أى كادر إخوانى متوسط الذكاء، وكذلك أى إرهابى شبيه من أى فصيل آخر، يدرك أن اعتماد الإرهاب فى هذه المرحلة لن يعيدهم إلى حُكم مصر، ويكفى أن يتمعنوا فى أن عملياتهم الإرهابية قد تقلصت بشدة، مقارَنة بجرائمهم اليومية بعد الإطاحة بحكمهم مباشرة، وأن الجيش والشرطة اللذين ينجحان فى إنزال أشد الضربات بهم يزدادان قوة، إضافة إلى النجاح فى تطويق وجودهم فى دول الجوار، بتجفيف حواضنهم فى ليبيا والسودان، وإضعاف الدعم القادم لهم من دول أخرى، وتحجيم هذه الدول نفسها، مع سلاح مستجد ضدهم يتمثل فى يقظة الشعب المصرى لألاعيبهم بعد أن تكشفت له حقيقتهم. وأما تفسير حرصهم على بقاء مناوشاتهم فى حدها الأدنى، فى الداخل ومن الخارج، فهو لتغيير هدفهم المرحلى، الذى صار الآن ترويع الناس وردعهم عن التعاون مع الأمن ضدهم، مع سعيهم لإقناع الجماهير بأن أجهزة الدولة أعجز من أن توفر لهم الأمن، إضافة إلى تركيزهم على البث الكثيف لطوفان من الأكاذيب، يسمونه (حملات إعلامية)، بهدف زرع الريبة فى كل قرار رئاسى أو حكومى، مع العمل على تشويه أى إنجاز، بوهم أن الناس يمكن أن يقتنعوا بأنه ليس من مصلحتهم أن تنتشلهم الدولة من العشوائيات الخطيرة إلى مساكن حضارية مؤثثة بالكامل، فى أحياء متطورة توفر كل الخدمات..إلخ!
أضِف إلى هذا أن سُمعتهم صارت فى الحضيض، بعد فضائح الفساد المالى لقياداتهم، وهو ما كان مستورا طوال تاريخ الإخوان عن كوادرهم وقواعدهم، الذين ضربتهم أول صدمة كبرى عندما اكتشفوا أن قادتهم قد زجوا بهم فى رابعة والنهضة وكذبوا عليهم بأن نصرهم قريب، وأن عليهم أن يصمدوا حتى آخر نفس، ثم تبين لهؤلاء الضحايا أن قياداتهم كانوا يخططون سرا، فى نفس الوقت، لهروبهم آمنين خارج البلاد، وترك من صدقوهم لمصائرهم.
وفى استمرار لأخطائهم التاريخية، يراهنون الآن على أن عودة الديمقراطيين إلى الحكم فى أمريكا يمكن أن تُقوِّى مواقفهم، ناسين أن مصر نجحت فى الصمود أمام إدارة أوباما فى وقت كانت الثورة ضدهم فى أضعف أوقاتها.