الكثير من المزارعين لا يعرف المهام التى يقوم بها قطاع الإنتاج التابع لوزارة الزراعة، رغم أن دوره -وفقًا لما نصت عليه اللوائح والقوانين- يشير إلى أنه قاطرة التنمية الزراعية الشاملة فى مصر وداعم رئيسى للاقتصاد الوطنى للبلاد، بل هو المسئول عن إدارة عشرات المشروعات الزراعية النموذجية بمحافظات الجمهورية، والتي تضم مساحات شاسعة من المحاصيل الإستراتيجية وأخرى تخص مزارع تربية الماشية والأسماك والدواجن.. ومزارع لإنتاج التقاوى ومراكز تجميع الألبان.
موضوعات مقترحة
«الأهرام التعاوني» التقت الدكتور ممدوح السباعي، رئيس قطاع الإنتاج بالوزارة فتحدث عن العديد من الملفات التى يديرها، ومنها دور القطاع فى دعم مشروع تأهيل وتطوير مراكز الألبان الذى تبنته الدولة الفترة الأخيرة، وكشف عن تفاصيل دعم قطاعه لمبادرة «ضد الغلاء»، فضلا عن دعم منافذ بيع اللحوم ومواجهة جشع التجار، ولم ينسَ مزارع القطاع النموذجية الإرشادية المنتشرة على مستوى الجمهورية فى دعم صناعة التقاوى الوطنية وزيادة الإنتاجية من المحاصيل. وإليكم الكثير في نص الحوار..
ما دور قطاع الإنتاج؟
يعد قطاع الإنتاج واحدا من أكبر القطاعات بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة من حيث الإنتاجية، حيث يضم 44 مزرعة موزعه على مستوى الجمهورية، وتغطى تلك المزارع 21 ألفا و835 فدانا تقريبا، إضافة إلى مزرعة شرق العوينات (37٫2 ألف فدان).
والغرض الأساسى من إنشاء قطاع الإنتاج هو دعم خطط التنمية الزراعية الشاملة، وتنفيذ السياسة العامة للدولة فى توفير المساحات اللازمة للمعاهد والجهات المتخصصة العاملة فى مجال إنتاج التقاوى للمحاصيل الإستراتيجية، وذلك بهدف استنباط الأصناف وعملية الإكثار للتقاوى.
القطاع أيضًا يضم عددا كبيرا من المزارع الحقلية منتشرة على مستوى مناطق ومحافظات الجمهورية، التى تقوم بالعمل على تطوير وتنمية الإنتاج الزراعى فى إطار السياسات الزراعية القومية التى تبنتها الدولة الفترة الأخيرة، وذلك عن طريق المساهمة مع المعاهد البحثية بمركز البحوث الزراعية فى تطوير وتحسين أصناف المحاصيل الإستراتيجية، وإنتاج تقاوى المحاصيل الإستراتيجية بمزارع القطاع بالتعاون مع الإدارة المركزية لإنتاج التقاوى والشركات العاملة فى هذا المجال.
وهل هناك جهات معينة تم التعاقد معها لتوريد حصاد تلك المزارع لها؟
يتم توريد ناتج محصول القمح إلى المطاحن والصوامع، فى حين أن محصول قصب السكر والبنجر يتم توريدها إلى شركات إنتاج السكر، حيث أن القطاع نجح خلال الفترة الأخيرة بالنسبة للزراعات الحقلية «المحاصيل الصيفية»، تم زراعة 3 آلاف و500 فدان من محصول الأرز، منهم 2000 إكثار و1500 تجاري، كما تم زراعة ألف فدان من محصول الذرة تم توريد كمياتها لمصانع العلف، وبالنسبة لمحاصيل الأعلاف فقد نجح القطاع فى زراعة 2000 فدان هذا الموسم، ونجح فى زراعة 900 فدان لمحصول البنجر، و600 فدان من القطن كانت تهدف لإنتاج التقاوى مع معهد بحوث القطن. أما بالنسبة للمحاصيل الشتوية فقد نجح قطاع الإنتاج بوزارة الزراعة فى زراعة مساحات كبيرة من المحاصيل الشتوية بمزارعه المنتشرة بكل محافظات الجمهورية.. حيث نجح هذا الموسم فى زراعة 4 آلاف و500 فدان بهدف إنتاج تقاوى وتجارى فى نفس الوقت، ونجح فى إنتاج ألف فدان من محصول الشعير بغرض إنتاج التقاوى وتجاري، ووصلت مساحة محصول الفول البلدى 250 فدانا.
