Close ad

مع التوسع في زراعتها وتصنيعها.. النباتات الطبية والعطرية.. مستقبل التصدير بالصعيد

1-3-2021 | 17:32
مع التوسع في زراعتها وتصنيعها النباتات الطبية والعطرية مستقبل التصدير بالصعيدالنباتات الطبية والعطرية
تحقيق- سـيد صـالح

** مصر تتصدر المرتبة الأولى عالمياً في صادرات الزيوت العطرية.. وبني سويف تنتج 40% منها

موضوعات مقترحة
** 303 أفدنة لإقامة أول منطقة صناعية للنباتات الطبية والعطرية بالظهير الصحراوي الغربي لمركز "سمسطا" ببني سويف
** خبير اقتصادي: خطة قومية لزيادة المساحات المنزرعة إلى 250 ألف فدان بحلول 2030
** المنتجون: المنطقة الجديدة تسهم في زيادة الإنتاج وجودة التصنيع ودفع عجلة التصدير
** المحافظ: ميناء جاف ومنطقة لوجيستية وتخزينية لخدمة الصناعة والاستثمار
** معهد علمي وبحثي للنباتات الطبية والعطرية بجامعة بني سويف لتأهيل الخريجين لسوق العمل

**عبدالقادر: بروتوكول تعاون مع بيلاروسيا في تكنولوجيا الزراعة والتصنيع الغذائي لخدمة الصناعة

طريق الألف ميل يبدأ بخطوة كما يقولون!!.. وفي ظل توجهات الدولة لزيادة الإنتاج والتصنيع وجذب الاستثمار، ودفع عجلة التصدير للخارج، ومواكبة مشروعات التنمية الممتدة في مختلف ربوع مصر، تتجه الأنظار إلى منطقة الصعيد، وبالتحديد محافظة بني سويف، حيث يجرى إنشاء أول منطقة صناعية للنباتات الطبية والعطرية في الظهير الصحراوي لمركز سمسطا، حيث قرى بدهل وكفر بني علي ومنشاة أبو مليح، التي تفوح منها رائحة العطر بفعل زراعات النباتات الطبية والعطرية التي تنتشر على أراضيها، والتي تمد المصانع الوطنية بما تحتاجه لتصنيع الدواء، وتسهم في دعم الاقتصاد المحلي من خلال صفقات التصدير إلى أوروبا وأمريكا، والتي تمثل خطوة على الطريق الألف ميل في ذلك المجال، لتأسيس صناعة متطورة لتلك النباتات، بمساحات مناسبة بعيدا عن الكتلة السكنية، وتكنولوجيا حديثة، لاستخلاص الزيوت والمركبات الكيميائية، فضلا عن عمليات التعبئة التغليف المناسبين لطبيعة تلك المنتجات، وفقا للمواصفات والمقاييس العالمية.

تطوير المنظومة

الخطة التي تسعى المحافظة لتنفيذها للنهوض بقطاع النباتات الطبية والعطرية– كما يقول الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف – تهدف إلى الحفاظ على اسم بني سويف في هذه الصناعة محليا وعالميا من خلال العمل على دعم كل مكونات الصناعة، مزارعين ومصنعين ومصدرين لتوفير منتج ذات ماركة محددة تواكب متطلبات واشتراطات السوق العالمية.

وأشار إلى أنه فى سبيل تحقيق هذا الهدف، يجرى العمل على إصلاح وتطوير كافة مكونات هذه الصناعة، والعمل تحت كيان قانونى يهدف للحفاظ على الصناعة بوضعها الحالى من حيث الزراعة والتجفيف والتقطير بسمعة طيبة عالميا، وبعدها يمكن الانتقال إلى مراحل أخرى من التصنيع وتنويع المنتجات القائمة على هذا النوع من النباتات كصناعة العطور وأنواع أخرى من الزيوت وصولا إلى إنتاج المواد الفعالة التى ترتكز عليها صناعة الدواء وغيرها من الصناعات.

