علاج جديد يؤخِّر الشيخوخة ويُطيل العمر بمعدل الربع

18-2-2021 | 17:38
علاج جديد يؤخِّر الشيخوخة ويُطيل العمر بمعدل الربع  علاج يؤخر الشيخوخة
ترجمة: عبير مسعد
نصف الدنيا نقلاً عن

يحلم الإنسان دوما بالعيش لسنوات مديدة، متمتعا بصحة جيدة، وحياة خالية من الأمراض حتى أعراض الشيخوخة التي يعرفها الجميع يأمل في عدم التعرض لها، وتجنُّب الخوض في تلك المعاناة التي يفرضها عليه مرور السنوات، لذا حظيت مرحلة الشيخوخة باهتمام الباحثين وحاولوا الوصول إلى تقنية تؤخِّرها وتقلل من أعراضها من خلال الكثير من الأبحاث والدراسات العلمية، والتي كان آخرها ما توصَّل إليه علماء صينيون من تقنية حديثة لتأخير الشيخوخة عن طريق التعديل الچيني.

موضوعات مقترحة

ذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن مجموعة من الباحثين بالأكاديمية الصينية للعلوم توصلت إلى تطوير علاج چيني يؤخِّر الشيخوخة، ويطيل العمر بمعدل الربع. واستخدم الباحثون الصينيون تقنية «CRISPR-Cas9»، وتعد هذه التقنية أداة قوية لتحرير الچينات، التعطيل چين يحمل اسم «KAT7»، الذي يعتبره العلماء أحد العوامل الرئيسية المساهمة في شيخوخة الخلايا.

وأظهرت هذه التقنية الثورية الحديثة نتائج مذهلة عندما طبقها الباحثون على عدد من فئران المعامل، حيث نجحت بالفعل في تأخير الشيخوخة لديهم، بالإضافة إلى أنها أطالت أعمار الفئران بمعدل الربع. وبالرغم من إجراء التجارب على الفئران في المختبر، يعتقد الباحثون أن استخدام هذه التقنية الچينية على البشر سيصبح من الممكن في المستقبل القريب، كما قد يسهم يوما ما في تطوير علاجات مماثلة للبشر.

واعتمدت الفكرة الأساسية لتطوير العلاج الجديد على ما أكده الباحثون من أن بعض الچينات الوراثية تلعب دورا كبيرا في ظهور أعراض الشيخوخة والأمراض المرتبطة بالعمر.

چين يسبب الشيخوخة
قال مؤلف الدراسة تشو چينج من معهد علم الحيوان في الأكاديمية الصينية للعلوم (CAS)، إن الفئران أظهرت بعد مرور من ستة إلى ثمانية أشهر تحسنا بشكل عام في المظهر وقوة القبضة، والأهم من ذلك أن أعمارها طالت بنسبة 25 % في المتوسط.

وأضاف چينج أن فريق الباحثين استخدم أداة تحرير الچينوم الشهيرة المعروفة باسم «CRISPR-Cas9»، التي تستخدم لعمل تعديلات دقيقة في الحمض النووي.

وبواسطة هذه الأداة تمكن الباحثون من فحص آلاف الچينات بحثا عن الچينات التي تتسبب في شيخوخة الخلايا، وبالتالي تضعف وظيفة الأنسجة وتجعلها أكثر عرضة لظهور الأمراض.

وحدد الباحثون مئة چين محفز للشيخوخة من بين حوالي عشرة آلاف چين تم فحصها، وكان چين يحمل اسم «KAT7» الأكثر كفاءة في الإسهام في ظهور الشيخوخة داخل الخلايا. وأشار چينج إلى أن هذا الچين يعد واحدا من عشرات الآلاف من الچينات الموجودة في خلايا الثدييات.

وعمل الباحثون على إبطال مفعول چين «KAT7» في كبد الفئران باستخدام الحقن الوريدي لمركبات مخصصة لنقل الچينات في خلايا الثدييات تعرف باسم «Lentivirus»، وهو ببساطة نوع من الڨيروسات. وأدى الحقن الوريدي إلى تقليل نسب الخلايا الشائخة، والخلايا المسببة للالتهابات في الكبد، وإطالة فترة الصحة وعمر الفئران المتقدمة في العمر.

العلاج الأول من نوعه
قال أحد الباحثين المشاركين في تطوير العلاج، المتخصص في طب الشيخوخة بمعهد علم الحيوان في الأكاديمية الصينية للعلوم (CAS)، إن العلاج الذي تم تطويره كان الأول من نوعه في العالم، كما أن النتائج التي توصلوا إليها تعد إنجازا لم يحدث من قبل في هذا الشأن، وعلى وجه الخصوص ما أتت به نتائج التجارب المعملية من تمديد أعمار جميع الفئران التي خضعت للتعديل الچيني.

وأضاف أن النتائج أشارت أيضا إلى أن العلاج الچيني القائم على تعطيل چين واحد يكون كافيا لإطالة أعمار الفئران. وحرص الباحثون على اختبار وظيفة چين «KAT7» في أنواع مختلفة من الخلايا، من بينها الخلايا الجذعية للبشر، وخلايا الكبد البشرية، وخلايا كبد الفئران، للتأكد من أنه يدعم شيخوخة الخلايا، وأن إبطال تأثيره لا يتسبب في أية أضرار محتملة لهذه الخلايا أو ما يطلق عليه «السمية الخلوية».

وأشار الباحثون أيضا إلى أن العلاج الچيني الجديد لم يتسبب في أي آثار جانبية حتى الآن، الأمر الذي يدعم استخدامه على الإنسان، لكن بالطبع لابد أن يخضع للعديد من الدراسات المستقبلية الأكثر دقة لضمان سلامة وأمان استخدامه على البشر.

فيجب اختبار وظيفة الچين في أنواع أخرى من الخلايا البشرية، وأعضاء فئران أخرى، وحيوانات ثديية أخرى قبل إجراء الاختبارات السريرية التي تجرى على الإنسان.

وبالطبع سيتطلب الأمر الكثير من التمويل المادي، والمزيد من البحث العلمي. وفي النهاية، نأمل جميعا أن نجد طريقة لتأخير أعراض شيخوخة البشر حتى لو بنسبة ضئيلة جدا في المستقبل.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: