غدا عيد وطني جليل هو عيد الشرطة المصرية تخليدا لذكرى يوم مجيد في تاريخ النضال الوطني ضد الاستعمار ففي يوم 25 يناير 1952 وقبل 69 عاما مضت وقف رجال بلوكات النظام من قوات البوليس المصري في محافظة الإسماعيلية ضد تجبر قوات الاحتلال البريطاني التي كانت متمركزة في معسكرات منتشرة على طول الشاطئ الغربي لقناة السويس.
في مثل هذه الأيام قبل 69 عاما كانت فصائل الفدائيين المصريين تواصل هجماتها ضد المعسكرات البريطانية بالتزامن مع هتافات الشارع المصري التي تطالب بالجلاء وحصول مصر علي استقلالها الذي غاب منذ أن احتلت بريطانيا مصر عام 1882.
لم يكن غريبا ولا مفاجئا أن يفقد «البريجادير أكسهام» القائد الإنجليزي بمنطقة القناة أعصابه من تصاعد حدة الضربات الفدائية ضد قوات الاحتلال ومن ثم وجه إنذارا لمحافظ الإسماعيلية بضرورة أن تقوم قوات شرطة الإسماعيلية بتسليم أسلحتها والرحيل نهائيا عن منطقة القناة بدعوى أنها تساعد الفدائيين علي القيام بعملياتهم ضد القوات البريطانية.
والحقيقة أنه لم يدر بخلد «البريجادير أكسهام» أن يجيئه الرد سريعا برفض الإنذار وإعلان الشرطة المصرية الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام رغم التفوق التسليحي والعددي الهائل لقوات الاحتلال وهو ما اعتبره البريطانيون مساسا بهيبتهم فاندفعوا إلي معركة ضارية سالت فيها الدماء أنهارا وجرى دك مبني محافظة الإسماعيلية بالقنابل الثقيلة من مواسير الدبابات ليسقط عشرات الشهداء وعشرات الجرحي وهو ما دفع القائد البريطاني إلي الانحناء احتراما لبسالة جنود الشرطة المصريين وتأدية التحية لهم بعد أن نفدت ذخيرتهم واستسلموا بشرف.
إن هذا اليوم يجب أن يعود كما كان يوما خالصا للشرطة المصرية التي ضربت أروع الأمثال في التضحية والفداء وتلك أمور ليست أمرا كماليا يملك أحد حق التغيير والتبديل لها لأنها تعبير تاريخي وتجسيد نضالي للحفاظ علي التاريخ الصحيح لهذا الوطن ويعكس عمق وفاء الشعب المصري للقوى الفاعلة التي تصنع حركته في المواقف الحاسمة.. وليس موقف الشرطة مع الجيش إلي جانب الشعب في 30 يونيو عام 2013 ببعيد وسيظل محفورا في ذاكرة المصريين إلي يوم الدين.
خير الكلام:
<< الشعوب التي تنعم بالأمن تكتسب تلقائيًا المزيد من الثقة بالنفس!