ما إن ينهزم فريق الاهلى أو الزمالك في مباراة لكرة القدم، سواء على المستوى المحلى أو القارى أو الدولى، إلا وينتشر في وسائل الاتصال الاجتماعى ما يسمى بالتحفيل، حيث يبدأ أنصار الفريق المنافس في كتابة تعليقات وصور وفيديوهات سخرية من الفريق المهزوم، وكانت موضة التحفيل هذه في بدايتها لطيفة ونرى فيها خفة ظل المصريين، وكيف يخلقون النكتة سخرية من منافسهم الرياضى، ثم تطور الأمر من التحفيل الى التجريح والاستهزاء وأحيانا السب والشتم.
وقد يصل الأمر الى الخوض في الأعراض، وأصبح التعصب لأحد الفريقين سمة الجماهير، وإذا كان هذا التعصب مذمومًا والخروج عن الآداب والشتائم مرفوضة من جماهير السوشيال ميديا، فما نراه في الإعلام الرياضى شيء يندى له الجبين، فبعض مقدمى البرامج الرياضية الذين يبحثون عن زيادة المشاهدة، بغض النظر عن مدى ما يقدمونه، يشعلون النار في الوسط الرياضى خصوصا بين جماهير الأهلى والزمالك، كما أنهم يستضيفون لاعبين سابقين ينتمون لأحد القطبين يعلنون كراهيتهم للفريق الآخر، وتمنياتهم لخصمهم الرياضى بالهزيمة من أي فريق آخر حتى ولو كان غير مصرى، ويقللون من شأن أي إنجاز يحققه الطرف الآخر، ويسخرون من لاعبى خصمهم ويحطون من شأنهم، كل هذا التطرف الرياضى من شأنه أن يزيد الجماهير المتعصبة تعصبا.
وهنا يأتي الدور المهم للمجلس الأعلى للإعلام ولجنته الرياضية بتنقية الأجواء الرياضية من هذا الشحن؛ لأننى أعتقد أنه لو كانت مباريات كرة القدم تقام بجماهير، لربما شاهدنا أحداثًا مأساوية جديدة كمأساة استادي بورسعيد والدفاع الجوي.