الآن وبعد مرور 10 سنوات على زلزال الفوضى الذى ضرب مصر فى 25 يناير 2011 يمكن أن يقال بوضوح ودون تحفظ ودون تردد إن وعى الشعب المصرى كان له الفضل الأكبر فى كشف المؤامرة ودحر المخطط الذى لم يكن يستهدف مصر وحدها وإنما كان يستهدف المنطقة العربية بأسرها!
الآن دون تحفظ أو تردد يمكن أن يقال بكل بصراحة ودون لف أو دوران: إنه لم يعد مقبولا أن تقترن أحداث الفوضى التى سميت زورا بالثورة مع عيد الشرطة التى كانت أولى ضحايا تلك الثورة المزعومة والتى وصفها الرئيس عبد الفتاح السيسى وصفا سياسيا بليغا عندما قال: «إن ما حدث كان علاجا خاطئا لتشخيص خاطىء»!
لقد آن الأوان لإسقاط هذه القداسة المزيفة من حول 25 يناير بدعوى وجودها كنص مكتوب فى مقدمة الدستور الذى كما نعلم جميعا أنه مثل أى دستور ليس نصا مقدسا وليس محصنا ضد التصحيح والتعديل الذى هو ملك إرادة الشعب الذى كتبه فى ظروف ضاغطة ومن حقه أن يعّدل النصوص وأن يصحح الوقائع استنادا إلى ما ظهر واتضح من حقائق على أساسها يكون الحكم ويكون القرار.
إن أحدا لم يختلف على أن مصر شهدت قبل 25 يناير غضبا مشروعا ضد بعض السياسات وضد بعض الممارسات وأيضا فإن أحدا لا يمكن أن يختلف الآن على أن لصوص الغضب قد سرقوا الأحلام المشروعة وسعوا لاختطاف هذه الأحلام بعيدا عما كان الشعب يحلم ويريد!
إن لصوص الغضب لم يسرقوا فقط الأحلام المشروعة للمصريين فى طلب التغيير وإنما كانت لهم أجندة تتوافق مع أجندة نشر الفوضى الهدامة وضمن أسلحتها تغييب الأمن وضرب الاستقرار ونهب وتهريب الأموال للخارج ونشر أفكار العنف والتطرف التى تهيئ لحرية الحركة للجماعات الإرهابية الخسيسة!
إن لصوص الغضب بغبائهم أزاحوا عنا عناء الذهاب بعيدا بالجهد والعقل والمنطق لكى ندرك أنهم أبعد ما يكونون عن طبيعة شعبنا وقيمه الرفيعة وقد كان العام الأسود الذى امتلكوا فيه كل مفاتيح السلطة التنفيذية والتشريعية تجسيدا على أرض الواقع لصحة ما قاله كبيرهم ذات يوم : "طظ فى مصر".
إن ما حدث فى العام الأسود الذى سيطر فيه لصوص الغضب على سدة الحكم جاء بمثابة أقوى وأوضح دلالة على أن هؤلاء اللصوص عندما سرقوا الغضب المشروع للشعب لم يكن فى حسبانهم سوى تنفيذ أجندتهم التى لا تخدم سوى الأهل والعشيرة فقط!
وأمام كل ما فعله لصوص الغضب لم يجد شعب مصر بدا من الاستنجاد بالمؤسسة العسكرية بعد الخروج الكبير بعشرات الملايين فى 30 يونيو عام 2013 رفضا لمخططات تغيير الهوية.
والحمد لله أن شعب مصر قد عرف طريقه ولن يسمح للصوص الغضب بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء مرة أخرى لأن المؤامرة مكشوفة والمخططات مستفزة والصورة لا تحتاج إلى اجتهاد أو تدقيق بحث أو إمعان نظر.. وكما قال الرئيس السيسى إن ما حدث لن يتكرر أبدا مرة أخرى!
خير الكلام:
<< القوة للحق وليس الحق للقوة!