أعرف الوزيرة نبيلة مكرم منذ تسع سنوات، وأعرف جدها واجتهادها منذ أن كانت قنصل مصر فى روما تجوب محافظات إيطاليا بحثًا عن المصريين، خاصة القُصّر منهم وسعيًا لحل مشكلاتهم. وحين ذهبت إلى الإمارات مارست هذا الدور بنجاح واقتدار مع أكبر الجاليات المصرية عددًا.
وحين تولت الوزارة ازدادت وهجا وألقا ، فلا تزال الوزيرة النبيلة ، دءوبة نشيطة، تحمل همّ المصريين فى الخارج والحفاظ عليهم وعودة حقوقهم، لا وقت لديها سوى صورة مصر، وفى مجلس النواب قبل نحو الشهر، كانت من بين وزراء قليلين نالت إشادة نواب المجلس بأكملهم.
مناسبة هذا الكلام هى المبادرة الأخيرة التى أطلقتها الوزارة منذ أيام «مصرية بـ100 رجل»، لإبراز جهود سيدات مصر بالخارج ودورهن حول العالم فى دعم قضايا الدولة الوطنية. ذلك أن اسم المبادرة أثار استهجان البعض ورفضه لإطلاق اسم كهذا على المرأة ، وعندى أننا لا نزال نخلط بين المرأة والأنثي، فالوزيرة أرادت التدليل على نجاح المرأة بأنها فعلت ما يفعله مائة رجل. ومنذ 800 عام رأى ابن رشد أن «وضع المرأة فى أى مجتمع معيار لقوة المجتمع أو ضعفه، وأن المرأة والرجل يشتركان فى النوع والطبع والكفاءات الذهنية والعملية، وإن اختلفت عنه فى بعض الخصائص والوظائف، وأن هناك تصورات خاطئة موروثة من ثقافة قبلية أبوية تحرم المرأة من اكتساب الفضائل والمهارات بالتعلم الجاد والعمل الخلَّاق. وأن تغيير هذه الوضعية البائسة يقتضى تغيير تلك التصورات الخاطئة والمتحيزة ضد المرأة». وما تفعله الوزيرة وزميلاتها فى الحكومة هو تغيير تلك التصورات الخاطئة، فتحية للوزيرة النبيلة على كل ما تقدمه لمصر وللمرأة المصرية.