جاءت زيارة الرئيس السيسي مؤخرًا لعزبة الهجانة ومعه رئيس مجلس الوزراء وعدد كبير منهم، لتعلن عن مواجهة قوية جديدة ضد العشوائيات، وإصرار على القضاء على واحدة من أكثرها حدة وقسوة فى تاريخ العاصمة، ليس فقط بسبب الظروف المعيشية التى يواجهها سكانها، بل لأثر هذه الظروف على التركيبة النفسية والاجتماعية لهم عبر نصف قرن من الزمان، دون أن يتحرك لمواجهتها أحد رغم مجاورة المنطقة لحى مدينة نصر!.
من هنا فإن طرح ملف عزبة الهجانة باعتباره واحدا من ملفات العشوائيات المهمة لوضع حلول لتحويلها إلى مناطق آمنة وصحية مثلما جرى فى مشروعات أخرى مثل عشش قلعة الكبش، وبطن البقرة، وعزبة العرب، وعين الصيرة، والمدابغ، وعشش النهضة، ومجرى العيون،وتل العقارب، وغيرها هو أمر قد جاء فى وقته، ولم يعد ممكنا الانتظار فيه كثيرا، ويحسب لهذا العهد الذى قرر وبقوة مواجهة مثل هذه العشوائيات.
لكن الأكيد أن عزبة الهجانة ستكون فى أشد الاحتياج لمشروع مواز لتنمية البشر فيه بقدر تطوير المكان، بجهد ليس حكوميا فقط بل بالمشاركة مع جمعيات ومؤسسات المجتمع المدنى التى تقع فى حى مدينة نصر، ومعها رجال الأعمال الذين ينتمون إلى هذا الحى وغيره، ليصبح لهم دور إيجابى أسرع فى تطوير وبناء إنسان هذه المنطقة ثقافيا ومعرفيا ورياضيا وتعليميا، ووضع خطة تضعها وتشرف عليها الدولة لتحقيق أقصى استفادة من تطوير المكان، باستعادة أفضل القيم الإيجابية للبشر داخل مجتمع هذه المنطقة.
إن القضية الأصعب فى عزبة الهجانة ليس فقط مواجهة عشوائية المكان بل مواجهة هذه الاتجاهات والأفكار العشوائية التى نجمت عن معيشة البشر فيها، وعلينا أن نواجه هذا بعقل وسلوك واعيين!.