أجبر نحو مليار ونصف المليار طالب في 160 دولة حول العالم على الدراسة عن بُعد، أثناء الموجة الأولى لكوفيد-19. وأدى هذا الوباء وإغلاق المدارس لحرمان ما يعادل 463 مليون طفل من التعليم لعدم القدرة على القيام بذلك افتراضيا، وفقا لتقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) حيث لم تتح الفرصة للجميع للوصول إلى التعليم عن بُعد، وهناك تفاوتات كبيرة جدا بين قارات العالم.
وعندما فرض انتشار فيروس كورونا واقعا تعليميا جديدا في كل أنحاء العالم، يجب التعايش والتأقلم معه. ظننا أن المستقبل هو التعليم عن بُعد، ولكن يبدو أن واقع الحال غير ذلك، فبالرغم من استفحال الأزمة الصحية في أمريكا، أعادت المدارس بولاية تكساس الأمريكية فتح أبوابها للتلاميذ في يناير الحالي، بعد نتائج دراسية مقلقة حيث رسب 40% من التلاميذ في مادة واحدة على الأقلّ، ولم تكن نسبة الرسوب تتخطّى 13% من مجموع التلاميذ. فالتعليم عن بُعد ليس حلا سحريا كما كنا نعتقد، فقد قامت مؤسسة التدريب الأوروبية (إي تي أف) بمراقبة ورصد عملية التعليم عن بعد في دول مختلفة، وتوصلت المؤسسة الى أن هناك حاجة إلى التعاون الدولى لتزويد كل طالب بالأجهزة اللازمة والاتصال بالإنترنت وبيئة مناسبة للتعلم في المنزل. وأن مستقبل التعليم مختلط، حيث توصي المؤسسة بدمج الأسلوبين التعليم عن بُعد والتعليم في المدرسة، نظرا لأهمية الحياة الاجتماعية في المدرسة، ووصفته بالتعليم المرن في المكان والزمان.