Close ad

مبادرة سيارات الغاز وحلم العقود السبعة

16-2-2021 | 17:39
الأهرام المسائي نقلاً عن

جاء إطلاق المرحلة الأولى من مشروع إحلال السيارات القديمة بأخرى جديدة تعمل بالوقود السائل والغاز الطبيعي ليعطي دليلًا واضحًا على منهج عمل مميز للحكومة بعدم الإعلان إلا على ما يمكن تنفيذه فعليًا، هذا المنهج يزيد من ثقة المواطن في الحكومة.. هذه الثقة التى تعرضت للتآكل خلال العقود الماضية، وحلت محلها ثقة في مقولة «يوم الحكومة بسنة».

مشروع إحلال السيارات الذى تتحمل الخزانة العامة للدولة نحو 7.1 مليار جنيه عبء تمويل الحافز للمرحلة الأولى منه التي تشمل 250 ألف سيارة مضى على تصنيعها أكثر من 20 عامًا في سبع محافظات، يحقق عوائد اقتصادية عديدة، يأتي على قمتها تخفيض معدلات تلوث البيئة وزيادة الطلب على السيارات ذات المكون المحلي مما يساعد الشركات الوطنية على التشغيل الاقتصادي لمصانعهم، هذه الفوائد الكثيرة يمكن أن تتعاظم وتعطي قيمة مضافة للاقتصاد الوطني بالتوسع في الاستفادة من موارده الطبيعية وترشيد الاستيراد وتوفير فرص عمل جديدة لآلاف الشباب، المرحلة الأولى دارت عجلتها وهي بداية مشجعة جدًا، ولكن المرحلة الثانية من هذا المشروع يمكن أن تكون نقطة انطلاق فارقة في صناعة السيارات بمصر، ومحاولة تحقيق حلم ظل يراود مخيلة المصريين على مدار أكثر من سبعة عقود وهو حلم صناعة سيارة مصرية.

الحلم الذي ظل يداعب مخيلتنا على مدار عقود مضت ولَم يخرج عن دائرة الأحلام كان مقترنًا دائمًا بالتصنيع الحكومي لهذه السيارة، وأعتقد أن هذا الاقتران كان السبب الرئيسي في عدم النجاح للقيود الشديدة التي تعوق الاستثمار التابع للحكومة أيًا كان القانون الذي تقع تحت مظلته الشركات سواء قطاعًا عامًا أو قطاع أعمال، حيث إن الاستثمار الناجح هو بالأساس يتضمن درجات متفاوتة من المخاطر، وهو ما لا يمكن قبوله بسهولة بالنسبة للمال العام.

أما بالنسبة للقطاع الخاص فكانت مبرراته في عدم المخاطرة لتحقيق حلم السيارة المصرية هي عدم ضمان تسويق إنتاجه بالقدر الذي يحقق الجدوى الاقتصادية للاستثمارات المطلوبة، المرحلة الأولى من مبادرة إحلال السيارات القديمة اعتمدت على مكون محلي 45% للسيارات الملاكي، و60% في سيارات الميكروباص، وبالتالي يأتي التساؤل حول مدى إمكانية استخدام نسبة مكون محلي أعلى يتم تحديدها بالتشاور بين الحكومة وأصحاب المصانع كشرط لاعتماد السيارات في المراحل التالية من المبادرة. 

زيادة نسبة المكون المحلي ستكون حافزًا قويًا بالنسبة لمصانع إنتاج السيارات، وفي الوقت نفسه يمكن أن تكون نقلة نوعية للمشروعات الصغيرة المغذية لها وهي كثيرة وتتوافر بمصر المواد الخام اللازمة لها، حيث تعتمد فى معظمها على صناعة البتروكيماويات ولدينا قاعدة معتبرة فيها.

