Close ad
30-1-2021 | 11:05
الأهرام اليومي نقلاً عن

بكلمات قوية وعبارات واضحة جدد سامح شكرى وزير الخارجية أمام مجلس النواب أبعاد وحدود الموقف المصرى من مفاوضات سد النهضة إزاء ما تبديه إثيوبيا من تعنت، وقال شكرى فى بيانه: إن مصر لن تفرط فى حقوقها ولن تتهاون مع أى ضرر بمصالحها يمس مقدرات شعبها الذى ترتبط حياته بنهر النيل.

كل مواطن فى مصر استشعر فى كلمات سامح شكرى تعبيرا صادقا وصريحا عن مكنون النفوس ومخزون الصدور لدى عموم المصريين، لأن هذه الكلمات ليست صياغات دبلوماسية أو مجرد أفكار ورؤى سياسية وإنما هى حكم الحقيقة وحكم التاريخ، بل إنها أحكام القدر ولا تملك أى قوة على الأرض قدرة تغيير الطبيعة!

وفى هذا الإطار يمكن فهم وإدراك حرص وزير الخارجية على أن تتعامل مصر مع هذا الملف بكل صدق وشفافية فى إطار حرصها على إثيوبيا كدولة شقيقة رغم ما يبدو من مواقفها غياب التفسير المنطقى لتعنتها، ورغم كل الإشارات الواضحة التى صدرت عن مصر بأنها لا تريد أن تخوض معارك لا طائل من ورائها طالما أن أبواب ونوافذ التفاوض مازالت مفتوحة!

إن بيان سامح شكرى أمام مجلس النواب وما ورد به بشأن أزمة سد النهضة كان بمثابة تأكيد جديد على أن مصر تريد مواصلة النقاش الهادئ والتفاوض المجدى دون غضب ودون انفعال ودون مزايدة ودون ابتزاز!

وليس ذلك مجرد استنتاج أو اجتهاد ذاتى فى قراءة المشهد على ضوء بيان وزير الخارجية وإنما ذلك ما استخلصته من اتساع مساحة الفهم الدولى لمرونة الموقف المصرى وبالذات فى أمريكا وأوروبا، حيث يتزايد الفهم لقدرة الصبر المصرى فى مواجهة المماطلة والتعنت غير المبرر من جانب إثيوبيا رغم أن الأمور بلغت حدا لا يحتمل الانتظار.

ويحسب لوزير الخارجية أنه صاغ بيانا سياسيا كان شعب مصر ممثلا فى نواب البرلمان فى أمس الحاجة لمعرفة كل أبعاد القضية على مختلف مسارات التفاوض التى ذهبت مصر إليها احتراما للاتحاد الإفريقى وتجاوبه مع الوسيط الأمريكى واستدعاء لمجلس الأمن لأول مرة بشأن نزاع حول مجرى مائى لكى تكون النقاط واضحة على كل الحروف.

وظنى أنه مهما كانت مواقف إثيوبيا فإن العنصر الحاكم هو تمسك مصر بكامل حقوقها ومن ثم لا يخالجنى أدنى شك فى أن كل هذه المماطلات سوف تنتهى وتذوب كما تذوب الثلوج فوق قمم الجبال حين يتبدد الضباب وتشرق الشمس بأشعتها الدافئة!
وأتمنى أن أكون قد أجبت على السؤال المطروح.. نحن وإثيوبيا.. إلى أين؟

خير الكلام:
<< الحق الذى لا يستند إلى قوة تحميه باطل فى شرع السياسة!

كلمات البحث
الأكثر قراءة