Close ad
27-1-2021 | 11:36
الأهرام اليومي نقلاً عن

مازال القادة الشعبويون اليمينيون بالعالم يجدون صعوبة فى تقبل خسارة ترامب وتولى بايدن رئاسة أمريكا. ترامب كان حامل لواء الشعبوية. احتموا به وشعروا بالفخر عندما التقطوا الصور معه بالبيت الأبيض. الآن، ذهب عنهم الغطاء، فماذا سيفعلون؟. حسنا.. ربما فقدوا زعيما لهم، لكنهم لم يفقدوا قضيتهم. الشعبوية باقية بل وستزدهر خلال العقد الحالى على الأقل.

فى عام 2020، كان هناك مليارا شخص يحكمهم زعماء شعبويون. الزعماء الشعبويون وعلى رأسهم ترامب، اعتمدوا تقريبا حملة مشتركة أساسها: مهاجمة العولمة والمهاجرين والإعلام «المزيف» ودغدغة مشاعر الناخبين بأن القادم أفضل طالما لن يشاركنا فيه الأجانب ولن تحكمنا النخب الليبرالية. لكن الشعبوية لم تكن نتيجة لوصول ترامب ومن على شاكلته للسلطة، بل كانوا هم عرضا لها. إنها، كما تقول بيبا نوريس الأستاذة بجامعة هارفارد، تزدهر فى زمن الأزمات الاقتصادية. استعادت قوتها مع الأزمة المالية العالمية 2008، ثم أوصلها كورونا للذروة، بعد تسببه فى أسوأ ركود منذ الحرب العالمية الثانية، ليتراجع نصيب الفرد من الناتج لمستويات عام 1870 وفقا للبنك الدولى.

ترافق مع ذلك تزايد رهيب فى عدم المساواة الاقتصادية. وبينما تضاعفت ثروات المليارديرات، زاد الفقراء فقرا ومرضا وموتا. المتضرر الأكبر هم الشباب بفقدان كثير منهم وظائفهم، وهو ما تتم ترجمته بصناديق الاقتراع. هنا تلعب مواقع التواصل الاجتماعى دورا شديد الخطورة فى خلق مناخ داعم للمد الشعبوى، إذ تطلق العنان لموجات الرفض ونظريات المؤامرة وصب اللعنات على المهاجرين والأقليات.

كورونا أطاح بترامب لسوء معالجته الأزمة، لكنه كان سببا فى ارتفاع شعبية زعماء آخرين. وحسب الاستطلاعات، استعاد بوتين وأردوغان وبولسونارو (البرازيل) شعبيتهم التى فقدوها بداية الوباء. لقد صححوا أخطاءهم وواصلوا تأجيج النعرات القومية الشوفينية ليثبتوا أنهم يستطيعون البقاء رغم أن المدافع الأول عن حركتهم ذهب مع الريح.

الشعبوية استفادت من ترامب لكنها مستمرة بعده لأن المستنقعات التى تتوالد فيها لم يتم تجفيفها بعد. عالم كورونا وما بعده سيملؤها بمياه آسنة من الغضب والكراهية والاستياء. يشعر الشعبويون بالحزن على رحيل ترامب لكنهم سيواصلون رفع الشعلة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
بين السياسي والبيروقراطي!

السياسى يستشرف ردود الفعل، يتفاوض ويجس النبض ويساوم ويعدل ثم يخرج بالقرار للعلن. ربما يكون أقل من طموحه لكنه يضع نصب عينيه أن السياسة فن الممكن لا المستحيل.

رسائل الهجوم الأمريكي!

عندما أمر ترامب فى أبريل 2018 بشن هجمات عسكرية على سوريا بعد اتهام النظام السورى باستخدام أسلحة كيماوية فى «دوما»، سارع بايدن ونائبته الحالية كامالا هاريس

أريد عناقا!

في العالم الذي رسمه الروائي البريطاني جورج أورويل بروايته الأشهر «1984»، ينسحق الفرد أمام حكومة خيالية تتحكم في كل حركاته وهمساته. تحسب عليه أنفاسه وأحلامه.

أولياء الأمور والسوبر ماركت!

حتى نهاية الثمانينيات، ظلت الحياة هادئة، إن لم تكن رتيبة، فيما يتعلق بالعملية التعليمية. تدخل الوزارة نادر، والتغييرات طفيفة. اهتمام أولياء الأمور كان

نيتانياهو وعالم اللا معقول!

تابعت الضجة التى أثيرت حول ما ذكره الفنان المصرى الكبير محمد منير فى مكالمته الهاتفية مع لميس الحديدى فى برنامجها المتميز، كلمة أخيرة، حول ماعرض عليه من

زورونا كل سنة مرة!

لست وحدك. تنتخب من يمثلك بالبرلمان أو جهة العمل أو بنقابتك، فإذا به بعد النجاح يقوم بعملية فرار طويلة ولا يعاود الظهور إلا مع استحقاق انتخابي جديد. تبحث

كيف تدمر حزبًا؟!

لأسباب عديدة، تسكن الانقسامات أحزاب اليسار أكثر من اليمين. الانضباط الحزبي حديدي داخل اليمين، بينما التماسك والالتزام ضعيفان لدى اليسار الذي تشله الخلافات

فلاسفة التوك شو!

ليست هذه هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي يمتشق فيها مذيع سيفًا خشبيًا يوجه به طعنات من الإهانات والسخرية والإساءات لفئة من الشعب، هو نفسه فعلها

تركة على حميدة؟!

كيف سيتذكر الجيل الجديد مبدعينا وفنانينا والمشاهير الذين يختارهم الله إلى جواره؟. وماذا سيبقى منهم؟ للأسف، ليست هناك إمكانية أو قدرة من جانب كتابنا وباحثينا

فى مدح الإعلام العام!

أحد أسباب توقف الحروب وسيادة السلم في فترات زمنية معينة أن البشر لم يكونوا يتقاسمون المنافع والخيرات فقط؛ بل الحقائق المشتركة أيضًا. الآن، لم تعد هناك

كلمني شكرًا!

«بيبى.. أنا لا أوافق على أى شىء تقوله، لكنى أحبك». هكذا كتب بايدن ذات مرة عن علاقته مع نيتانياهو. مر نحو شهر على توليه الرئاسة ولم يرفع سماعة التليفون

احذف واعتذر!

هاتان الكلمتان رسالة وجهتها صحيفة الجارديان إلى كاتب عمود بعد نشره تغريدة سخر فيها من السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، واعتبرتها الصحيفة كاذبة بل معادية للسامية، لينتهي الأمر بوقف التعامل معه.