الربط بين التوسع في استخدام الغاز الطبيعي محليًا مع تعميق التصنيع المحلي لمكونات السيارات سوف يجعل مخاوف القطاع الخاص لا محل لها، لأن المبادرة تضمن سوقًا مناسبة لاستيعاب ما يتم إنتاجه وبالتبعية يتحول الحلم الذي طال انتظاره إلى واقع ملموس خاصة مع ما تبديه الدولة من تسهيلات كبيرة تجعل المشروع مربحًا لكل أطرافه فهل يتحقق الحلم؟

وكيل الهيئة الوطنية للصحافة

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
د. أحمد مختار يكتب: رؤية مختلفة لمشروعات التنمية

بين الحين والآخر يتساءل البعض عن مشروعات الطرق والكباري، وكذلك مشروعات البنية الأساسية التي يجري تنفيذها بمصر باستثمارات ضخمة، مبعث السؤال غالبًا لا يرتبط

الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي

من يأخذ زمام المبادرة في نشر الأخبار سياسية كانت أم اجتماعية؟ هل المواقع الصحفية المرخص لها بذلك أم صفحات السوشيال ميديا التابعة لأفراد لا نعلم حقيقتهم

العودة للجذور

منذ أربع سنوات أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى مبادرةً العودة للجذور فى القمة الثلاثية بنيقوسيا فى نوفمبر 2017، وجاءت النسخة الأولى فى أبريل 2018 بمشاركة

قوة رشيدة

ساعات قليلة ويعقد مجلس الأمن اجتماعه المرتقب لبحث مشكلة السد الإثيوبي، الآمال المعلقة لدى البعض على اجتماع المجلس واعتباره المحطة الأخيرة فى مشوار السد

«30 يونيو» درع وسيف

تمثل الأحداث المهمة التى ترتبط ببقاء الأوطان قوية آمنة؛ علامات فارقة يتوقف التاريخ أمامها عندما يسطر مسيرة الإنسان والمكان، يطوى صفحات أوطان تمزقت، فهام

حتى يعود البريق

عندما امتلكت الدولٌ الكبرى القوة الاقتصادية والعسكرية سعت للهيمنة على العالم بنشر قيمها وثقافتها على أنها القيم الإنسانية المثلى، البداية كانت بنشر اللغة

ثقافة تنقذ حياة

عندما سقط كريستيان إريكسن لاعب الدنمارك، منذ أيام قليلة أثناء إحدى مباريات كرة القدم الأوروبية انخلعت قلوب المشاهدين والمتابعين، خاصة أن اللاعب سقط بدون

حلم قائد .. وثقة شعب

الإنسان والمكان عنصران مثل طرفى معادلة التنمية والبناء لتترجم عبقرية مصر وتنسج خيوط حلم وهدف حدد بوصلة المسار، الذى اختاره الرئيس السيسى عندما تولى مسئولية

تحويلات المصريين ومسارات التنمية

أوضح تقرير حديث صادر عن البنك الدولى ارتفاع تحويلات العاملين بالخارج إلى منطقة الشرق الأوسط، العام الماضى، بنسبة 3.2% لتصل إلى 56 مليار دولار، وذكر التقرير

تصنيع الدواء وتوطين التكنولوجيا

عندما افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى شهر أبريل الماضى مدينة الدواء فى الخانكة، تساءل عن نسبة تحقيق الاكتفاء الذاتى من الأدوية، وجاءت الإجابة بأنها تبلغ

منظمات حقوق الإنسان .. والحق في الحياة

هل بعد الحق فى الحياة حقوق أخرى يمكن الحديث عنها؟ سؤال يُلح علي منذ العدوان الإسرائيلي الغاشم على الأشقاء الفلسطينيين، والصمت المريب لمنظمات حقوق الإنسان،

دراما رمضان وقضايا الوطن

مع اقتراب شهر رمضان الكريم من الرحيل جاءت ردود الأفعال الإيجابية والتفاعل الكبير بين المواطنين وليس المشاهدين فقط مع أحداث مسلسلى الاختيار-2 والقاهرة كابول