أتحدث هنا عن قصة شغلت الكثير من المواقع الإخبارية في العالم منذ يوم الأربعاء الماضي، ولاتزال تتردد أصداؤها، وهي انتحار طفل اسمه على الشمري عمره 12 عامًا من فئة «البدون» في الكويت. الطفل ذو وجه ملائكي جميل، تستطيعون أن تشاهدوه على المواقع الإخبارية، وكان من المتفوقين في الصف السادس الابتدائي بمدرسته. وفقا لما نشر في أكثر من مصدر، منسوبًا إلى السيد خالد ياسر الشمري، والد الطفل، فإن ابنه «علي» طلب منه، قبل انتحاره بيوم واحد، مبلغ 12 دينارًا لاستلام «بلاى استيشن» لدى ورشة تصليح.
ولكن الأب اعتذر لعدم وجود المبلغ لديه، فهو يعمل براتب شهرى ضئيل (150 دينارًا) لم يتسلم منها شيئًا منذ ثلاثة شهور، ويعول أسرة من أم وستة أطفال، ووفقًا لما قاله الأب نصًا، فإن الطفل علي رد قائلًا: «أدري أنك تعمل وتتعب علشاني وإخواني، ودائمًا ما تذكر أن العوز كسر ظهري.. ولكن بإذن الله ما أخليك محتاج لأحد»، ودخل إلى حجرة نومه، وفي صباح اليوم التالي فوجئت أسرة الطفل بابنها علي معلقًا في سلك جهاز التكييف الذي لفه حول رقبته، وقد شنق نفسه به.
لقد أعادت هذه الواقعة - المأساة - طرح قضية «البدون» في المجتمع الكويتي، والتي تشير إلى الأفراد الذين يعيشون في الكويت بدون جنسية.
إنها قضية مزمنة في تارخ الكويت الحافل بمحاولات انتحار بعض الشباب والرجال من البدون... ولكن وصول الأمر إلى انتحار أطفال أيضًا يحمل مغزى مؤلمًا. وإذا لاحظنا أخيرًا أن الكويت تحتل مكانها بين أعلى عشر دول في نصيب الفرد من الدخل الفردي في العالم كله مع (لوكسمبورج والسعودية والنرويج وسنغافورة وسلطنة بروناي والولايات المتحدة والإمارات وقطر وهولندا) فسوف يتضاعف أسفنا على انتحار طفل فيها؛ لأنه لا يستطيع إصلاح لعبة له.