وعلى أرض الواقع - والكلام مازال لمحافظ بني سويف - قررنا إنشاء منطقة صناعية للنباتات الطبية والعطرية بالظهير الصحراوي الغربي لمركز سمسطا، خاصة بعد عرض الموضوع على رئاسة مجلس الوزراء وتوجيهاته بسرعة استصدار قرار التخصيص، بالتنسيق مع المركز الوطني لاستخدامات الأراضي، لإقامة منطقة استثمارية متكاملة للنباتات الطبية والعطرية في الحيز التنموي لقرية سمسطا الجديدة على مساحة 303 أفدنة، حيث تضم المدينة المقترحة بجانب الزراعة والتصنيع الزراعي منطقة حرفية على مساحة 23 فدانا، ومنطقة سكنية على مساحة 12 فدانا لخدمة المدينة ليبلغ إجمالي المساحة 338 فدانا، مشيرا إلى أن المشروع يعتمد على العمل لاستثمار سلسلة الميزات النسبية التي تتوافر للمنطقة ومحيطها كمنطقة صناعية ولوجستية بهدف تحقيق أعلى سلسلة للقيمة المضافة، لاسيما أن مساحة المنطقة والأراضي المحيطة بها  تصل  لأكثر من 1200 فدان، والتي ستشمل أيضا بجانب المدينة الصناعية الاستثمارية، ميناء جاف للتصدير، ومنطقة لوجيستية، فضلا عن دراسة إنشاء مناطق تخزينية، والاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز في إقليم شمال الصعيد الذي يضم محافظات الفيوم والمنيا وبني سويف، بجانب وقوع المنطقة على الطريق الصحراوي الغربي، والذي تسعى الدولة ليكون طريقا دوليا ممتدا لربط مصر بالدول الإفريقية، والذي سيساعد على زيادة حجم التبادل التجاري بين دول مصر وإفريقيا.

وقامت المحافظة – كما يقول المحافظ د. محمد هاني غنيم، بتنفيذ بعض الخطوات المبدئية الخاصة بالدعم الفني في إنشاء المنطقة المقترحة من خلال الاستعانة بخبرات وإمكانيات المنظمات الدولية العاملة مجال التنمية الزراعية، مشيراً إلى أن الفترة الماضية شهدت تواصلا مستمرا وتنسيقا مميزاً مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "يونيدو UNIDO"، حيث تمت مناقشة عدد من الخطوات العملية المشتركة التي تم التوصل إليها في مجال الاستفادة من المنظمة في المشروع الذي تتبناه المحافظة لإقامة مدينة صناعية للتصنيع الزراعي في مجال النباتات الطبية والعطرية، والتي شملت إعداد الدراسات الشاملة والمتضمنة لكافة المعلومات والبيانات الخاصة بالمحافظة والمقومات والميزات المطلوبة، والتي تتطلب دعم المنظمة للوصول إلى آليات واضحة ومقترحات محددة ومدروسة بشأن المشروع للبدء في الخطوات التالية التي تستهدف التمويل من الجهات المانحة.

فرص واعدة

بدأت الفكرة – كما يقول الدكتور عاصم سلامة نائب محافظ بني سويف بتكليف من المحافظ الدكتور محمد هاني، غنيم لإعداد الدراسة الشاملة والتفصيلية للمنطقة بالتعاون مع المختصين والجهات المعنية، لتقديم المقترح لرئاسة مجلس الوزراء، سعيا لتخصيص المنطقة، والبدء في الترويج للمشروع، في إطار رؤية مصر التنموية 2030 للتنمية المستدامة، وكذلك في ضوء الإستراتيجية التنموية للمحافظة التي ترتكز على استثمار كل الموارد والميزات النسبية والتنافسية التي تمتلكها المحافظة في عدد من المجالات، حيث تم إعداد خريطة تنموية بها كل المواقع ذات الميزات النسبية، والفرص التنموية الواعدة، مشيرا إلى أن التنمية الزراعية تمثل محورا أساسيا من الإستراتيجية التنموية التي تتبناها المحافظة في الفترة الحالية في إطار رؤية مصر 2030، لافتا إلى أن بني سويف لديها الموارد والمقومات التنافسية التي تمكنها من تحقيق التنمية في قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة وهي أحد أهم المحاور التي تحتويها الإستراتيجية التنموية، ولاسيما أن بني سويف تعد بلدا زراعيا في المقام الأول، وتمتلك ميزات تنافسية في المجال خاصة في مجال زراعة النباتات الطبية والعطرية، وعدد من المحاصيل الإستراتيجية، حيث يوجد بالمحافظة حوالي 10% من إجمالي الأفدنة المنزرعة بتلك الأنواع من النباتات على مستوى مصر، وتبلغ حجم الصادرات 40% من إجمالي صادرات مصر من هذه المحاصيل.

