«أنطون تشيكوف» طبيب وكاتب روسى، هو رائد القصة القصيرة.. ولد فى ٢٩ يناير ١٨٦٠ وتوفى بعد أن أتم عامه الـ٤٤. حياته القصيرة مليئة بالمصاعب ولكنها حافلة بالكفاح والبطولة ومئات القصص والمسرحيات.
هو برج الدلو ومولود هذا اليوم عاطفى وحساس، يتخذ مواقف مثالية.. الصداقة تعنى له الكثير فى الحياة، لكنه قلق ويحتاج لمن يطمئنه.
نشأ «تشيكوف» بمدينة «تاجانروج» بروسيا فى عائلة فقيرة.. الأجداد كانوا عبيدا وبعد التحرر عملوا بالتجارة.. والده امتلك بقالة صغيرة، ورغم العائد الصغير من هذه التجارة حرص والدا تشيكوف على تعليمه
بالمدارس هو وإخوته الخمسة. بجانب الدراسة كان «تشيكوف» يساعد أباه فى البقالة وأيضا كان مطالبا بالغناء فى الكنيسة. فى المدرسة اشتهر بحسه الفكاهى وبحبه للتمثيل. فى عام ١٨٧٥ وجد نفسه مضطرا للعيش بمفرده ولتحمل مصاريف معيشته ودراسته فى «تاجانروج» بعد أن فر والداه وإخوته إلى موسكو بسبب الاستدانة. اضطر لإعطاء الدروس الخصوصية ولكتابة القصص الفكاهية وللعمل فى صيد الطيور لينفق على دراسته وليساعد أسرته فى الإنفاق على دراسة اخوته فى موسكو.
يقول «تشيكوف» لاحقا فى رسالة لمعلمه عن هذه الفترة: «إن ما يأخذه الكُتّاب النبلاء مجانا وبصورة طبيعية، يدفع الكُتّاب من العامة ثمنه من شبابهم. مثل هذا الشاب ابن العبيد وابن البقال والمغنى بالكنيسة.. التلميذ المطالب باحترام ذوى الرُتَب، وتقبيل أيدى الباباوات، وتبجيل أفكار الآخرين، عرفانا بكل لقمة عيش يمنحونه إياها. هذا الشاب المحارب يُجلَد مرارا وتكرارا.. يعطى الدروس الخصوصية بلا حذاء فى قدميه، يعذب الطيور، ويبحث عن وجبةغذاء عند أولياء الأمور الأغنياء، وينافق الجميع لإحساسه بأنه لا شيء. هذا الشاب استطاع أن يتخلص شيئا فشيئا من العبودية.. استيقظ فى صباح جميل ليشعر أن الدماء التى تجرى فى عروقه ليست دماء عبودية بل هى دماء رجل حقيقى».
فى صيف ١٨٧٩ أنهى تعليمه المدرسى لينتقل بعد ذلك إلى موسكو لدراسة الطب، وبجانب الدراسة بدأ يعمل بجدية فى كتابة القصص القصيرة فى المجلات الفكاهية. إن قلق «تشيكوف» الدائم بسبب عدم وجود مال دفعه للكتابة مُسخّرا موهبته الأدبية لاكتساب المال. مولود الدلو أيضا يهتم بمشاركة الآخرين والاتصال بهم، ويحب أن يضطلع على ثقافات مختلفة..يعتبر العالم بلدة صغيرة تجمعنا وعلينا أن نعمل معا من أجل التعايش فى عالم أفضل. الدلو برج هوائى لكن رمزه يحمل أيضا عنصر الماء، والماء هنا يمثل الوسط الذى يربط القارات والأراضى والجزر المختلفة بعضها ببعض. وقد يوضح لنا ذلك ما قام به تشيكوف من جهد خارق ليتعرف على خفايا النفس البشرية فى عدة بلاد قريبة وبعيدة، حتى أنه قام برحلة إلى اليابان، لمستعمرة العقوبات، ليحاور المحكوم عليهم بالأعمال الشاقة ويكتشف مشاعرهم، ورغم شهرته كأديب استمر فى مهنة الطب ليعالج المرضى مجانا! هو مولود الدلو المثالى الذى يعتبر كل كائن صديقا له فى الإنسانية.