وتضم مزارع القطاع المحاصيل البستانية والمشاتل والخضر والتى تهدف إلى إنتاج وبيع ثمار الفاكهة وإنتاج تقاوى الخضر، وإنتاج جميع أنواع شتلات الفاكهة والأشجار الخشبية ونباتات الزينة ومشاتل النخيل البارحى ذات الأصناف المتميزة والإنتاجية العالية والأصول المقاومة للأمراض، وتوفيرها بالأسواق بأسعار تنافسية، وذلك بالتعاون مع معهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، حيث تم بيع ثمار بستانية هذا العام بحوالى 25 مليون جنيه.
بالنسبة لمزارع الإنتاج الحيوانى باعتبارها أحد أهم قطاعات الزراعة.. ماذا حققتم فى هذا الملف؟
من المهم فى البداية أن نوضح أن السياسة العامة لوزارة الزراعة تهدف إلى النهوض بقطاع الثروة الحيوانية، ومن هنا بدأت كل القطاعات المعنية العمل للنهوض بهذا الملف كان على رأسها قطاع الإنتاج، عن طريق بدء تنفيذ آليات على الأرض لتنمية الإنتاج الحيوانى وتوفير اللحوم خلال العام وخاصة لحوم الأضاحي، وكذلك توفير الألبان على مدار العام وفى إطار توجيهات القيادة السياسية، ومتابعة السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، حيث يقوم قطاع الإنتاج بتنفيذ خطة تطوير عدد 25 محطة إنتاج حيوانى موزعة على مستوى الجمهورية.
كما انتهى القطاع مؤخرًا من عمل بروتوكول مع صندوق التأمين على الماشية على أن يقوم الأخير بعمل إعادة البنية الأساسية المتهالكة وهى منذ أكثر من ثلاثون عاما بعمل الإحلال والتجديد والترميمات لهذه المحطات تباعا، وقد تم البدء بمزرعة مشتهر بمحافظة القليوبية، كما يقوم صندوق التأمين على الثروة الحيوانية بدفع حق انتفاع 360 ألف جنيه سنويا وذلك لمدة عشر سنوات، كما يقوم القطاع بسداد ما تم إنفاقه على هذه الترميمات والتجهيزات والإصلاحات إلى صندوق التأمين على الثروة الحيوانية على هيئة أقساط ربع سنوية من عائد حق الانتفاع، وأن هذه الإصلاحات والتجديدات السابقة تؤول إلى القطاع وبحالة جيدة عن الانتهاء وعدم تجديد العقد المبرم.
وهل هناك تعاون أو شراكة مع المجتمع المدنى للنهوض بإنتاجية مزارع الثروة الحيوانية؟
بالفعل تم التعاقد مع مؤسسة «مصر الخير» على تطوير وتشغيل عدد خمسة محطات إنتاج حيوانى بسعة 6000 رأس من عجول التسمين بمزارع الجميزة، البندرة، القرشية، صفط خالد، السرو، لتشغيل الشباب ضمن منظومة البروتوكول الرباعى الموقع بين وزارة الزراعة ووزارة التموين وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية والبنك الزراعى المصري، وقد تم التشغيل التجريبى حاليا لتلك المشروعات، كما انتهى قطاع الإنتاج بوزارة الزراعة من عمل خطة للتطوير وتعظيم الإنتاجية، والاستفادة من الإمكانيات المتاحة، عن طريق إعادة هيكلة وتطوير عدد من تلك المزارع وتبنى سياسات جديدة فى ملف التغذية والعلاج للماشية واستخدام كل التقنيات الحديثة المعمول بها فى دول العالم.
كما نجح القطاع خلال الفترة الأخيرة بجهود عديدة فى هذا الملف لتعظيم الإنتاجية، بالنسبة لمزارع الوجه البحري، تجميع الأبقار والجاموس الحلاب من جميع محطات الوجه البحرى إلى «محطة روينة» بكفر الشيح وعمل نقطة تمركز رئيسية لإنتاج الألبان بالمنطقة، كما يجرى القطاع الآن منظومة جديدة لتجميع حيوانات التسمين بقرى وجاموسى من مزارع الوجه البحرى إلى مزرعة كفر سليمان، وتشمل تجميع الأغنام من مزارع الوجه البحرى إلى مزرعة ميت الديبة، وتم تجميع الجاموس من مزارع الوجه البحرى وعمل نقطة تمركز بمزرعة إدفينا، كما انتهى القطاع من تنفيذ نقطة تجميع حيوانات التسمين للمنطقة المركزية بمزرعة قها.