وتكتسب المنطقة المقترحة للمدينة الصناعية بسمسطا – كما يقول نائب المحافظ - أهمية إضافية، خاصة مع إنشاء محور الفشن بطول يقدر بـ 41 كم، الذي سيربط الطريق الصحراوي الشرقي بالصحراوي الغربي مرورا بنهر النيل، وسيمثل إضافة كبيرة لشبكة الطرق، وتدعيم البنية التحتية، مما يخدم حركة الاستثمار بالمحافظة والمحافظات المجاورة، بجانب تسهيل حركة النقل والبضائع بين ضفتي النيل من خلال  طريق آمن، ويكون بديلا مثاليا عن الوسائل التقليدية المستخدمة حاليا كالمعديات.

ميزات تنافسية

وهنا يؤكد ناصر سيف النصر، رئيس مركز ومدينة سمسطا، على حرص محافظ بني سويف الدكتور محمد هاني غنيم، على السير في اتخاذ خطوات جادة، وتسهيل كافة الإجراءات اللازمة لسرعة استصدار قرار التخصيص وإعداد الدراسات المطلوبة للبدء في تنفيذ المشروع، والذي يمثل إضافة جديدة لدعم مجال التنمية الزراعية، وتوفير فرص عمل لأبناء سمسطا، واستثمار الميزة التنافسية النسبية التي تتميز بها الوحدة المحلية في مجال زراعة النباتات الطبية والعطرية والزراعات التجارية والخضراوات، لافتا إلى توجيهات المحافظ بوضع آليات لتشكيل كيان قانوني موحد (جمعية أو رابطة أو اتحاد فرعي) تضم تحت مظلتها كل مكونات الصناعة مزارعين ومنتجين ومصدرين ليسهل الحصول على دعم الجهات المانحة سواء ماديا أو فنيا وعلميا، لجذب مزيد من الاستثمارات في هذا القطاع، والذي سيعود بالإيجاب على مستقبل الصناعة بالمحافظة.

وأكد أن زراعة النباتات الطبية والعطرية تلقى إقبالا ورواجا كبيرا في العديد من القرى التابعة لمركز سمسطا، ومن حسن الحظ أن سمسطا تمتع بظهير صحراوي، وكانت بعض هذه الزراعات قد أقيمت منذ سنوات، وتمارس نشاطها في التصدير إلى هولندا والعديد من دول الاتحاد الأوروبي، ولكن بعضها يتم بشكل غير مؤسسي أو عشوائي، حيث يجرى تجفيف تلك النباتات وغربلتها، وعصرها بشكل بدائي من خلال 17 مصنعا مزودا بمحطات غربلة وتجفيف وتصنيع لتلك النباتات، كما كان يجرى الحصول على بعض المنتجات من النباتات الطبية والعطرية من منطقة سيناء ومحافظات أخرى، وبعد مرورها بمراحل الغربلة والتجفيف والتصنيع يجرى تصديرها للخارج.

