصصين سواء من كليات الآثار بالجامعات، أو بوزارة السياحة والآثار، أو الاطلاع على المصادر التاريخية من كتب أو قطع أثرية، ولكن يبدو أنه تم الاستعانة من ذوي الخبرة المحدودة وهو ما ظهر في عدم دقة وضعف مستوى التفاصيل الفنية بالعمل.
وأوضح أن المسلسل لم يراع الدقة التاريخية في التفاصيل الفنية مثل ملامح الممثلين، أوالملابس والديكورات والأكسسوارات وهو ما يخل بمصداقية ومراعاة البعد التاريخي للعمل، حيث يجب مراعاة الصفات التشريحية للبطل وهو الملك أحمس من الأقصر، أي يجب أن تكون ملامحه تحمل الطابع المصري، حيث البشرة السمراء، مثلما يعبر عن ذلك تمثاله الصغير بمتحف الأقصر.
وأوضح شعبان، أنه لم تعرف مصر أو قبائل الهكسوس الشعر الأصفر كما ظهرت به الممثلة ريم مصطفى، كما لم تعرف الحضارة المصرية القديمة أو حتى القبائل الآسيوية اللون الأسود في العبايات، حيث كانت العبايات المصرية باللون الأبيض، مؤكدا أن من المشاهد التي بها أخطاء مشهد يمثل حاكم طيبة وهي مدينة جنوبية وهو يرتدي تاج الشمال الأحمر، وهو خطأ فادح، كما تظهر بجواره ملكة ترتدي تاج الملكة نفرتيتي وهو تاج لم يظهر سوى خلال أسرة إخناتون أي بعدها بعشرات السنين.
من ضمن الأخطاء مشهد للأمير أحمس بملابس خيش وهي لا يمكن أن تكون ملابس أمير مصري على الإطلاق، وكذلك ظهور أحد رسل الهكسوس مرتدياً رداءً به دروع حديدية، ومن المعروف أن الحديد قد ظهر استخدامه في الشام خلال عصر النبي داوود ومملكة إسرائيل أي ما يوازي الأسرة ٢١-٢٢ في مصر أي بعد عصر أحمس بمئات السنين.
وأكد شريف شعبان، أنه سعيد جدًا بقرار وقف هذا العمل الكارثي، مثل كافة الأثريين المصريين، وأتمنى أن يتم الاستعانة بالمتخصصين والاهتمام بصناعة أعمال فنية تاريخية تعرف الناس قيمة الحضارة المصرية القديمة وتليق بأهميتها ومكانتها العظمى.