عندما زرت مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة بشمال شرقي سوريا لمعرفة حقيقة الادعاء بأن سوريا تدرب حزب العمال الكردستاني المحظور بتركيا، قال لي بعض الأهالي إن عناصر الحزب كانوا يسيرون بأسلحتهم هنا، لكنهم اختفوا مع تصاعد التهديدات باجتياح عسكري تركي للمنطقة السورية المجاورة، قبل 22عامًا تقريبًا.
ووفق كتاب «عرب وأكراد» لمؤلفه السورى منذر الموصلى، الذى احتك بالأكراد خلال عمله بالأمن، فإن تاريخ قدوم السوريين من أصل كردى متفاوت، ولعل أحدثهم وصول أكراد الحسكة من كردستان التركية قبل نحو مائة عام هربا من الاضطهاد التركى ـ وتقدر موسوعة ويكيبيديا عدد هؤلاء بعشرات الآلاف - كما تسلل فقراء الأكراد الأتراك إلى القرى السورية الكردية الكثيفة على الشريط الحدودى للحسكة عامى 1959 و1960 تقريبا، للاستفادة من تطبيق قانون الإصلاح الزراعى فى عهد الوحدة المصرية، السورية.
وفى مراحل تالية، تأثر بعض الشبان بالنشاط القومى الكردى، وأن سوريا كانت ترفض وتقاوم أن يقحم أبناؤها الأكراد أنفسهم بقضايا تمس وطنهم، والآن، وبعد نحو ربع قرن من نشر ماجاء بالكتاب، فإن مايذاع عن محاصرة ميليشيا كردية ــ مرتبطة تاريخيا بحزب العمال التركى- لمنطقة تحت السيطرة الحكومية السورية بالحسكة، ردا على فعل حكومى مماثل ضد أكراد منطقة أخرى، دليل على أن بعض الأكراد أصبحوا يقحمون أنفسهم بقضايا تمس أمن وطنهم، وأن تدريب معارضة دول الجوارعلى السلاح يمكن أن يرتد إلى صدر من قام بذلك.