المنتجون والمصنعون يتحدثون

تمثل المنطقة الصناعية المقرر إنشاؤها بمدينة سمسطا فاتحة خير على المحافظة، فالمدينة – كما يقول مصطفى سليم محمود، ويعمل في مجال إنتاج النباتات الطبية والعطرية كالشيح والنعناع الفلفلي والبلدي والشبت والبقدونس والكزبرة بكفر بني علي مركز سمسطا ببني سويف، منذ سنوات، سوف تحل مشكلة كبيرة، حيث ستوفر مساحات خارج الكتلة السكنية لإجاء كافة المراحل المتعلقة بالفرز والتنقية والغربلة والتجفيف والتبخير والتعبئة واستخلاص الزيوت، خاصة في ظل عدم وجود أماكن لإجراء هذه العمليات، بسبب تصاعد الأتربة واعتراض الجيران، وعدم القدرة على توفير مساحات مخصصة لإتمام عملية التخفيف سواء بالماكينات أو عن طريق حارة الشمس، مما يتطلب مساحات واسعة، وفي ظل حظر البناء على الأرض الزراعية نجد صعوبة في توفير المساحات اللازمة لذلك، مطالبا في الوقت نفسه بتوفير كل وسائل الدعم الحكومي للمنتجين، من تيسيرات في الإجراءات، فضلا عن تسهيلات التمويل، لدفع عجلة التصدير للنباتات الطبية والعطرية.

يوافقه الرأي محمد جمال، منتج نباتات عطرية وطبية، مؤكدا أن المدينة الصناعية الجديدة ستؤدي إلى تطوير الصناعة، كما أنها سوف تشجع المزارعين على التوسع في زراعة النباتات الطبية والعطرية، وتوسيع نشاطهم في التصدير للخارج، حيث تمثل تلك النباتات ثروة قومية تؤدي إلى دعم الاقتصاد الوطني، وتشجع على الاستثمار في هذا المجال.

ينتظر جمال عيد منتج نباتات طبية وعطرية وصاحب مصنع تجفيف كغيره من المنتجين والمصنعين دخول المنطقة الصناعية الجديدة حيز التنفيذ، خاصة بعد الانتهاء من تخصيص 303 أفدنة لهذا الغرض، ما سيؤدي إلى جودة التصنيع، ويفتح فرصا لتصديرها للخارج خاصة دول أوروبا وأمريكا.

فيما يرى عصام صابر، إن النباتات الطبية والعطرية التي تنتجها محافظة بني سويف تتمتع بميزات تنافسية في الإنتاج والتصدير، بسبب جودة التربة والمناخ، وتلقى رواجا كبيرا في دول أوروبا، مؤكدا أن المنطقة الصناعية الجديدة ستحل كافة المشاكل المتعلقة بالإنتاج والتصدير، لاسيما بعد توفيرالمساحات اللازمة للتصنيع، حيث ستتم إقامتها في الظهير الصحراوي بعيدا عن الكتلة السكنية، فضلا عن إمكانية الاستعانة بالأجهزة الحديثة في عملية التصنيع.

تعظيم الإنتاج بالبحث العلمي

ليست المحافظة وحدها – كجهاز تنفيذي - هي التي اهتمت بالنباتات الطبية والعطرية، ففي جامعة بني سويف، يقع أول معهد بحثي وعلمي من نوعه في مصر والشرق الأوسط للنباتات الطبية والعطرية، – كما يقول الدكتور منصور حسن رئيس جامعة بني سويف - بهدف مواكبة التقدم العلمي على مستوى العالم والمساهمة في تطوير صناعة وإنتاج النباتات الطبية والعطرية والتطبيقات القائمة عليها، والمساهمة في تعظيم إنتاج النباتات الطبية داخل المحافظة، ويضيف ميزة تنافسية لها، لاسيما أن محافظة بني سويف تنتج ما يزيد على 40% من إنتاج النباتات الطبية والعطرية ونباتات الزينة على مستوى الجمهورية، وتتصدر مصر المرتبة الأولى عالمياً في صادرات الزيوت العطرية.