وبالنسبة للوجه القبلي، انتهى القطاع من تجميع الجاموس الحلاب من جميع محطات الوجه القبلى من طامية بالفيوم وملوى بالمنيا وشندويل بسوهاج، إلى محطة سدس فى بنى سويف، وعمل نقطة تمركز رئيسية لإنتاج الألبان بسدس جارى تجميع حيوانات التسمين بقرى وجاموسى مزارع الوجه القبلى إلى مزرعة ملوى بالمنيا، وجارى تجميع الأغنام من مزارع الوجه القبلى إلى بمزرعة الفيوم.
الرئيس وجه مؤخرًا بمشروع قومى لتطوير وتأهيل مراكز تجميع الألبان.. هل شاركتم بهذه المنظومة؟
مزارع القطاع المنتشرة فى كل المحافظات تشارك بشكل كبير فى مشروع القومى لتطوير مراكز الألبان الذى وجه به الرئيس، بل أن القطاع شريك أساسى فى توفير كميات الألبان لهذه المراكز وفقًا لضوابط صحية مشددة لضمان جودة المنتجات، حيث يشرف على هذه العملية كتيبة من خبراء واستشاريين لتطبيق هذه الاشتراطات وضمان جودة الألبان التى يتم توريدها إلى هذه المراكز، كما أن مزارع القطاع منتشرة فى جميع محافظات الجمهورية ماعدا محافظة الأقصر، باعتبار أنها من المحافظات القريبة من قنا، صاحب أكبر مزرعة إنتاج تم إنشاؤها بمنطقة المطاعنة.
تسويق الإنتاج الذي يترجم جهود القطاع محور تساؤلات الكثير.. إلى أى مدى توصلتم فى هذا الملف؟
منذ أن توليت رئاسة القطاع بدأنا إستراتيجية جديدة لتفعيل دور تسويق الحاصلات الزراعية ومنتجات مزارع تربية الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، وذلك من خلال البيع بمنافذ التسويق بأسعار تنافسية للتخفيف عن كاهل المواطنين ولدعم مبادرات أجهزة ومؤسسات الدولة فى توفير اللحوم للمستهلك بأسعار تتناسب مع الدخل، إضافة إلى بعض السلع حيث تم عرض منتجات القطاع مثل محاصيل، الفول الأرز، وزيت الزيتون، والعسل واللحوم الحمراء، وبيض المائدة.
كما يتم توفير باقى المواد الغذائية للجمهور من خلال المنافذ المنتشرة بمحافظات القاهرة الكبرى والأقاليم وبالتعاون مع الوحدات والأحياء والجهات الحكومية، حيث يتم توفير اللحوم البلدية والمستوردة ومصنعاتها والدواجن بأنواعها ومصنعاتها، والأسماك بأنواعها البقوليات، والخضر بأنواعها، والفاكهة بأنواعها، والعسل البيض والشتلات، حيث يتواجد حوالى 66 منفذا بمحافظة القاهرة والجيزة والإسكندرية وكفر الشيخ والقليوبية والمنيا.
وما أهم مشروعات القطاع على مستوى المحافظات؟
لدينا العديد من المشروعات الإنتاجية التى تمثل قوة اقتصادية تساهم فى دعم الاقتصاد القومي، وتدعم المستهلك فى توفير سلع غذائية بأسعار تتناسب مع كل الفئات، وهم مشروع الـ«20 مليون بيضة» الذى يعد من المشروعات الرائدة فى إنتاج بيض المائدة وفقا للمواصفات الفنية والقياسية بالسلالات التى يتم تربيتها لإنتاج البيض وهذا المشروع يساهم فى توفير احتياجات محافظة الإسكندرية من خلال توريد للشركات التموين، كما يتم إمداد منافذ القطاع المنتشرة بكل المناطق والمحافظات بالكميات المطلوبة.
لدينا أيضًا «مشروع البيوجاز» مسئول عن تدوير المخلفات الحيوانية للمزرعة لإنتاج مركبات ذات قيمة مضافة، تعمل على خفض مدخلات الإنتاج الزراعى بالمزرعة، وتشمل استهلاك الطاقة والأسمدة المعدنية وأيضا حماية بيئة المزرعة من التلوث، كما يوجد لدينا عدد من مصانع الأعلاف المنوط بها توفير الأعلاف اللازمة لقطيع الإنتاج الحيوانى على مستوى مزارع القطاع، ويتم التصرف فى الفائض بالبيع المحلى، لدينا مشروع «معصرة الزيتون» بكوم أوشيم والتى تهدف إلى عصر ناتج ثمار الزيتون من مزارع القطاع وكذا تقديم خدمة عصر الزيتون لمزارعى المنطقة.