Close ad
25-2-2021 | 15:31
الأهرام اليومي نقلاً عن

من الإجراءات المهجورة فى تاريخ مصر الحديث مع التخطيط العمراني، باستثناءات قليلة عبر أكثر من قرن، أن تصميم العاصمة الإدارية يراعي، فى رسومها الأساسية، وجوب التأهل الوقائى بإزالة أسباب مشاكل خطيرة قبل أن تبدأ، ومن هذا ما هو مؤكد من أن المدينة سوف تشهد حركة مرور هائلة من ملايين السكان والعاملين والزوار، وهو ما وُضِعَت له التصورات والإنشاءات التى تتفادى من المنبع أزمات الضغط المرورى المتوقع.

لقد قمتُ بزيارة ميدانية للمدينة، مع صحبة قليلة فى سيارة واحدة، ودون أى دعوة حتى لا تتأثر الرؤية باهتمامات الداعي، وكان أول ما لفت النظر هو سهولة الانتقال بدءاً من الخروج من مدينة نصر وحتى الوصول، ثم تبين أن شوارع المدينة وميادينها متسعة مريحة تستوعب حركة مرور كثيفة، وذلك فى إطلالات سريعة على بعض المشروعات فى طور التشطيبات النهائية.

مع الوضع فى الاعتبار الشروع بالفعل فى مشروعات عملاقة ـ مثل القطار السريع والمونوريل ـ التى تربط المدينة بخارجها، مع الاهتمام الفائق بشرق القاهرة، لأن المخططين أدركوا أن تعريض طريق السويس، لاستيعاب زحام التدفق المرورى المتوقع، سوف يزيد الكثافة المرورية للدخول والخروج من هذه المنطقة، لذلك كانت مشروعات الكباري العملاقة هناك درءاً لمشاكل مستقبلية معقدة إذا لم تتهيأ المنطقة لها.

ما يحدث فى العاصمة الإدارية إنجاز ضخم مبهج يستحق أن يُطلَع عليه كل مهتم، بل ينبغى تشجيع الناس على الذهاب، بتنظيم حملات إعلامية وتسهيل رحلات جماعية، مع مرشدين يشرحون الأوضاع على الأرض، ويتناولون كل مرحلة وصلاتها بالصورة النهائية، وكيف أن العمل يستمر الآن بثبات، برغم الالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية لجائحة كورونا، وتطبيق التباعد بين العاملين، الذى يعنى الاضطرار لتخفيض أعدادهم فى هذه المرحلة، وشرح الرأى الفنى فى ضرورة تأجيل رصف الطرق الداخلية حتى لا تدمرها حركة الناقلات العملاقة والأوناش ومعدات البناء. ومن الأفضل، لمن يذهب خارج الوفود الجماعية، أن يجد خرائط معلقة منتشرة للمدينة بعد اكتمالها تتحدد فيها كل مرحلة، مع علامات إرشادية كثيرة على الطريق للذهاب إلى كل غرض.

كلمات البحث