 وأشار إلى أن التجهيزات البحثية المتطورة بالمعهد، والتي تخدم قطاعا كبيرا من المزارعين والمصدرين للنباتات الطبية والعطرية في بني سويف في محافظات الصعيد التي تعتبر مركز هذه الزراعات ذات الأهمية الاقتصادية والقيمة التصديرية العالية، فضلا عن تقديم الخدمات المختلفة لتلبية احتياجات المجتمع بمعايير عالمية، وتقديم حلول مبتكرة في ذلك المجال، وإعداد كوادر علمية مؤهلة لتلبية احتياجات سوق العمل، من خلال أقسام كيمياء النباتات، وتكنولوجيات الإنتاج، والتكنولوجيا الحيوية، والمستحضرات الطبية والدوائية.

بروتوكول تعاون مع بيلاروسيا

هنا يقول الدكتور سيد عبدالقادر، أستاذ الكمياء العضوية والمنتجات الطبيعية ورئيس الجامعة التكنولوجية ببني سويف، أن النباتات الطبية والعطرية يمكن أن تمثل مصدرا مهما للدخل القومي المصري، حيث تشهد تلك المنتجات إقبالا كبيرا في دول أوروبا وأمريكا، حيث تحتاج في تصنيعها إلى مصانع صغيرة، كما يمكن زيادة القيمة المضافة من خلال فصل المركبات الأصلية من خلال عمليات التبخير واستخلاص الزيوت.

أضاف أن بني سويف تتمتع بميزات نسبية تجعلها رائدة في مثل هذا النوع من الإنتاج، اعتمادا على المناخ من حيث الحرارة، والرطوبة،  والتربة الملائمة لإنتاج أفضل أنواع النباتات الطبية والعطرية، ويمكن من خلالها استخلاص مركبات أكثر إذا ما قارناها بزراعات مماثلة في محافظات مصرية أخرى.

وتتميز محافظة بني سويف – كما يقول الدكتور سيد عبدالقادر-  بإنتاج العديد من محاصيل النباتات الطبية والعطرية مثل العتر والبقدونس والشبت والريحان والشيح البابونج، مما جعلها موطناً لصناعات النباتات الطبية والعطريه بشقيها تجفيف الأعشاب وتقطير الزيوت، هذه الصناعة هي المسئولة عن إنتاج الزيت العطري والعشب الجاف الذي يتم استخدامه كمادة خام في العديد من الصناعات الأخرى مثل صناعات الأدوية ومستحضرات التجميل والصناعات الغذائية ومكسبات الطعم والرائحة، علاوة على الطلب الخارجي على منتجاتها عالميا، ونظراً لأن هذه الصناعة تعتبر أحد أهم التجمعات الصناعية الصغيرة في محافظة بني سويف، وتلعب دوراً مؤثراً فى الاقتصاد القومى، مما يستلزم إجراء دراسة تحليلية دقيقة لهذه الصناعة من منظور جغرافية الصناعة، فضلا عن المقومات الصناعية بالمحافظة من شبكة طرق مميزة جعلت من بني سويف محافظة محورية وتتمتع بآفاق نحو المواني، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي المميز، بجانب توافر الطاقة الكهربائية، والأيدي العاملة، وغيرها من المقومات والموارد التي تعتبر عوامل محفزة ومشجعة لجذب الاستثمار وفق ضوابط وأهداف التنمية المستدامة بيئيا.

 

وقد تم الإعداد – والكلام لرئيس جامعة بني سويف التكنولوجية-  لتوقيع بروتوكول تعاون مع دولة بيلاروسيا في مجال تكنولوجيات الزراعة والتصنيع الغذائي، متضمنا برنامجا دراسيا عن النباتات الطبية والعطرية، وأحدث التكنولوجيات المستخدمة في هذا المجال، ومن ثم فإن أطالب الجهات الرسمية باعتبار بني سويف محمية طبيعية لزراعة النباتات الطبية والعطرية، بحيث لا يتم زراعة أصناف أخرى في تلك المناطق المخصصة لزراعتها، منعا لوجود حشرات أو أملاح بالتربة، تؤثر على إنتاج ومكونات تلك المزروعات، وربما تؤثرعلى خصائصها أيضا.

