Close ad
25-2-2021 | 16:29
الأهرام اليومي نقلاً عن

هل تيسير حصول البلدان الفقيرة على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا إحدى مهام منظمة التجارة العالمية؟ الجواب بالنفى بطبيعة الحال. ولكن المديرة الجديدة لهذه المنظمة نجوزى أوكونجو إيويلا لديها جواب مختلف. فلم يكد المجلس العام للمنظمة يوافق على تعيينها الأسبوع الماضى، حتى فاجأت متابعى أول تصريح أدلت به عندما تحدثت عن دور المنظمة فى حل أزمة جائحة كورونا من خلال المساعدة فى حصول الدول الفقيرة على اللقاحات، وأكدت أن فى إمكانها أن تفعل ذلك.

تضيف إيويلا على هذا النحو عبئًا جديدًا إلى أزمات كبيرة سيتعين عليها أن تسعى إلى حلها بعد أن تتولى مهام منصبها رسميًا بعد أيام. وعندما يكون المطلوب تحقيقه كثيرًا وصعبًا، يصبح الوعد بإنجاز ما يفوقه طموحًا زائدًا عن الحد. وحين يكون الموعود به بعيد المنال، فضلاً عن أنه ليس مطلوبًا ممن يعد به، تكون البداية غير موفقة.

توجد علاقة بالتأكيد بين جائحة كورونا وتراجع معدلات التجارة العالمية. ووضع حد لتفشى فيروس كورونا ضرورى لإنعاش العلاقات التجارية فى العالم. ولكن المنظمة المسئولة عن هذه العلاقات لا تستطيع تغيير برامج الشركات المنتجة للقاحات أو سياسات إحدى حكومات الدول التى توجد بها هذه الشركات.

كما أنها ليس لديها وقت وجهد فائضان، فى الوقت الذى يتعين عليها أن تحل مشاكلات كبيرة فى صلب مهامها الأساسية، سعيًا إلى استعادة دور تراجع كثيرًا فى السنوات الأخيرة. ومن أهم المهام التى يتعين التركيز فيها حل أزمة تُعطَّل عمل هيئة الاستئناف، التى تُعد الذراع القانونية للمنظمة، بسبب انتهاء فترة عمل بعض القضاة الموجودين بها، وعرقلة الولايات المتحدة تعيين من يحلون محلهم. وبرغم أن إدارة جو بايدن حلت مشكلة تعطيل تعيين إيويلا التى اعترضت إدارة ترامب عليها، فليس مضمونًا أن توافق على قضاة رفضتهم سابقتها، وسيكون على إيويلا بالتالى أن تعطى أولوية للسعى إلى إقناع الأمريكيين بهم، أو إيجاد حل توافقى، إلى جانب العمل لعقد المؤتمر الوزارى المؤجل منذ يونيو 2020، وخلق الأجواء اللازمة لإجراء جولة مفاوضات جديدة متعددة الأطراف حول قضايا عدة معلقة.

كلمات البحث