الأهمية الاقتصادية

تعتبر النباتات الطبية والعطرية – كما يقول الدكتورعبدالنبى عبدالمطلب الخبير الاقتصادى ووكيل وزارة التجارة للبحوث الاقتصادية - ذات قيمة اقتصادية كبيرة، حيث يزداد الطلب عليها محلياً وعالمياً، وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعارها، وأصبح لها أهمية اقتصادية وعائد تصديري جيد فى الدول التى تهتم بتصديرها، ومنها مصر.

وأشار إلى أن بيانات الإنتاج والمساحات المحصولية التى تصدرها وزارة الزراعة تؤكد تنامى زراعة النباتات الطبية والعطرية فى مصر، حيث تراوحت المساحة المنزرعة بين 50 ألف فدان إلى 80 ألف فدان خلال السنوات الخمس الأخيرة، ونظرا لتنامى أهمية النباتات الطبية والعطرية على مستوى العالم، فقد وضعت مصر خطة لزيادة المساحات المنزرعة لتصل إلى نحو 250 ألف فدان بحلول عام 2030، فيما تبلغ قيمة الصادرات العالمية من النباتات الطبية والعطرية نحو 3.3 مليار دولار عام 2020.

 وتعد الصين أكبر مصدر للنباتات الطبية والعطرية، حيث تستحوذ على أكثر من ربع السوق العالمى، تليها الهند بنسبة 9%، بينما تأتى مصر فى المرتبة السادسة بنسبة 3.6% من إجمالى الصادرات العالمية من النباتات الطبية والعطرية، كما تعتبر النباتات الطبية والعطرية فى مصر من المحاصيل غير التقليدية التى توفر جزءاً من حصيلة النقد الأجنبى لخزينة الدولة، وتحتل النباتات العطرية والطبية فى المحاصيل التصديرية المصرية المركز التصديرى الخامس فى هيكل الصادرات المصرية، حيث صدرت مصر نحو 62 ألف طن من النباتات الطبية والعطرية عام 2020، وتبلغ قيمتها نحو 117 مليون دولار، مقابل نحو 59 ألف طن بقيمة بلغت محو 118 مليون دولار عام 2016، وتصدر هذه النباتات بشكل أساسى إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى وروسيا، حيث تستحوذ دول الاتحاد الأوروبى على نحو 40% من صادرات النباتات الطبية والعطرية المصرية، وتعد ألمانيا أكبر مستورد للنباتات الطبية والعطرية المصرية فى أوروبا بنسبة 21.4% من إجمالى الصادرات المصرية من النباتات الطبية والعطرية، فيما يذهب نحو 29% من الصادرات المصرية من النباتات الطبية والعطرية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وأمام تزايد الإقبال العالمي على المنتجات المصرية من النباتات الطبية والعطرية، تأتي أهمية المقترحات المتعلقة بإنشاء مناطق متخصصة لها، لزيادة القيمة المضافة من تلك النباتات، غير أن تلك الصناعة تواجه تحديات عديدة، منها ما يتعلق بمعوقات تنمية الصادرات المصرية كعدم استقرار السياسات التصديرية، حيث إن تقلبات السياسة التصديرية ما بين المنع، والإيقاف المؤقت، وغيرها من تقلبات السياسات التصديرية يعد من أهم معوقات الصادرات المصرية ككل وتؤثر تلك التقلبات في السياسات التصديرية بشكل كبير فى إنتاج النباتات الطبية والعطرية.

هذه محاصيل تتم أساسا بغرض التصدير، وتوقف التصدير يهددها بالتلف، ويهدد المزارع المصرى بخسائر فادحة، كما أن مصانع الصيدلة والعطور تحتاج إلى ضمان سلاسل توريد مستمرة وسياسات ثابتة غير قابلة للتقلبات الكبيرة، ووجود مثل هذه التقلبات كفيل بانصراف المستورد العالمى عن الاعتماد على المنتجات المصرية، فضلا عن قلة الدعاية والإعلان والترويج للمنتجات المصرية من تلك المحاصيل، خاصة فيما يتعلق بإقامة المعارض الزراعية، إلى جانب عدم توافر المعلومات عن التجارة الخارجية للمحاصيل وأهم الأسواق المستوردة لها، ومواعيد زيادة الطلب عالمياً عليها، ومواصفات الجودة القياسية وأذواق المستهلكين.

مقومات عديدة

وتمتلك مصر – بحسب الخبير الاقتصادي ووكيل وزارة لتجارة والصناعة للبحوث الاقتصادية-  مقومات تعزز فرص مضاعفة إنتاجنا من النباتات الطبية والعطرية، ومن بينها تنوع المناخ، حيث تمتد رقعة البلاد إلى مساحات شاسعة من ساحل البحر الأبيض المتوسط معتدل المناخ شمالاً إلى حدود السودان حار المناخ جنوباً مما يعطى مجالاً كبيراً أمام اختيار النباتات الملائمة لكل مناخ، فضلا عن توفر الأيدى العاملة الماهرة والمدربة على عمليات الزراعة والجمع والتسويق، وكذلك توافر أنواع مختلفة من التربة المناسبة لزراعة عدد وفير من النباتات الطبية والعطرية، مثل الأراضى الطينية الثقيلة والرملية الخفيفة، والصفراء والجليدية، وغيرها، فضلا عن توفر مساحات شاسعة من الأراضى المستصلحة أو قابلة الاستصلاح رخيصة الثمن والتي يمكن استغلالها فى مجال إنتاج النباتات الطبية والعطرية، كذلك  توفر عدد كبير من النباتات الطبية والعطرية التى تنمو برياً ولها أسواق فى الداخل والخارج وهذه النباتات يمكن تنظيم زراعتها بما يحقق الاستفادة القصوى منها.

صناعة المستقبل

والمؤكد، أنه إذا تم دعم النباتات الطبية والعطرية من جانب الدولة، فيمكنها أن تصبح منافسا قوياً في الأسواق العالمية‏، ويمكن زيادة القيمة المضافة منها من خلال تحويلها من التصدير كمواد خام الى منتجات يتم تصنيعها في مصر، وأعتقد أن إقامة مناطق متخصصة لإنتاج وتجهيز النباتات الطبية والعطرية سيرفع حصة مصر من تصدير هذه المنتجات من 3.4% إلى نحو 10% من الصادرات العالمية من هذه النباتات، وبذلك ستحتل مصر المرتبة الثانية فى تصدير هذه المنتجات، وتأتى الدعوة لإقامة مناطق زراعية متخصصة لإنتاج وتجهيز وتصنيع النباتات الطبية والعطرية – مثل مشروع المنطقة الصناعية المتخصصة التي أعلن عن إقامتها ببني سويف مؤخرا - من أهم الدعوات لزيادة القيمة المضافة لهذه النباتات، ومن المتوقع أن تسهم هذه المنطقة وغيرها فى مضاعفة حصة مصر من السوق العالمية لهذه النباتات.

وفى هذه الحالة سوف تتضاعف قيمة عوائد صادرات النباتات الطبية والعطرية لتصل إلى ما يزيد على مليار دولار سنويا، كما أن هذه المناطق شوف تساهم فى توفير المزيد من فرص العمل، وزيادة دخل المزارع المصرى فى مناطق زراعتها وتجهيزها، أضف إلى ذلك أن إقامة مثل هذه المناطق سوف يشجع على زيادة الاستثمار وبالتالى زيادة الإنتاج، وزيادة الناتج المحلى الإجمالى لمصر.

بني سويف في المقدمة

تتربع محافظة بني سويف على عرش النباتات الطبية في مصر‏، وخاصة في مراكز ناصر والواسطي وببا وسمسطا‏، وعلى مساحة تزيد على ‏10‏ آلاف فدان حيث تعرف المنطقة بأنها المنطقة الأوروبية لشهرتها بتصدير النباتات العطرية، ويزيد حجم انتاجها على ‏40‏% من الإنتاج القومي.

8 استخدامات طبية

تتعدد مجالات استخدام النباتات الطبية والعطرية، ومن أهمها: تحضير بعض الأدوية مثل أدوية تسكين آلام المفاصل، والالتهابات الروماتزمية، وأدوية ارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، وتستخدم كمطهر، وكذلك إنتاج الزيوت الثابتة حيث تحتوى بذور بعض هذه النباتات على زيوت ثابتة تدخل فى تركيب بعض المستحضرات الطبية، وتجهيز الأغذية الخاصة بعلاج مرض تصلب الشرايين والذبحة الصدرية مثل زيت بذرة الهوهوبا، وعباد الشمس، والكتان، والخروع، فضلا عن استخدامها في تحضير مساحيق التجميل وكريمات الشعر والصابون، كما تستخدم فى صناعة الروائح والعطور، ومن هذه النباتات الورد، والياسمين، كما تستخدم كتوابل أو بهارات أو مشروبات أو مكسبات طعم أو رائحة، وأخيرا، تستخدم في تصنيع المبيدات الحشرية وهى تعتمد على ما يوجد بالنباتات الطبية والعطرية من سموم قاتلة سواء للحشرات أو الفطريات ومن بين هذه النباتات البيد ثرم، والديرس، والحناء، والدخان.

مطلوب للتصدير

من أهم النباتات المطلوب تصديرها "الريحان" بأسواق (ألمانيا – أسبانيا – الولايات المتحدة – فرنسا)، و"النعناع" بأسواق (المملكة المتحدة – الولايات المتحدة – فرنسا)، و"الشمر" بأسواق (الولايات المتحدة – بلغاريا – ألمانيا – إيطاليا)، و"الكراوية"بأسواق (كندا – الولايات المتحدة – تركيا – فرنسا)، و"الكزبرة" بأسواق (السعودية – المملكة المتحدة – ليبيا – الأردن)، و"البابونج" بأسواق (ألمانيا - إيطاليا - إسبانيا - الولايات المتحدة).

أبرز المحاصيل

تعتبر الكزبرة والبابونج والبردقوش والريحان والكراوية والكمون والعتر والشمر والشطة والينسون والنعناع البلدى والحناء والنعناع الفلفلى والشبت والكركديه من أهم المحاصيل الطبية والعطرية المزورعة من حيث المساحة.

وتحتل محافظات مصر الوسطى المركز الأول في الخريطة الزراعية للنباتات الطبية والعطرية "كالمنيا وأسيوط وبني سويف والفيوم"، تليها في المركز الثاني محافظات مصر العليا، ثم محافظات وجه بحرى في المركز الثالث فى حين تحتل محافظات أخرى خارج الوادى المركز الأخير، وتعتبر الفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط وسيناء‏ عواصم عريقة لزراعة النباتات الطبية والعطرية‏، أما أراضي الاستصلاح الجديدة في توشكى والنوبارية وشرق العوينات ودرب الأربعين وغيرها، فهي أماكن واعدة لهذه الأنواع من النباتات‏، خاصة التي تزرع دون استخدام كيماويات وتستخدم طرق الري الحديثة، وقد أصبح إنتاجها يلقى رواجاً فى الأسواق الأوروبية.


النباتات الطبية والعطريةالنباتات الطبية والعطرية

عمليات تجهيز النباتات الطبية والعطريةعمليات تجهيز النباتات الطبية والعطرية

النباتات الطبية والعطريةالنباتات الطبية والعطرية

النباتات الطبية والعطريةالنباتات الطبية والعطرية

النباتات الطبية والعطريةالنباتات الطبية والعطرية
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة